المحروسة

gravatar

فتش عن"التوربيني" الكبير















يا.. كبدي

تعبير مصري صميم يستخدم للعطف على شخص أو التعاطف معه حين يعاني من ألم أو يتعرض لأزمة أو تسحقه قوة تفوق قدراته

هكذا لخص المصريون ببساطة علاقاتهم مع الآخرين.. بالكبد

لكن أكباد المصريين لم تعد قادرة على الصمود..انهارت تحت وطأة نظام فاسد فعل كل شيء من شأنه تليف تلك الأكباد وإصابتها بالأمراض التي تأكل أصحابها أكلاً

وفي بلد مثل مصر تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي" يبلغ 12% من عدد سكان المحروسة، وهو ما يقارب عشرة ملايين مصري. وبهذا تحتل مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم في الإصابة بالمرض

تقديرات مخيفة لهذا المرض.. وتصورات مختلفة لسبب انتشاره مع أن السبب الرئيسي معروف: السلطة التي شاخت في مواقعها فلم تعد ترى في صحة المواطن أولوية تذكر، وانصرفت إلى إنفاق الأموال على تأمين المواكب الرئاسية وحماية الحاشية وشراء ولاء البطانة والتمهيد للتوريث
وفي بلد يهلك أبناؤه تحت وطأة مرض لايرحم.. رفعت القيادة الحكيمة في مصر شعاراً هزلياً مفاده: المحروسة..للمحروس

تريدون أن تعرفوا السبب في الانتشار المخيف لأمراض الكبد في مصر.. ابحثوا إذن عن "التوربيني" الكبير

انسوا رمضان "التوربيني" الذي ارتكب حوادث بشعة من اغتصاب وقتل وسرقة على أسطح القطارات وفي سراديب سرية ما بين الإسكندرية والقاهرة.. فهو في الأصل ضحية لبلطجي، في حين أن المجتمع بأكمله أصبح أيضاً ضحية لبلطجي أكبر
ورمضان ليس سوى تلميذ مبتديء في مدرسة "التوربيني" الكبير الذي أهلك الزرع والنسل ونشر بالإهمال تارةً والتواطؤ تارةً أخرى أمراضاً أصبحت متوطنة، تأتي في مقدمتها أمراض الكبد التي ترفع بعض التقديرات نسبة الإصابة بها إلى 25% من مجموع السكان..بل إن نسبة عالية من الإصابة وصلت إلى التليف والأمراض السرطانية، لتحتل أمراض الكبد المرتبة الأولى بين الأمراض في مصر بعد أن كانت في المرتبة السابعة

كل هذا يحدث والدولة بقيادتها ورمزها التي تتصدر صورها المبتسمة وسائل الإعلام ولافتات الدعاية تكتفي بالجلوس في مقاعد المتفرجين، كأن ما يجري للمصريين شأن خاص بمواطني كوكب زحل
إنها دولة تشبه تمثال الشمع الصامت وتحته شعار المرحلة : لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم
والشاهد أن الحكومات المصرية المتعاقبة خلال ربع القرن الأخير فشلت في وضع سياسة واضحة لاكتشاف المرض وعلاجه والوقاية منه. هذه الحكومات لم تكن وحدها المسؤولة فهي في النهاية خاضعة للسلطة التنفيذية التي تقود المسيرة المظفرة وتتغنى بها الاحتفالات وتهتف لها حناجر رجالها وأعوانها وبطانتها المصابة بتليف في الضمير

تواطؤ مريب إذن بين الحكومات والحاكم أدى إلى إفساد أكباد المصريين من خلال الطعام الملوث والمطعم بالمبيدات المسرطنة والتطعيمات المهرمنة، ومياه الشرب المختلطة بالصرف الصحي والملوثة بالميكروبات والفيروسات. والذاكرة ما زالت تحفظ ما كشفت عنه حوادث التسمم الواسعة التي تعرض لها مئات المواطنين في بعض قرى الدقهلية والكثير من قرى مصر بشكل عام، والتي تنذر بتردي الخدمات الأساسية التي يتلقاها المواطنون خاصة السواد الأعظم من البسطاء والفقراء وسكان الريف والقرى الذين يشربون مياه ملوثة ويعانون من شتى أنواع التلوث البيئي وتردي الخدمات

ويكفي أن نشير إلى أن الملوثات أدت إلى ارتفاع ضغط الدم للشباب فوق 20 سنة إلى 26% كما تسبب الطعام الملوث في 35% من الإصابة بالسرطان

وعن النيل حدث ولا حرج.. فالنيل أصبح مصرفاً لعوادم مئات المصانع التي تلوث المياه بمخلفاتها ليل نهار والتي تحتوي على بعض المعادن الثقيلة الخطيرة على صحة الإنسان، والتي يصعب التخلص منها عند تكرير المياه، فضلاً عن تلوث مياه النيل بمياه الصرف الزراعي وما تحمله من كميات من المبيدات الزراعية الخطيرة. ونضيف إلى ذلك ما يلقى في النيل من مياه صرف صحي وخلافه من القاذورات

إن السلطة في مصر متهمة بالتسبب في وفاة مئات الألوف من أبناء الشعب بسبب أمراض الكبد، والإهمال الشديد في وضع منظومة إعلامية للوقاية والحد من هذا الوباء الخطير، وعدم وضع مخصصات مناسبة للبحث العلمي لإيجاد دواء مناسب لعلاج الفيروسات. وهي متهمة أيضاً بالفساد وإهدار المال العام عن طريق استيراد دواء انزفيرون طويل المفعول والخاص بعلاج الكبد بأسعار باهظة، في حين أنه كان يمكن توفيره بسعر يقل 1100 جنيه عن السعر الرسمي أي بسعر 350 جنيهاً بدلاً من 1450 جنيهاً

حال لا تسر أحداً..لكن الدولة تفضل الانشغال بأمور أخرى أهم من صحة أبنائها

لقد طرح الحزب الوطني حزمة من التشريعات بلغت ٤٨ تشريعاً على حد إحصاء وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية الدكتور مفيد شهاب، لإقرارها من البرلمان في دورته المقبلة، لم يتطرق تشريع واحد منها إلى صحة المصريين

دولة مسكونة بهموم البقاء وقيادة حريصة على أن تبقى في الحكم حتى آخر نبض فيها، من دون أن تسأل نفسها ماذا فعلت لحماية المصريين ورعايتهم صحياً، ولماذا تسكت عن انتشار أمراض الكبد وتجارة بيع الكلى والكبد في مناطق معينة تحت سمع وبصر وزارة الصحة

لم يكن مستغرباً في ظل هذا الإهمال الجسيم الذي أدى إلى استفحال المرض أن يتقدم نائب دائرة فاقوس بالشرقية فريد إسماعيل باستجواب إلى وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي حول انتشار أمراض الكبد في مصر بصورة وبائية. فقد فشلت حكومة الدكتور أحمد نظيف -مثل سابقاتها- في السيطرة على المرض، لتبلغ حالات الإصابة والتليف والوفاة أرقاماً قياسية تهدد الأمن القومي لمصر

مصر.. نعم مصر التي كلما لامست قاعاً وجدناها تهبط إلى قاع آخر بفضل حكمة السلطة وبعد نظر القيادة وشفافية الدولة ونزاهة المؤسسات

لقد تحول الكبد إلى مرض اقتصاد قومى مع تزايد أعداد مرضاه.. حتى أصبح يمثل ثقباً فى الخزانة العامة للدولة ولجيوب المواطنين أنفسهم، حيث تتجاوز تكاليف العلاج اليومي عدة ملايين من الجنيهات في الأدوية مرتفعة الثمن.. لكنها لا توقف زحف نشاط التليف وفيروس سي الذي يتحول معه المرض إلى مجرد أجساد نهشها وحش لا يرحم

وفي غياب الدولة وإهمال السلطة عجز المصريون عن حماية أكبادهم من المرض، كما عجزت جيوبهم ودخولهم المتواضعة عن تحمل نفقات تدهور حالتهم الصحية، خاصةً في ظل حقيقة ارتفاع النفقات المادية -التي تتجاوز حدود قدرات أسرة أو حتى خزانة الدولة- لعلاج من يصل إلى مرحلة الفشل الكبدي عبر جراحات زرع الكبد


وفي بلدٍ محاصر بالأمراض والأزمات يبدو التبرع حلماً بعيد المنال، مما يزيد من حدة الأزمة لأسر تبكي مرض أحد أفرادها وتقف في طابور انتظار أمل زرع كبد للعودة من جديد إلى الحياة


ولكن ماذا عن الدولة؟


لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.. فالدولة تستعد دوماً للاحتفالات وفي مطابخها يوجد طهاة بارعون للأرقام والإحصائيات التي تجمل وجه النظام وتشير إلى أن مصر قوة عظمى وعملاق ناهض ونمر على النيل وما إلى ذلك من تخاريف

هي في الحقيقة نمر من ورق.. رسمته سلطة كرتونية

السلطة في مصر هي من بث السرطان في النفوس بتلويثها الزرع والسماد ونشرها "فيروس سي" في أكباد المصريين وتدميرها كلى الشباب بعد تلويث مياه الشرب

ولم نسمع مثلاً عن برنامج وقائي فعال تنفذه الدولة للحد من أسباب أمراض الكبد الوبائية التي تبدأ بالبلهارسيا وتلوث المياه والطعام والهواء. ولم نر تحركاً جاداً لتخفيف المعاناة التي يعيشها مرضى الفشل الكبدي في انتظار الأيدي الرحيمة لالتقاطها قبل أن تنهار بها جسور الحياة

عندي لكم مفاجأة


هناك من يقول بأن استخدام السرنجات خلال الخمسينيات والستينيات في الحقن خلال حملة مكافحة البلهارسيا في مصر بالطرطير هي السبب في انتشار أمراض الكبد في مصر. لكن الدراسات كشفت أن نسبة 19% فقط ممن تم حقنهم بالطرطير في هذه الفترة تم اكتشاف فيروس "سي" لديهم وبالتالي فلا يمكن أن نجزم بأن استخدام السرنجات الزجاجية هو السبب في انتشاره فلماذا لم ينتقل إلى 81%

ووفق الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها فإن هناك تراكمات للعديد من الأسباب من البلهارسيا ومضاعفاتها في حين أن 50% من المرضى غير معروف مصدر إصابتهم به
تراكمات ناجمة عن الفساد والإهمال والجهل.. فأما الجهل فموجود ومعروف، لكن ما يعنينا هنا هو ذلك التحالف المشبوه بين الفساد والإهمال في وطن تقوده سلطة أدمنت الأصفار في كل المجالات: من الساحة السياسية إلى ميادين الرياضة ومن مؤسسات الثقافة إلى دور التعليم ومن وسائل الإعلام إلى مواقع السياحة


سلطة تمنع عن مواطنيها سبل الحياة الكريمة وتدفعهم دفعاً إلى مزيد من الانهيار والتدهور، وتطاردهم وتزج بزهرة أبناء هذا الوطن إلى المعتقلات والسجون بدون محاكمة. سلطة تتشبث بالمقاعد أكثر مما تتمسك بكرامة المواطنين، وتحرص على قانون الطواريء أكثر مما تطالب بحقوقها في دير السلطان وأم الرشراش مثلاً، وتسعى إلى الإثراء غير المشروع وتولية من لا يصلح أكثر مما تسعى إلى استعادة دورها الإقليمي ومكانتها الدولية التي استبيحت وانتهكت، وهي عن ذلك مغمضة العينين ومقيدة اليدين

وفي عهد الرئيس حسني مبارك تنهش البلهارسيا أكباد المصريين، ويعيش ثلاثة ملايين مصري في المقابر، ويغرق أكثر من ألف في عبارة يملكها نائب له صلا واسعة بالمقربين من أهل الحل والعقد، ويُحرق مثلهم في قطارات متهالكة ويُلقى كثيرون مصرعهم على طرقات لم تنل حظها من هندسة التخطيط والنقل.. ويموت أكثر من ذلك من المشردين في شوارع جانبية وقرى نائية لم يصل صوتها بعد إلى قصر العروبة

لعلكم تذكرون ما كتبه الزميل الصحفي مجدي مهنا في 25 نوفمبر الماضي في عموده "في الممنوع" في جريدة "المصري اليوم" بعد تجربة أليمة مع المرض انتهت بزرع كبد جديد له. يومها تحدث مجدي مهنا وتحت عنوان "وصيتي" عن محنته الشخصية مع المرض الذي يشير إلى أن هناك مليوني مصري من بين مرضاه يحتاجون إلى عملية زرع كبد. وبحسبة بسيطة تبلغ هذه الفاتورة ثمانية مليارات جنيه، أي بما يزيد على حجم ميزانية مصر السنوية بأكثر من عشرين مرة كارثة بكل المقاييس..والكارثة الأكبر هي كيف وصل بنا الحال إلى ما هو عليه؟

ويتساءل كاتب المقال: "من المسؤول عن هذه الجريمة التي لم تكن معروفة من قبل؟ وفي أي سنوات وفي أي عهد انتشر هذا الداء الخبيث؟ وأي حكومات تتحمل هذه الجريمة؟ هل توجد غير حكومات الحزب الوطني، الذي يحدثنا كل يوم عن الإصلاح الكاذب؟"

والإجابة على هذه التساؤلات بسيطة ومشروعة: لا توجد غير الحكومات المتعاقبة، والسلطة التي تحركها كالدمى وعرائس الماريونيت. هي المتهم الرئيسي في تدهور حال المصريين وانتشار أمراض تنهش أكبادهم حتى صارت دول عربية تفرض شروط اجتياز اختبارات وتحاليل طبية لكل مصري يريد العمل بها للتأكد ما إذا كان هناك نشاط للفيروس من عدمه من خلال تحليل الأجسام المضادة. وكم من مواطن مصري تحطمت آماله عند صخرة هذه الاختبارات الطبية بعد أن يكتشف أنه مصاب في كبده في هذا العهد الميمون


دعونا نتذكر أنه خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت مصر تعاني من تناقض شديد ناجم عن وجود قوائم تحذيرية من استخدام أو تسويق أو استيراد عشرات الأنواع من المبيدات الزراعية في صورة جدول، وأمام كل نوع منها كتب اسم المرض الذي تسببه، وأقلها: سرطان الرحم والدم والكبد والمثانة

غير أنه في المقابل كانت تلك المبيدات -التي حذرت منها وزارة الزراعة أيام الدكتور يوسف والي- موجودة في السوق وتباع بسهولة ويسر. ثم تبين بعد ذلك تورط قيادات من وزارة الزراعة وجهات أخرى في فضيحة نشر المواد المسرطنة والمسببة للأمراض التي نشرت الأمراض في بيوت المصريين بلا حساب

والسؤال هنا: من المسؤول.. وزارة الزراعة أم القيادة التي عينت هذا الوزير؟ ومن نحاسب.. وزيراً بقي في منصبه نحو عقدين من الزمان أم القيادة التي منحته صك فعل ما يحلو له، فكانت النتيجة الفتك بأجساد ملايين المصريين؟ من يستحق أولوية المواجهة.. اللصوص الصغار والموظفون المرتشون في المكاتب والمؤسسات الحكومية أم اللصوص الموجودون على رأس الهرم الذين فسدوا ونشروا فسادهم بيننا وتحركهم مصالحهم الشخصية والعائلية؟ ألا يكفينا الوباء السياسي الحالي..حتى يعاني المواطنون من أوبئة وتسمم غذائي بسبب الفساد والإهمال وتردي الخدمات؟

إن مصر بهذه القيادة تسير نحو هاوية سحيقة بلا قرار.. هاوية زخرفتها أبواق الدعاية الرسمية بكلمات أغنية سعاد حسني "الدنيا ربيع والجود بديع.. قفلي على كل المواضيع.. قفل.. قفل"

الوقاية خير من العلاج

مقولة قرأناها وتعلمناها كثيراً، فلماذا لا نعمل بها في مجال حماية أكبادنا من الأمراض التي قد تفتك بها.. وأيضاً في مجال مواجهة فساد سلطةٍ أصبحت تفتك بالجميع من دون تفرقة وتوزع الظلم والقهر علينا كأنها حصتنا التموينية؟

أكباد المصريين في خطر.. والفاعل معلوم للجميع

فلنبدأ بمحاسبة المخطئين والمقصرين

ولنبدأ ب"التوربيني" الكبير

gravatar
This comment has been removed by a blog administrator.
gravatar

يا جماعه قصه التوربيني دي
لو وضعت في إطارها الصحيح بجانب ميليشيات الاخوان
واعنيه ايظن لبعرور

تبقي






تبقي

لا يافالح مش تجسيد لحالة مصر ده فيلم السبكي الجاي
اما عن مصر سمعني اغنيه سعد الجديدة الطماطم حمرا

gravatar

والله يا استاذ ياســر كميه المشاكل اللى حضرتك قلتها دى.. ممكن تشيل حكومات من مكانها فى اى بلد بيحترم آدميه ابنائه..
لكن الشعب المصرى الطيب بيقول ماشى..المرض من عند ربنا وراضين وحامدين..
لكن لقمه العيش اللى مش عاريفين يجوبها منين؟؟ الدواء؟ العلاج وغيره وغيره

لما تمشى فى وسط البلد وتشوف طفل نايم ع الرصيف او قاعد ياكل من الزباله..
وفى نفس الشارع تلاقى مرسيدس معديه احسن موديل..

يا استاذى ..المناظر اللى بأشوفها فى مصر..لم تر عينى مثلها فى اى بلاد فى الدنيا..

لعنه الله على كل ظالم

gravatar

ياسر ادميت قلبي وقرحت كبدي
تدوينة مرعبة ومؤثرة
امراض الكبد والضغط والسكر و الاكتئاب
ولو عدت لتدوينة الابن الدكتور هيثم يحيي عن حال كليات الطب اليوم
وطب الاسكندرية ليست الا مثال
لعرفت ايضا ان الداء قد استشرى واستفحل وصار مرضا عضالا
وربما لادواء له
غول الفساد اكل الاخضر واليابس و هاهو يلتهم ابناء البلد سواء بالطرد او بالقتل
تحياتي القلبية يا دكتور ياسر
واشد على يدك بقوة

gravatar

العزيز ياسر

ولا كلمة رثاء تكفى للشعب المصرى الهالك
من نصف ساعة فى مجلس الشعب اشار النظيف الى انه رفع جميع القضايا عن سكان العشوائيات وانه سوف يتم توصيل المرافق اليهم
وتم حصرهم الى اكثر من خمسمائة الف كانوا يعيشون بدون كهربا او مياه او اى نوع من المرافق فى المدن الكبرى القاهرة والجيزة والاسكندرية
ما بالك بباقى المدن الاخرى ويا ترى ما هى نسب الذين لا يحظون بأى مرافق والمياه الملوثة هى مشروبهم اليومى

لما قرية بكاملها فى الفيوم كما ذكرت جريدة المصرى اليوم يكون 80 % من اهلها مصابين بالكبد او الفشل الكلوى تبقى شرفت مصر


لما تشعر ان الحكومة بتعمدها تجاهل الشعب الغلبان وان كل الذين يعالجون على نفقة الدولة هم الفنانون ورجال الاعمال
يبقى فعلا شرفت مصر


لما تعمل كشف وتلاقى نفسك سلبى من فيروسات الكبد يبقى اكيد انت مش من مصر وساعتها لازم تتمنى تكون مصرى

لما التوربينى الكبير يسقط هنستلم جثة مصر مشوهة ومش باقى منها كتير ويمكن تحتاج وقت طويل قوى فى العناية علشان ترجع تانى

صعب قوى اننا ندرك كل ده وما زلنا نستطيع ان نتكلم ولم تقتلنا الصدمة

تحياتى

gravatar

مش عارفة اقول ايه
هى دى الحقيقة المرة العارية :(

gravatar

ياسر..في مقوله سمعتها من أفواه مصريين أثناء زيارتي لمصر الصيفية الماضية..إحنا 70 مليون وأيه يعني لو مات منا 10 مليون؟؟.بالعكس البلد حتنظف وحتتحسن الحالة الإقتصادية.طبعاً الكلام كان بيتقال على سبيل المزاح والتهكم.فهل من المعقول إن تكون هذه هي خطة "التوربيني الكبير" النهوض بالحالة الإقتصادية عن طريق تقليص التعداد السكاني وجزءا من ذلك يتم طبعاً عن طريق نشر الأمراض والأوبئة وجزءاآخر فعن طريق السكتات القلبية التي تصيب المواطنين من جراء الكبت والقهر والقرف..أما بقية الخطة فسأتركها لخيالك الخصب :)

gravatar

yasser:
للأسف.. ما قلته صحيح
وصحيح أيضاً أن لوم الضحايا أولى لأنهم هم الذين صنعوا من أنفسهم ضحايا.. والمستضعفون يتحملون مسؤولية ما يجري لهم بعد أن خضعوا استكانوا لما يراد بهم

citizenragb :

هذه المهزلة نحن أبطالها لأننا نسكت عن حقوقنا وحرياتنا أو لا نطالب بها بقوة، فالضعفاء بدون سبب يا سيدي يرتكبون جريمة بحق أنفسهم

المهاجر المصري:

بعد ظاهرة أطفال الشوارع، أضصبحت شوارع مصر تعيش مشكلة أسر الشوارع.. تلك التي تفترش الأرصفة وتنام في الأركان المظلمة لأنها ببساطة لا تجد لقمة العيش والأوى والمأكل والمشرب المناسبين.. لا لوم على هؤلاء إن جنحوا إلى التطرف.. والمجتمع ساكن ونائم إلى أن يستيقظ على جرائم ارتكبها هؤلاء

gravatar

أسامة:

والله يا صديقي إنه غول يلتهم أبناء مصر واحداً بعد الآخر.. وإذا راحت مصر راح العرب جميعاً
إن أكباد المصريين التي دفعت ثمن سياسات حمقاء وفساد مستشرٍ وتخبط في كل شيء نفعله.. هي مثال صارخ على ما تقوله وأعنيه.. سأرجع إلى ما كتبه الدكتور هيثم (جار القمر) كي يزداد علمي وألمي

gravatar

توتا:

مصر يا صديقتي تملك إمكانات عجيبة وغريبة تجعلها قادرة على النهوض بقوة بعد العثرات والنكسات إن توافرت الظروف الملائمة لتحقيق هذا النهوض.. وأحيلك في ذلك إلى كتاب صغير وقيم للدكتور حسين مؤنس عنوانه "مصر ورسالتها" نشرته دار الشعب وهو موجود في مكتبتها الكائنة في أول شارع قصر العيني

غير أن ما أخشاه هو ذلك التدمير المنهجي والمنظم لأسس القوة: البشر

وإذا هدمنا الإنسان المصري وجعلنا من هذا الشعب العبقري مجرد مسوخ بشرية تخنع وتخضع وتستكين ولا تخرج إلى الشارع إلا لتحية النادي الأهلي العائد من اليابان أو المنتخب القومي الفائز ببطولة الأمم الإفريقية.. بدلاً من الاحتجاج على كارثة عبارة السلام أو أزمة القضاة أو تزوير الانتخابات.. هنا فقط سيكون "التوربيني" الكبير قد فعل فعلته وأفلت بجريمته

gravatar

Zeinobia :

هذه هي الحقيقة العارية.. وهي من المضحكات المبكيات في مصر..كأن المصري مكتوب عليه أن يعاني في كل خطوة.. وحين يعاني الإنسان فلا مجال للحديث عن أي تقدم أو إبداع أو صحوة

سوسن:


يبدو أن حكامنا لمن يتركوا لخيالنا الخصب مجالاً.. فقد تفننوا في إذلالنا والقضاء على مقومات صحوة الإنسان وهو أغلى ما نملكه..أصبحت أوطاننا بيئة طاردة ولذا يسافر أو يهاجر الإنسان منا فيجد لنفسه مجالاً للتفوق وإثبات وجوده

لنا الله يا سيدتي

gravatar

الصديق العزيز د.ياسر

لقد بدأت رحلة الكشف عن موطن الداء في النفس والجسد للشعب المصري
وها أنت تضع يدك علي كارثة قومية لا يتحدث عنها أحد.
المشكلة ذات أبعاد مختلقة لايمكن اختزالها في عامل واحد. وقد بدأت منذ سنوات عديدة.
الارقام التي سأذكرها هي ما أنعمت به علي ذاكرتي، وتعود الي أكثر من 12 سنة مضت.
نسبة الاصابة بفيروس الكبد الوبائي في مصر تصل إلي % 33 منها كما ذكرت %12 للفيروس سي والباقي فيروس إيه وبي ودلتا ونون إيه نون بي. عدد المصابين بالفشل الكبدي يصل الي 4 ملايين مريض .. والمعرضون للفشل الكبدي أكثر من 15 مليون. ببساطة وكما تعلم بالطبع فيروس سي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي وعمليات نقل الدم وكذلك من الام الي الجنين .. أي أن كل مريض ينتج علي الاقل مريضا جديدا .. والشاطر في الاحصاء يصل لنتائج مرعبة.
المشكلة من الستينات.. الهيكل الطبي فاشل بدرجة إمتياز .. حقن التارتاريك الملوثة أصابت %20 من المرضي وانتقل الفيروس الي ذويهم واولادهم .. عدم وجود رقابة طبية من أي نوع وبيروقراطية عفنة تتحكم في وزارة الصحة منذ الخمسينات. تهالك التعليم الطبي وزيادة عدد الخريجين بعد قرار ناصر ضد نقابة الاطباء ووعده بأن يكون هناك طبيب لكل مواطن. الموضوع ازداد سوءا بعد ذلك بشكل مرعب. لا يوجد شىء اسمه ضمان الجودة علي المنتج الدوائي، رعاية صحية تقترب من الصفر، مستشفيات لاتصلح إلا ان تكون مراحيض عمومية، نسبة صرف الحكومة علي قطاع الصحة لايتعدي %5 من اجمالي الميزانية العامة.
عدم السماح بالطرق البديلة الرخيصة للعلاج في حين ان الانترفيرون لا تتعدي نسبة نجاحه %30.
أضف الي ذلك الطعام الملوث، والمهجن جينيا، والامصال التي تحتوي علي الزئبق واستخدام الهرمونات بجهل شديد ... و ...و.
يا ياسر دول كانوا بيدوا الامصال للاطفال بحقنة بلاستيك واحدة. بصراحة فيه ناس كتير في مصر ماعندهاش ضمير .. بس بيصلوا.
تحسين الخدمات الطبية شىء مش مستحيل ... بس المهم مين يقدر يخترق دائرة الفساد.

تحياتي علي الموضوع الرائع

gravatar

طبيب نفسي:

بل التحية واجبة لك على هذه الإضاءة والإضافة المهمة التي أفادتني شخصياً

توقفت في تعقيبك عند نقطتين مهمتين تتعلق أولاهما بأن كل مريض ينتج على الأقل مريضاً جديداً وهو ما يكشف حجم الجريمة التي ارتكبها تحالف الفساد والإهمال وقلة الضمير بحق المصريين.. لقد صنع هذا التحالف المقيت غولاً يلتهم الآن أكباد أبناء المصريين
والنقطة الثانية هي حقن الأطفال بأمصال من حقنة بلاستيكية واحدة.. وهنا لا أجد كلاماً سوى أن أشير إلى أن جريدة الوفد أثارت قبل نحو ستة أعوامما كتبته صحيفة أمريكية -على ما أذكر- قضية انتقال التهاب الكبد الوبائي خلال السبعينيات لنجد وزير الصحة المصري خلال حرب أكتوبر يأتي بعدها ليقر بأن الوزارة وقعت خلال تلك الفترة في خطأ حقن المصريين بحقن استخدمت أكثر من مرة.. أي أنها نشرت المرض بسبب الإهمال وقلة الضمير وربما قلة الوعي..ثم هدأ الأمر وكأن شيئاً لم يكن
لك الله يا مصر

gravatar

الكبد الوبائى واحدة من مشاكل مستعصية وخطيرة تهدد الشعب المصرى يوميا على السواء، ولا فرق فيها بين معدم او متوسط الحال،فكلنا مع التلوث سواء وان كان البعض ينجح فى اكتشافة مبكرا او تحجيمه ولكن ... من يحاسب المخطىء والمقصر هذا هو السؤال/ المأساة فى تصورى،
عن نفسى لا املك ذرة تفاؤل ، فنحن لانملك الا الصراخ والعويل، الشجب والادانه، نحن ياعزيزى فى عصر العنف والخديعة عمدا سهوا اختيارا قهرا، لا فرق والمحصله مزيدا من الخنوع
فسيف الاحزان يفتح كل يوم ثقوبا جديدة فى أرواحنا يقتل فى عروقنا الحماس لأى شىء وكل شىء.. نحن محكومون بالموت ياسيدى الفاضل ولم يعد يهم هل قهرا ام اختيارا؟؟؟؟

هل يمكنك ان تخرج حياة من الجلد الميت؟؟؟ اشك

ماتفعله بكتاباتك الدؤوبه هو اكثر ما نملك و.. تملك ايضا

تحياتى وعذرا

gravatar

بعدك على بالي:
تلمسين نقطة على قدر كبير من الأهمية: من يحاسب المخطيء والمقصر؟
إن السكوت على الخطأ والتجاوز عن الأخطاء الفادحة والجرائم التي ترتكب بحق المصريين هو الذي أو صلنا إلى ما نحن عليه الآن
ولو أننا وقفنا ضد الفساد بحزم وحاسبنا المقصرين والمتخاذلين وعملنا بجدية ووعي من أجل بلادنا لكنا في حال أفضل
في رأيي أن الكلمة مواجهة وموقف.. والمهم عندي أن تتسق أقوال المرء مع أفعاله.. فلا يقول بأسلوب مثالي ما يعجز عن فعله على أرض الواقع.. وهذا هو الاختبار والاختيار الأهم في حياة من يكتب عن هموم وقضايا وطنه

gravatar

فى الحقيقة انا صاحب مدونة جديده ... و باكتب فيها بعض من تجاربى فى الحياه كمصرى بيحب وطنه... و يتمنى انه يبقى وطن حقيقى...حاليا باعيش فى انجلترا...المهم علشان ما طولش عليكم و اعطل وقتكم...اتمنى اضافة اسم موقعى الى قائمة مواقع صديقه بمدونتكم:

عنوان موقعى كالآتى:
http://kalambelmasry.blogspot.com/

و اسم المدونة "حدوته مصريه على المصطبه"

مدونتى عباره عن حدوته مصريه على المصطبه ...احكيها لابن بلدى المصرى البسيط "عبده" ...و هى حكايه سهله بس عويصه ...اتمنى انها تعجبكم

محمد الرفاعى
انجلترا

gravatar

الصورة ليست مظلمة الى هذة الدرجة
لسة فية امل
على الاقل احنا لسة فينا نفس
وتحت الركام فية شعلة حماس مستنية شوية هوا يكشف عنها
سلام

gravatar

The Egyptian Group in Sheffield
مرحباً بك في عالم التدوين.. زرت موقعك وأعجبتني بساطته وبقيت أستمع إلى الأغنيات الموجودة على مدونتك لفترة لا بأس بها



أدهم:

أرجو أن تكون محقاً وأن يكون الوضع أفضل مما أراه الآن... على أي حال أتفق معك في وجود شعلة حماس تحت الركام لكنني أريدها أن تصبح جلية ومتقدة فوق كل شارع من شوارعنا العتيقة

gravatar

شاهدت فيلماً لريتشارد جير ، وكان معه ممثل غير مشهور في وقتها لكنه عملاق بكل ما تحمل الكلمة من معاني..

جير في الفيلم محامي يترافع عن شاب يبدو من سلوكه أنه مختل عقلياً .. وبعد أن يتمكن من تبرئته يتضح أن القصة كلها ألعوبة من تأليف المتهم مدعي الجنون!

شعوري الشخصي أن التوربيني يلعب نفس اللعبة المشار إليها في فيلم ريتشارد جير.. مجرم مدعي الجنون يحاول التلاعب ببلد بأكمله باعترافه بأنه المتسبب في حادث قطار كفر الدوار ، وربما في تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.. حