المحروسة

gravatar

انهيار المجتمع: فيلم الموسم


اِنْهِيَارٌ - [ هـ و ر]. (مص. اِنْهَارَ). 1. "اِنْهِيَارُ جُدْرَانِ البَيْتِ": اِنْهِدامُها، سُقوطُها. 2."الانْهِيَارُ العَصَبِيُّ": حَالَةٌ نَفْسِيَّةٌ مَرَضِيَّةٌ تُصِيبُ الإنْسَانَ وَتَجْعَلُهُ فَاقِدَ الإرَادَةِ أوْ فِي حَالَةِ غَلَيَانٍ عَصَبِيٍّ أوْ حُزْنٍ وَاكْتِئَابٍ


هذا انهيار من نوع آخر لم يكن في حسباني أن أكتب عنه الآن

إنه انهيار المجتمع على يد فريق من أبنائه: يوم الثلاثاء الأسود
مجموعات بشرية - وصِفت بالسوقة والدهماء - تجتاح وسط القاهرة
للاحتفال بالعيد على طريقتها الخاصة: التحرش الجنسي الجماعي
الصورة الصادمة لما حدث تعطي انطباعاً بغوغائية قد تستدعي إلى الأذهان قصة يأجوج ومأجوج..علماً بأن الصورة الأخيرة في ألبوم الحادث تشير إلى إفلات الجناة بالكامل من العقاب
الهَمَج: مصـ.-: ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير.-: الجوع؛ قد هلكت المواشى من الهمج.-: الغنم المهزولة.-: الحمقى.-: الرَّعاع من الناس؛ لم يكن سهلاً ضبط الهمج في الثَّورات الدامية المشهررة في العالم.-: سوء التدبير في المعاش/ قوم همج، أي لاخير فيهم ج أَهْمَاج
على أن "الهمج" و"الدهماء" ليسوا وحدهم المسؤولين عما جرى
تبدو تلك الحوادث ذات جذور عميقة وأسباب متشابكة في مجتمع أدمن عدم المبالاة.. وسط وهنٍ سياسي وأزمات اقتصادية خانقة أعجزت البعض عن الشعور بآدميته وممارسة حياته الطبيعية..وضعف الوازع الديني والأخلاقي في مواجهة مغريات تزيد الكبت احتقاناً
دعونا لا ننسى الراقصة دينا التي قدمت وصلة أو عينة من الرقص الحسي أمام دار للعرض السينمائي وسط القاهرة ترويجاً لفيلم الموسم "عليَ الطرب بالتلاتة" ودفع الجمهور إلى الفرجة على المزيد من هذه "الوصلات" عبر شراء تذكرة سينما
كل هذا وأكثر جرى في ظل غياب أمنٍ يرى أن مهمته الوحيدة حماية الرجل الكبير وبطانته هو وأنجاله..وليذهب الآخرون إلى الجحيم
تَحَرُّشٌ - [ح ر ش]. (مص. تَحَرَّشَ). 1."أَرَادَ التَّحَرُّشَ بِهِ": اسْتِفْزَازَهُ وَإِثَارَةَ حَفِيظَتِهِ. 2."التَّحَرُّشُ الْجِنْسِيُّ": إِثَارَةُ الْمَرْأَةِ وَإِغْرَاؤُها لِلإِيقَاعِ بِهَا جِنْسِيّاً

الأسباب كثيرة..تشابكت وتضافرت لتنجب ابناً غير شرعي اسمه الهمجية والتحرش الجنسي الجماعي. والمصيبة أن الكل يلوم الكل وأن هناك حالة من التطهر الاجتماعي ووهم النقاء -عبر وضع مسافة "بيننا" وبين "هؤلاء"- تنتشر بعد كل كارثة أو قضية رأي عام.. كأن هناك كائنات فضائية هبطت علينا من المريخ لترتكب بين الحين والآخر أفعالاً منكرة
وسرعان ما تعلو أصوات تنادي بأفكار أكثر تطرفاً وتدعو إلى التصفية وتقترح الإخصاء وتطالب بمزيد من التهميش لكل من شارك في الواقعة..بدلاً من المناقشة الموضوعية بحثاً عن علاج سليم لما جرى
ثم تنتهي دوائر الجدل إلى لا شيء..لتتكرر الصورة وتتضخم يوماً بعد آخر وعاماً بعد آخر

وكل عام ونحن طيبون

القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ . والقَمْعُ : الذُّلُّ . والقَمْعُ : الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ دخله مُسْتَخْفِياً . وفي حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها : فإِذا رأَين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ ; قال ابن الأَثير: وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها

ومما يثير العجب أن أجهزة الأمن في مصر تحشد الآلاف من قواتها وعملائها وعرباتها المصفحة لقمع المظاهرات والمسيرات السلمية وحماية الموكب الرئاسي.. في حين نجدها تعجز عن تبرير غيابها الواضح وتقصيرها الفاضح في ضبط الأمن في الشارع..بل إنها تغيب عن سُرة القاهرة: وسط البلد

ترى التحفز والتربص الأمني في محيط السفارة الأمريكية التي جعلت من السير على الرصيف المحاذي لها مغامرةً غير مضمونة العواقب..في حين تستباح شوارع مجاورة على يد جماعات بشرية تشعر بالكبت والجوع استجابةً لإلحاح الجسد

الفَوْضَى :- من الناس: من لا رئيسَ لهم يَضْبُط أمورهم؛ النَّاسُ فوضى أي متفرِّقونَ مختلطون/ مالُهم فَوْضى بينهم أي مختلطٌ فيهم يتصرَّفُ كلُّ منهم في جميعه بلا نكير. -: اختلالٌ في أُداءِ الوظائف العضويةِ أو الاجتماعية وافتقارها إلى النظام؛ سادتِ الفوضى أعمالَ مؤسّسةِ الخطوطِ الجويَّة/ في ذلك البلد فوضى سياسيّة/ أخذ النَّاقمون يبثُّون الفوضى في المدينة

إن الفوضى حين تستقر تصنع لها جذوراً في المكان ونفوس البشر..عندها تصبح الفوضى "نظاماً" متكامل الأركان
وعندما يتحول الحادث العشوائي إلى ظاهرة متكررة تطل المخاوف من شرفة القلق
إذ إن تلك المجموعات -بغض النظر عن كل ما قيل بشأن عددها..ومع الإقرار التام بصعوبة تحديدها وتصنيفها استناداً إلى الفئة العمرية والمهنة والوضع الاجتماعي- التي تحرشت جنسياًُ وبأسلوب هستيري بالفتيات في قلب القاهرة..عادت لتكرر فعلتها في اليوم التالي وشكلت هذه المرة حسب شهود عيان قطارات بشرية تقترب من الضحية لتفرض عليها حصاراً قبل أن تبدأ في لمسها وتحسس جسدها

وفي ظل غياب القانون والأمن يحاول الناس ارتجال شكل جديد لحماية الأعراض من الانتهاك اعتماداً على ما تيسر من القاموس الشعبي: "الجدعنة" والشهامة

وهكذا وجدنا عدداً محدوداً من أصحاب المحال التجارية وسائقي سيارات الأجرة وحراس العمارات وأفراد شركات الأمن الخاصة يتدخل قدر الاستطاعة لمنع تلك الجرائم عبر توفير الحماية والملاذ الآمن للضحايا.. سواءً أكانت تلك الأماكن هي المحال التجارية أو سيارات الأجرة أو العمارات القديمة النائمة على جانبي الطريق. أما سلاح "المقاومة" فقد تنوع ما بين رش المياه أو استخدام العصي والأحزمة.. وأحياناً التلويح بالمسدسات
لكن تبقى حقيقة مؤلمة مفادها أن قطاعاً واسعاً من المجتمع المصري يعيش حالة من عدم المبالاة.. فالمشاهدة غلبت على النجدة..بمعنى أن من تتعرض للتحرش الجنسي قد لا تجد من ينجدها.. وهو ما قد يؤدي إلى فقد الثقة في المجتمع ككل

هِيَاجٌ - [هـ ي ج]. (مص. هَاجَ، هَايَجَ). "كَانَ هِيَاجُهُ تَعْبِيراً عَنْ غَضَبِهِ" : ثَوْرَتُهُ، فَوْرَتُهُ

الهياج الجنسي الذي أصاب تلك الجموع الجائعة على اختلاف فئاتها العمرية أصاب أفرادها بالعمى وأفقدها القدرة على التمييز...فلم تعد ترى شيئاً سوى الرغبة -أو محاكاة الشعور بالرغبة- ولم تعد تعي أمراً سوى هذا البركان المنفجر من الشهوة التي تعتمل في النفوس..هنا لم يعد مهماً إن كانت الضحية ترتدي فستاناً قصيراً أو عباءة فضفاضة..محجبة أو ترتدي بنطالاً ضيقاً..مراهقة أو سيدة في منتصف العمر..المهم هو أنها مشروع فريسة

وربما كانت هتافات وصيحات تلك الجماعات من الدهماء دليلاً آخر على هذا العمى الذي أصاب أفرادها..فقد تنوعت تلك الهتافات ما بين الإيحاءات الجنسية البذيئة.. وعدم التمييز "واحدة تانية..واحدة تانية"..والقُطرية ذات الطابع العنصري في مواجهة من يشتبهون في أن ملابسها تشي بجنسيتها "بيب بيب بيب..سعودية..بيب بيب بيب..سعودية"
يحدث هذا في بلد تقول أكثر الإحصائيات رأفةً إن نحو عشرة في المئة من رجاله يعانون من العجز الجنسي..وتؤكد دراسة لقسم أمراض الذكورة بطب القصر العيني أن ثلاثين في المئة من الذين يعانون من الضعف الجنسي في مصر يعانون منه لأسباب نفسية
لكن من أقدموا على تلك الفعلة استأسدوا على النساء عندما اطمأنوا إلى هذا الفراغ الأمني
ومن أمِنَ العقاب أساء الأدب

المتهمون كثر في مثل هذه الحوادث المشينة
البعض يلوم الأمن الغائب والبعض الآخر يتحدث عن حالة عدم المبالاة التي أصابت قطاعاً واسعاً من المجتمع المصري حتى أصبح لزاماً على كل فرد أن يحمي نفسه بنفسه وأن يدس سلاحاً ما في جيبه أو حقيبة يده.. فريق ثالث ركز على غياب ثقافة الأخلاق وتراجع الوازع الديني الذي يحض على التعفف وغض البصر..وانصرف معسكر آخر إلى موضوع تأخر سن الزواج
والشاهد أن مثلث الفساد والبطالة والفقر المدقع سحق منظومة القيم الأخلاقية التي تعد شبكة الأمان في أي مجتمع..وتحالف القمع مع العشوائية ليفقد أبناء المجتمع آدميتهم وسط شعور باليأس من أي بارقة أمل في الإصلاح

وفي ظل تلك الصورة القاتمة يحرك الحصان العربة وتقود الرغبة العقل وتسود ثقافة القطيع التي تختار الأهداف الخطأ للتنفيس عن الشعور بالتهميش أو اختلاس لحظات إثارة عابرة: العنف هو الحل واضطهاد "الآخر" هو السبيل
والنتيجة: سقوط العقد الاجتماعي الذي يفترض وجوده بين الحاكم والمحكومين..بعد أن تبين أن الدولة لا تؤدي واجبها المنصوص عليه بموجب هذا العقد بدءاً من منح المواطنين الحريات الأساسية ووصولاً إلى الحقوق المتعارف عليها في أي مجتمع أو بيئة حضارية

التوقيت له أهميته ودلالته أيضاً.. فما حدث تزامن مع الاحتفال بعيد الفطر الذي يلي شهر رمضان..أي أنه يفترض أن نسبة لا يستهان بها ممن أقدموا على تلك الجريمة الأخلاقية قد خرجوا للتو من شهر التعبد والروحانيات..وهو مؤشر على أحد أمرين: إما أن الدين قد تراجع في نفوس هؤلاء وتحولت العبادة – في حال إقامة شعائرها- إلى عادة.. أو أن الجهل وعدم الوعي السائد كان المحرك لهذه الجموع التي اتفقت في لحظةٍ ما على النيل من النساء وأجسادهن وكرامتهن في ظل انتشار ثقافة النظرة الدونية للمرأة

قُصُورٌ - [ق ص ر]. (مص. قَصَرَ). 1."لاَحَظَ قُصُوراً فِي عَمَلِهِ" : تَهَاوُناً، تَرَاخِياً، تَقْصِيراً. 2."قُصُورٌ عَقْلِيٌّ" : ضَعْفٌ، خَلَلٌ. 3."الْقُصُورُ الذَّاتِيُّ" : ضَعْفُ الْجِسْمِ عَنْ تَغْيِيِرحَالَتِهِ بِسُرْعَةٍ مُنْتَظِمَةٍ فِي خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ

على أن ما لفت نظري في هذه الجريمة الجماعية هو ذلك التقصير الفاضح والقصور الفادح لوسائل الإعلام في مصر: المطبوعة والمسموعة والمرئية على حد سواء

ولولا ما عرضته قناة "دريم" الخاصة في برنامج "العاشرة مساء" وما نشرته جريدة "المصري اليوم" على استحياء بعد مرور بضعة أيام على الجريمة وما أثاره عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" على قناة "أوربت"..لم يكن الكثيرون ليعرفوا بحقيقة ما جرى في ربوع المحروسة

وليتها كانت فعلاً محروسة

إن ما يبعث على الأسى أن نجد الإعلام الذي يطنطن صباح مساء ويتغنى بإنجازات العهد الحالي أغلق أذنيه وابتلع لسانه وأخفى وجهه حتى تمر الكارثة مرور الكرام.. غير أن الإعلام البديل أو صحافة المدونين – مثل مالك صاحب مدونة "مالكوم اكس" ووائل عباس الذي انفرد بصور الجريمة على مدونته "الوعي المصري"- تمكنت من كشف المستور فإذا بنا وجهاً لوجه أمام عورة نظام يرى أن الأمن لخدمة الحاكم وليس في خدمة الشعب والحرص على سلامة أبنائه وبناته

أمنٌ اكتفى بعد مماطلة وتمنع بالرد على ما جرى بالنفي القاطع.. والقول بأنه لم يرده أي بلاغ عن وقوع مثل تلك الاعتداءات السافرة

إِنْذارٌ - [ن ذ ر]. (مص. أَنْذَرَ). 1."تَوَصَّلَ بِإِنْذارٍ مِنْ إِدارَةِ الْمَدْرَسَةِ" : بِإِشْعارٍ بِهِ تَنْبيهٌ على عَمَلٍ خَطيرٍ قامَ بِهِ. 2."جَرَسُ الإنْذارِ" : الإخْطار، الإِشْعارُ بِوُقوعِ أَمْرٍ مَّا لأخْذِ الحيطَةِ والحَذَرِ. 3."أَلَمْ تَسْمَعْ صَفَّارَةَ الإِنْذارِ" : صَفَّارَةً لَها صَوْتٌ ضَخْمٌ تُشْعِرُكَ بِحُدوثِ شَيْءٍ خَطيرٍ، أَوْحُلولِ مُناسَبَةٍ مَّا. 4."وَجَّهَ لَهُ إِنْذاراً أَخِيراً" : إِشْعاراً. "أَخْرَجَهُ دُونَ سابِقِ إِنْذارٍ"

ما جرى لم يكن الأول من نوعه في مصر..بل سبقته أجراس إنذار كثيرة أصمت الدولة أذنيها عنها..ومن ذلك ما جرى في فبراير شباط الماضي في شارع جامعة الدول العربية ومناطق أخرى من القاهرة خلال الاحتفالات بالفوز بكأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين..إذ وقعت حالات عدة من التحرش الجنسي والسعار المخيف.. وسكت كثيرون على اعتبار أن ذلك من مظاهر فوضى..الاحتفال


وفي الخامس والعشرين من مايو أيار عام ألفين وخمسة استخدمت أجهزة الأمن وقوات الشرطة المصرية التحرش الجنسي أو سهَلت استخدامه لمجموعات من البلطجية في مواجهة المتظاهرين من معارضي الاستفتاء على تعديل المادة السادسة والسبعين من الدستور. وهكذا جرى التحرش بسيدات بينهم عدد من الصحفيات على أيدي عناصر أمنية و"عصابات مأجورة من البلطجية والمجرمين وأصحاب السوابق قاموا بضربهن وتعريتهن وملامسة أجزاء حساسة من اجسادهن بتوجيه مباشر من أعضاء قياديين في الحزب الوطني الحاكم وفي حماية وحراسة الشرطة" على حد قول البيان الذي أصدرته آنذاك نقابة الصحفيين المصريين

وفي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي انشغل الرأي العام المصري بقضية "فتاة المعادي"..وهى الفتاة غادة التي اغتصبها عدد من العمال الذين لمحوا أثناء سيرهم ليلاً بعد انتهاء عملهم شاباً وفتاة في وضع مثير للريبة داخل سيارة تقف على جانب الطريق الهاديء.. وهو الأمر الذى أثارهم جنسياً فاندفعوا نحوهما وشلوا حركة الشاب قبل أن يتناوبوا على التهام جسد فتاة الحي الراقي ابنة السابعة عشرة

بحثت الشرطة على الفور عن الجناة وتابعت الصحافة باهتمام مذهل وحكم مسبق حشده له الرأي العام..فصدر الحكم على وجه السرعة ما بين الإعدام والسجن لمددٍ طويلة..وقبل أن ينسى الجمهور الحكاية ظهر فيلم "المغتصبون" للمخرج سعيد مرزوق وبطولة ليلى علوي ليحكي الواقعة من وجهة نظر المجني عليها


وبعد بضعة شهور من الحادث المذكور تكرر سيناريو مماثل في قضية "فتاة إمبابة" التى تناوب سبعة رجال على اغتصابها ..بعد أن اعترضوا طريقها مع صديق زوجها وهما عائدان من مكتب أحد المحامين..واقتادوها عنوةً إلى "عشة"..وبعد سقوط الجناة صدر الحكم بالسجن لمدة سبع سنوات على كل منهم..حكم مخفف في قضية تجرأت فيها صحف على النيل من سمعة المرأة الفقيرة فرددت أن الزوجة عشيقة صديق الزوج.. وهو ما أنكره كل من الزوج والزوجة والصديق


وفي أوائل عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين استيقظت مصر على قضية فتاة العتبة الشهيرة شاهيناز التي تعرضت لحادث هتك عرض ونزع ملابسها أثناء ركوبها مع والدتها حافلة عامة "الأتوبيس رقم سبعة عشر" المتجه إلى منطقة بولاق الدكرور بموقف أتوبيسات العتبة. واتهم في القضية اثنان أولهما عامل بسيط والثاني محاسب يدعى جمال يعاني من شلل في قدميه ولايستطيع السير سوى بمساعدة جهاز حديدي يرتديه في قدميه.. وتمت محاكمتهما بتهمة اغتصاب أنثى بالطريق العام

اهتز المجتمع المصري للحادث الذي وقع في مكان عام - إن صح القول إن ميدان العتبة مجرد مكان عام- وخلال أحد أيام شهر رمضان المبارك..وسرعان ما تحولت قضية الرأي العام إلى محاكمة ضمنية وجارحة للفتاة المجني عليها حتى أن إحدى الصحف سألتها: هل فقدت بكارتك؟..وأشارت مجلة "روز اليوسف" إلى أن الفتاة لم تكن ترتدي وقت الحادث قطعة ملابس داخلية. ونشر مصطفى حسين وأحمد رجب في الصفحة الأخيرة من جريدة "الأخبار" رسماً كاريكاتورياً لسيدة عجوز تتصل هاتفياًُ ببوليس النجدة وتقول لهم: "بتقولوا إن فيه حوادث اغتصاب في ميدان العتبة..أنتم كذابين..أنا بقالي ثلاث ساعات واقفة في الميدان وما حصلش حاجة"
أما داخل قاعة المحكمة فقد بدت المحاكمة كأنها خاصة بفتاة العتبة نفسها..وردد البعض سيناريوهات عدة تتحدث عن استجابة الفتاة لغزل ومداعبة أحد الركاب أثناء صعودها الحافلة وأن ما حدث تم برضاها إلى أن وصل الراكب إلى نقطة اللاعودة
ولم يقصر الأمن في هذه الحملة التي نالت من سمعة الفتاة..حيث قال اللواء حلمي الفقي مدير مصلحة الأمن العام آنذاك إن الحادث عادي..واتهم الضحية بأنها هي التي شجعت الجاني على هتك عرضها وأنها تركته يفعل ما يشاء حتى وصل بيده إلى منطقة حساسة دون أن تنهره أو تصرخ
وبعد نحو عامٍ صدر الحكم بتبرئة المتهمين في القضية لتتوارى المجني عليها عن الأنظار بعد أن تركت مكتب المحاماة الذي كانت تعمل به..وهكذا تتفاوت في مصر مقاييس العقاب على التحرش الجنسي والاغتصاب وفقاً للتقسيم الطبقي والتمييز العنصري والظروف الاقتصادية

وفي الخامس عشر من أبريل عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين صدر قرار بتعديل مواد عقوبة هتك العرض إلى الإعدام والأشغال الشاقة المؤبدة بدلاً من الأشغال الشاقة المؤقتة. ونص القانون على تنفيذ عقوبة الإعدام إذا ارتكب الجريمة أكثر من طرفين أحدهما حامل للسلاح

لكن النار ظلت مشتعلة تحت الرماد

السُّعَار: حرُّ النار؛ شبَّ الحريقُ وسرعان ما اشتد سُعَارُه.-: شِدّة الجوع؛ دَفَعَهُ السُّعار إلى التّسوّل،-: التهاب العطش؛ صامت جدّتي أحدَ أيّام القيظ فأحسّت بالسُّعار.-: الجنون؛ عاوده السُّعار فأُدخِلَ مستشفى الأمراضِ العصبية

لكن الخرق اتسع على الراتق..وها هي "تيتانيك" المجتمع تصارع الأمواج حتى لا تغرق..بعد أن اهتم القبطان هذه المرة بسلامته الشخصية قبل أن يحرص على حماية الركاب الذين يتحمل مسؤوليتهم

وساعة الغرق يظهر أسوأ ما في البشر من أنانية وعدوانية وهمجية وسعار مخيف..ويرفع الناس شعار: أنا..ومن بعدي الطوفان

والطوفان آتٍ

gravatar

سمعت عن الموضوع ودخلت مدونات أخرى لأقرأ التفاصيل..لم أصدق..معقول ما يحصل بك يا مصر يا أم الدنيا؟يا مهد الحضارات؟ لهل الدرجة صرنا رخاص؟حقيقي صدمت!!

gravatar

سوسن:

ما يتراكم تحت السطح يقفز فجأة ليطغى على المشهد

وتراكمات الوهن السياسي والفساد وتهميش المواطنين تحالفت في لحظةٍ ما مع عدم الوعي وبتواطؤ من روح عدم المبالاة..لتقع الكارثة

أخشى أن ما يحدث الآن مقدمة لما هو أسوأ في مقبل الأيام

gravatar

اخونا الجميل ياسر
التقرير الاخباري التحليلي الموثق
هو ما كنا نتوقعه منك وانت دائما تصدق و تبعث في نفوس قراء مدونتك الجميلة الثقة الهائلة في وجود شرفاء من الكتاب ففي عهد استشرى فيه وباء الكذب والتكريس والنفاق
ملاحظتك الخاصة بالاعلام هي من اوائل الملاحظات التي استرعت انتباهي
وقد كتب الكثير من المدونين في هذا الموضوع
مما يؤكد مرة اخرى فقدان الاعلام الرسمي بكل اطيافه سواء موافقة ام معارضة ام بطيخ شليان اي مصداقية لدى الناس
والاهم ان الاعلام في مصر
اصبح مجرد سبوبة ودكاكين للابتزاز والتهريج والكتابات المأجورة التافهة والمقالات الانشائية وترويج الخطاب الانتحاري بشقيه التحريضي التهييجي و العنيف

ياسر لا يمل المرء من شكرك على هذه المدونة الهامة الجميلة
في كل تدوينة تعطيها لنا

gravatar

أسامة:
شكراً لك أيها الصديق العزيز

كنت أفكر في تناول الموضوع عندما شجعني المدون الجميل شريف نجيب "هدوء نسبي" على التطرق إليه.. فاجتهدت وفعلت

كلامك صحيح تماماً..الإعلام عاجز عن فعل شيء لأنه أصبح مجرد دكاكين للاسترزاق..وربما أحد أشكال الوجاهة الاجتماعية عند الدخلاء على المهنة..وما أكثرهم

الصورة شديدة القتامة.. لأن ما جرى ليس في نظري حدثاً عارضاً وإنما ينذر بعواصف مقبلة:بلطجة وغوغائية بلا حدود

انحدرنا يا أسامة إلى قاع جديد..ولا أحد يدري كيف ستنتهي بنا الحال

gravatar

العزيز ياسر

لاننا فى مجتمع يشبه اى مجتمع اخر فمن الطبيعى ان نرى العديد من الحوادث بغض النظر ان كان السبب هو الكبت او الاباحية
فالمجتمع المصرى على نقيض المجتمعات الاوربية والغربية عموما فى تقاليده وموروثاته ودينه ومع ذلك يحدث اكثر من ذلك بكثير فى هذه المجتمعات الاخرى برغم انفتاحيتها بصورة فردية او بصورة جماعية
من الطبيعى ان نرى حوادث سرقة هنا وفى الخارج وحوادث قتل فردى او جماعى هنا وفى الخارج
وكذلك حوادث تحرش فردى او جماعى

بصراحة لى تحفظ على هذا الحادث ومقتنعة تمام الاقتناع بدرجة التهويل
فانا دائمة المرور فى وسط البلد ذهابا وايابا والاعداد الغفيرة من الفتيات هناك كثيرة جدا فى جميع الاوقات ما بالك بايام العيد وليس كما ذكر المدونون على مرمى البصر عندما يشاهدون فتاه
وكأنهن بعدد اصابع اليد ؟
لم يعجبنى فرد الموضوع كسبق صحفى للشهود الافاضل والذى اعتبر تصرفهم سلبى للغاية وهو توثيق الحادث بالتصوير وليس بالدفاع عن شرف اى من الفتيات المذكورات ؟ وكأن الدم الذى يجرى فى العروق تحول الى عصير مثلج
الصور المنشورة لا تدل على اى شىء واضح حتى صورة التاكسى التى استعنت بها هى اكبر دليل على لا شىء فالسائق خارج التاكسى ولا يحتمى بشىء والصورة بداخله مظلمة ولا يبدو انه يتعرض اى احد لاى هجوم
لا ادرى ما المصلحة لهذا التهويل لا انفى وجود الحادث لكن انفى وجوده بالصورة المذكورة هذه
ولا ادرى لمصلحة من يتم الاساءة بهذه الصورة المهينة لرجال مصر قبل نسائها
اعذر تعارض وجهة نظرى معك
واستميت فى نفى هذا ودافعى القوى ليس انى مغيمة عن الواقع بل لان الواقع الفعلى ليس بهذه القذارة
تحياتى لك

gravatar

ياسر شفت التدوينة بتاعة وليد؟؟
والتدوينة بتاعة شريف عبد العزيز او ابن عبد العزيز
و تدوينة
هيثم يحيي جار القمر؟؟؟
هي كلها في السكة اللي بتتكلم عليها وتدوينة هيثم حوار معايا يا ريت تبص عليها ينوبك ثواب في اخوك
عشان هيثم يعرف ان ورايا صحاب جدعان جامدين

gravatar

توتة: الوقائع مستقاة من شهود عيان وأصحاب محال تجارية في وسط القاهرة وممثلين -علا غانم تحدثت عما جرى لها في برنامج "القاهرة اليوم"- وهناك مزيد من الصور ومقاطع الفيديو عند آخرين..غير أن ما يهمنا هنا هو التنبيه إلى خطورة ما جرى حتى وإن كان بصورة أقل مما رواه البعض

إن معظم النار من مستصغر الشرر..و السكوت عما حدث قد يجعلنا نستيقظ يوماً على جرائم أكبر خاصة أننا نتحدث عن هتك أعراض وليس منقولات أو ممتلكات تتعرض للسرقة ويمكن استردادها في حال ضبط الجناة


أسامة: قرأت ما كتبه شريف عبد العزيز وضمون فكرته جيد وصحيح إلى حد كبير
سأقرأ على الفور ما كتبه الدكتور وليد وجار القمر ..طبعاً وراؤك أصدقاء جدعان:))

gravatar

واحدة من أروع تدوينات هذا العام جملة وتفصيلاً..أهنئك..

وأضيف :

للمرة التانية ، هل احنا بلد صحفيين؟

ما فيش قضايا تثار إلا اللي همة عايزينها تثار ، ومافيش اتجاه تسير فيه عقولنا غير الاتجاه اللي عايزه تلات أربع صحفيين معدودين ومعروفين بالاسم.. أياً كانت علاقتهم بالحكومة..

رغم المجهود الهايل اللي عمله وائل عباس اللي مثل المصدر الوحيد المصور للي حصل في العيد .. إلا إن السكوت الإعلامي على الموضوع رغم خطورته ، خلاني كمواطن أشك إن الموضوع دة مبالغ فيه ، قياساً على إني راجل عايش في مدينة تبعد ساعتين ونصف عن قاهرة المعز..

زي ما الصحفيين أحرار يوجهونا زي ما همة عايزين .. إحنا كمان أحرار نقيم الأخبار ونحدد احنا صفحاتنا الأولى..

شكراً وائل ومالك وكل الزملاء..

خارج الموضوع :مبروك الانتقال للبلوجر "بيتا".. وكما يقال :"البيتا بيتك"! :-)

gravatar

و بكيني ياللي أنت عارف أن البكا يحلالي
لا الدنيا هي الجازية و لا كنت أنا الهلالي

حسين طارق في أعماله الأولي

مش لازم ترد عليا يا دكتور دا تداعي مش أكتر كرم حضرتك طمعني أني أكتبه

gravatar

الصديق العزيز ياسر ..

كالعادة تحقيق موثق بالتفاصيل الدقيقة والصور وكتابة صحفية فائقة الجودة ولغة تقريرية حيادية لشرح قضية يصعب فيها الحياد.
فعل العنف لايقاس بالعدد كماتعلم وتفضلت شارحا لاكثر من حادثة ..المشكلة هي التعامل مع السلوك كحالة فردية بدلا من اعتبارها مؤشر للتحلل العضوي لمجتمع ينهار وأمة تعصف بها الرياح من الجهات الاربعة.

بعد الطوفان..
الجو شبورة
ننده لبعض بهمسة مذعورة
بشويش نمد الإيدين
ياللي انت حنبي
إنت فين ....

أرجو ألا تكون النبؤة في حقيبة الوجه الصفيق كقول أمل
ويكون جوع ...ويكون جوع

مودتي

gravatar

قلم جاف: شكراً لك.. أود فقط أن أشير إلى أن الإعلام المصري يعاني من سلسلة أزمات خانقة: سياسياً وأمنياً (مضايقات وضغوط وقضايا ملفقة تقود الصحفي المغضوب عليه إلى المحاكم وربما السجون).. اقتصادياً (مأزق التمويل والإعلانات ومراعاة مصالح المعلنين) ومهنياً (هناك صحف..لكن الصحفيين الحقيقيين قلة قليلة..بعد تسلل كثيرين ممن لا مهنة لهم إلى مواقع العمل الصحفي بطريقة أو بأخرى). أضف إلى ذلك أن التحقيق الصحفي والتليفزيوني بالمقاييس والمعايير المحترمة غير موجود إلا فيما ندر..ولذا سكت الإعلام في مصر عن حوادث عدة وجرائم خطيرة وقضايا رأي عام مثيرة..خوفاً من السلطة - أي سلطة-أو طمعاً في رضاها

الآن يقدم الإعلام البديل ممثلاً في التدوين صحافة المواطن..التي تحاول كشف المستور بالخبر والرأي والتعليق

gravatar

زنجي:
أنت تعلم مكانة محمد وحسين طارق عندي..ويكفي أن أشير إلى أنني علمت بما جرى في وسط القاهرة بعد أن وصلتني منك رسالة تفيد بالحادث..كما طلب مني صديقنا شريف نجيب صاحب مدونة "هدوء نسبي" أن أكتب معلقاً عما جرى..ومن هنا انطلقت فكرة التدوينة المنشورة
بالمناسبة.. الدكتور أسامة القفاش يكيل لك المديح ومعجب باهتمامك بقراءة ومناقشة القضايا الفكرية المختلفة

gravatar

طبيب نفسي:

المشهد العبثي الذي يحدث الآن يا دكتور وليد يشير إلى أن زرقاء اليمامة عند أمل دنقل كانت على حق في كل مخاوفها وهواجسها

التحليل النفسي للجماعة كما قرأت لك في مدونتك- قد يكون أحد المفاتيح المهمة لفهم ما جرى..أما سياسة دفن الرؤوس في الرمال التي يتبعها أولو الأمر في مصر -بل في مختلف أنحاء الوطن العربي- فهي التي تزيد من حجم الورم الخبيث في الجسد

gravatar

أشكرك على تلبية طلبي المتواضع أستاذي العزيز.
اختيار موفق للكلمات المفتاحية للموضوع و ترتيب منطقي و واعي جداً لها، و كالعادة لا يفوتك التوثيق و تذكيرنا بالحوادث المماثلة السابقة.
تدوينة رائعة بها الكثير من الإنارة ، فشكراً لك مرّة أخرى.

gravatar

شريف نجيب:

الشكر موصول لك.. فقد تحمست أكثر للكتابة بناء على طلبك..وأعتقد أن الموضوع ستكون له بقية ويحتاج لمزيد من الكتابة والتفصيل لأنه بشكل أو بآخر لمس مجموعة من القضايا المسكوت عنها في المجتمع المصري والعربي.. ومن بينها التحرش الجنسي

gravatar
Anonymous في 1:00 PM

سيدي العزيز ، والله لم أتوقع أن يربط أحد غيرك خيوط الزمن هكذا ولم أتوقع أن يكتب غيرك عن ملابسات التحرش يومها بالاشارة الي نوعية الأفلام التي ذهب هؤلاء الشباب لمشاهدتها في حين ذهب بعض المدونين للتحرش بالخطاب السلفي والتكفيري علي أنه المحرض لهؤلاء الشباب حيث يسمعون شرائط الفتنة في الميكروباص!!!!! ما هذا الانحطاط الذي يصل الي تحميل شرائط العظات مهما اختلفنا معها مسئولية ما حدث !! أشكرك دائما

gravatar

ما هذا الانحطاط الذي يصل الي تحميل شرائط العظات مهما اختلفنا معها مسئولية ما حدث !!


الحقيقة ياياسر انا مكنتش ناوي لا اعلق ولا اتكلم في الموضوع ده تاني
وخصوصا ان الحوار عند هيثم كافي
ولكن زي ما حضرتك شايف من الكلام المكتوب فوق الامور وصلت لحد وصفنا بالانحطاط و العتقد يا ياسر انت مترضاش الوصف ده لا لاخوك اسامة
ولا لابنك هيثم ولا لاخوك وليد
ولا لنفسك لانك لما علقت عند هيثم وافقت على الكلام
الذي لا يحمل شرائط وعظ ولا حاجة اي شيء ولكن مش عارف الناس بقت بتقرا ازاي و عايزة تشوف ايه
بس برضه الادب و اداب الحوار امر لا ينبغي التخلي عنه
ولا اعرف ماهو تصرفك بالضبط ولا رد فعلك ولكن اتصور ان من حقوق الصداقة والاخوة التي تربط بيننا الا نسمح بهذا
وهذا ليس تحريضا ضد اي شخص
ولكن بوضوح تحديد مواقف
دمت لي اخا وصديقا عزيزا

gravatar

الصديق العزيز ياسر..

علم نفس الجماعة مدخل رئيسي لفهم نمو التفكير الأخلاقي
Moral Reasoning Development
وتشكل هوية الأنا
Ego-Identity Formation
وهما جانبين من أهم جوانب النمو الإنساني المؤثرة على طبيعة السلوك.
حيث يرتبط التفكير الأخلاقي المعياري بطبيعة التفسيرات العقلية لما هو مقبول أو مرفوض اجتماعيا، كما ترتبط هوية الأنا بطبيعة إدراك الفرد لمعنى وجوده من خلال تبني المبادئ والأدوار المناسبة من الناحية الشخصية والاجتماعية على حد سواء.

بمعني أنه لابد من تحليل السلوك خارج أطار فكرة التطهر كما ذكرت أنت آنفا ..وعدم إلقاء المسئولية علي شريحة يتم نحتها حسب المعطي الاخلاقي العياري للحدث، فيصبح المتهمون بخلق معيار ثقافي مختل .. أصحاب منصة القضاء التي تحمل فئة معينة اسباب التدهور كطقس ضروري لطهارتهم الفكرية ... هذا خلل وخواء فكري.
أي نمو اخلاقي يمر بمراحل إتزان وعدم إتزان .. ومصر تمر بمرحلة عدم اتزان شديد سواء من العامة أو النخبوية الفاشلة أضافة لمتوسطي الثقافة أصحاب الصوت التأسلمي الوضيع أو ثقافة الرعاع كما أسميها.
أضف إليهم أتباع هذا المذهب من شباب لايري أي غضاضة في جمع النقيضين.
ولايمكن أن نزيد أزمة مصر الاقتصادية بجعل الصخر مثقالا بدينار .. لذلك لابد من تخطي هؤلاء الديماجوج في أي مناقشة.
أما عن الدراسة لفكرة النمو الاخلاقي .. فسوف أحاول أن أكتبها .. لعل وعسي.

تحياتي

gravatar

عزيزى ياسر
مجهود كبير فعلاً ,أختيار أحداث مختلفة فى نوعيتها وتوقيتها ولكنها فى نفس الوقت حبات من نفس العقد أو عملة ذات مائة وجه.كما أن أضافة الكلمات من المعجم فكرة جميلة .تحياتى مرة آخرى على المجهود الكبير وبعد إذن العزيز وليد
....
يعنى
مانبتديش العلام
غير
بالطوفان
أنا حيران

gravatar

مختار العزيزي:
ما حدث له أسباب متشابكة شديدة التعقيد ولا بد من فتح باب النقاش الهاديء والموضوعي حولها..وليس هناك تفسير وحيد يمكن الاعتماد عليه بل مجموعة من الأسباب والجذور..والمفروض أننا نحاول قراءة ما جرى لأنه من واجبنا أن نتحاور ونطرح أفكارنا بحرية وموضوعية..وفي النهاية هذا وطننا وتلك مشكلاتنا

gravatar

اسامة: أنت لست صديقاً فقط بل إن افكارك تستحق دائماً الاحترام والنقاش الهاديء بغض النظر عن أي جوانب اتفاق أو اختلاف معها

وتأكد أنك ستظل دائماً صاحب هذا البيت أو المدونة.. ولا يرضيني أبداً أن ينالك أو ينال أي أحد آخر أي إساءة
وأعتقد أن صديقنا مختار العزيزي لم يكن يقصد الإساءة إليك وإنما هي حرارة الحوار وأجواء الاختلاف في الرأي التي أرى أنها لا تفسد للود قضية

أنت كاتب كبير وموسوعي..ومختار يملك مساحة من الرؤية يشارك فيها بكل الصدق..وإن حدث أي سوء تفاهم فإنني أعتذر إليكما وآمل أن يكون بيننا هذا الود الجميل الذي يضيف إلينا المزيد

gravatar

طبيب نفسي: أشكرك على هذه المعلومات المهمة بشأن قضية لا يعرف الكثير منا معلومات وافية عنها.. وكما عهدناك دائماً أنت سيد الطواسين الذي يؤصل للأفكار ويقدم تفسيرات علمية ومنطقية لما نراه أمامنا من ظواهر وأحداث

gravatar

علاء السادس عشر: أهلاً بك دائماً بالرأي والتعقيب..وعندما يكون في صحبتك مجموعة من الأصدقاء المستنيرين مثلما يحدث في هذه المساحة من التعقيب فإنك تشعر بالرضى عما تقدمه والسعادة لما يضيفه هؤلاء إليك من أفكار تستحق كل الاحترام

gravatar

الاخ الحبيب ياسر
حرارة الحوار و احتدام النقاش
لا تجعلنا نستخدم الفاظا جارحة واساليب تخرج عن نطاق الادب
والاختلاف في الرأي لا يعني ان ابدء في اطلاق الشتائم ثم امسك بالرشاش
وهذا الاسلوب الانتحاري الرافض للآخر ليس من وسائل الحوار في تقديري
واعتقد ان عدم تحديد وجه الخطأ و لا توجيه اللوم للمخطأ ليس ايضا من اساليب معالجة المشاكل
و بالطبع من حقك كشخص خلوق و الانسان دمث ان تلتمش العذر للناس
ولكن من حقي ومن حق من اهينوا ان يروا الامور في ضوء آخر
انا هنا لا اتكلم عن فهم مبتسر واقتطاع جمل بطريقة لا تقربوا الصلاة بل وتحميل الجملة نفسها ما لاتحتمل
لكن اتكلم تحديدا عن استخدام لفظ انحطاط في سياق حديث يفترض انه بين مجموعة من البشر على قدر من الاخلاق والادب والثقافة
وهذا الوصف لا يستخدم في هذا السياق
واعذرني يا اخي العزيز
فستظل اخأ كريما وستطل صديقا عزيزا اعتز جدا بصداقته
ولكن اتصور ان الاهانة واضحة
ولم يتم الاعتذار عنها
ولا توجيه اي لوم لمن قالها
واتصور ان تعليقي عند اخي وحبيبي ياسر
سيتم وضعه موضع البحث
لانه مرة اخرى وبشكل واضح الادب و الاخلاق امران لا يتم التفاوض بشأنهما

gravatar

أسامة: معك كل الحق فيما قلته..وقد سبق أن كتبت في أول تدوينة لي في هذا المكان أن ما يهمني هو الحوار الذي يحترم فيه كل منا الآخر دون شتائم وتهجم وصور نمطية تتسبب في إيذاء المشاعر وإهانة أي كاتب وصاحب رأي


مرة ثانية أعتذر لك إن حدث أي شيء يسيء إليك..وأتفق معك في أن كلمة انحطاط -حتى لو كانت لا تقصدك أو تقصدني- تبدو جارحة وخارج السياق

على أي حال.. أرجو أن تعتبر هذا الأمر قد انتهى وأنت كبيرنا خلقاً وعلماً ..ولن أقول سناً لأنك مازلت شاباً:))

gravatar

اشكر لك كريم اخلاقك يا ياسر وهذا الادب هو ما اتوقعه من خلوق دمث مثلك
ولكن ماذا نفعل في من يرى الابرة فقط ولا يرى المدرة
ومن ينصح الناس ولا ينصح نفسه
ولا حول ولا قوة الا بالله
الموضوع انتهى طبعا وهو لم يبدء اساسا
واشكرك وعسى الله ان يطهر النفوس من الحقد والبغضاء والعنف الذي تمتليء به

gravatar

dear Mr. Yasser that's an excellent post , thanks for sharing these information espcially for those of us who were too young to remember many of these incidents
I do remember somethings about those incidents of rape
and yes they were just the top of the ice berg, what we are seeing now is the beginning of the end of a specific soceity in specific era :(

gravatar

زنوبيا: أشكرك على الزيارة والتعقيب..أرجو أن تتواصل الزيارات والمشاركات من جانب مدونة متابعة ودؤوبة مثلك
أرجو أن يكون كلامك صحيحاً وأن تكون مثل تلك الأحداث مؤشراً على بداية النهاية لعهدٍ أكل عليه الزمن وشرب

gravatar

الأخ العزيز ياسر ثابت

في الحقيقة تعجز كلمات الشكر والثناء على الخروج من فمي لأنها لن تكفي أبدا الاشادة بما كتبت، ولن تكفى الاحتفاء بما حللت وأسهبت فيه بأمانة تحسد عليها

أقول بصراحة، أنني قد تفاعلت مع هذا الحدث بمجرد أن تأكدت منه، حيث لا يكي السمع عنه فقط ليكون محفزا للكتابة، والحقيقة أنني لست معتادا على مسألة رد الفعل السريع تجاة ما يحدث، ما لم يتحول الأمر إلى ظاهرة نلمسها ونحسها وتمس سواد البشر، ورغم ذلك كتبت وحاولت مجتهدا أن أبغي الحقيقة وأن أعرف اجابات بسيطة على التساؤلات الضخمة التي تطن بها أذني

ورغم ذلك أيضا، ورغم ما كتبت، وجدتني وأنا أقرأ ما كتبت أنت، أفكر في حذف تدوينتي من أجل أن أستأذنك في الحصول على نسخة من تدوينتك ونشرها على مدونتي

الحقيقة، أنك شرحت وأسهبت وحللت بأمانة وموضوعية، واستقرأت ما يشبه من التاريخ، فأحسنت وبليت بلاءا حسنا، لاشك في أن أجرك عند الله كبير

عفوا للاطالة، وشكرا لك يا ياسر

gravatar

التطور الجديد في الموضوع هو ما قرأتـه على مدونة newegypt أو مصر الجديدة .. منحى جديد تسلكه الأمور ..خاصة بعد ظهور عدد من المدونين حزب وطني مثل صاحب نيو إيجبت..

منحى إنكار المشكلة من أساسه .. حماية لما يسمى بسمعة مصر..

لماذا التدافع على إنكار مشكلة حقيقية مرعبة كتلك ؟ هل لمجرد كلمتين فقط عن غياب الأمن؟ لماذا في ظل ما يسميه حزب الموظفين بالحراك السياسي لا يتحركون هم ويكشفون الأسباب الحقيقية التي أدت لذلك؟

gravatar

المواطن المصري العبيط: تعدد وتنوع الرؤى بشأن ما جرى ويجري على بر مصر أمر مفيد.. والمهم هو أن هناك سعياً جاداً ورصيناً لقراءة الصورة وتفاصيلها

أشكرك على ثقتك تقديرك.. ولك مطلق الحرية في إعادة نشر هذه التدوينة ونشرها على مدونتك مع الإشارة طبعاً إلى الاسم والمصدر الأصلي


قلم جاف:
سمعة مصر هو المشجب الذي يعلق عليه البعض رغبته في إخفاء الحقائق والأزمات..لتكبر كرة الثلج وتزداد الأوضاع سوءاً.. المصارحة والشفافية هما الأساس.. ومعالجة القضايا والمشكلات هو الطريق السليم وليس حالة الإنكار التي تضر ولا تنفع

gravatar
Anonymous في 2:20 PM

الأستاذ أسامة : أعتذر بشدة عما بدر من اساءة واضحة في تعليقي. أرجو قبول الاعتذار.
أخي ياسر: آسف جدا علي الاساءة للأستاذ أسامة ولاستخدام ذلك اللفظ في مدونتك. واسف علي التأخير في الرد بسبب الابتعاد عن النت منذ يوم الأربعاء.

gravatar

استاذ مختار العزيزي
لا عليك
واشكرك على الاعتذار
والموضوع انتهى منذ زمن
تحياتي
أ.د.اسامة القفاش

gravatar

مختار العزيزي:
هكذا يكون الإنسان الكريم..يعرف قيمة الكلمة ويعتذر إن ارتأى أنها تمس آخرين. أنت يا مختار من الأشخاص الذين يفكرون ويتأملون في قضايا وأحوال الناس ويسعون إلى إعمال العقل.. وأرجو أن تزور مدونة الدكتور أسامة لتجد فيها الكثير من الأفكار التي تستحق النقاش فهو بحق إنسان موسوعي وروحه طيبة. ولا أخفيك أنه شديد التواضع ويمتلك حس دعابة لا مثيل له
محبتي




أسامة: أشكرك أيها الصديق العزيز على أخلاقك الطيبة وروحك التي تتسم بالسماحة. وجودك هنا إضافة للحوار وإثراء للنقاش

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator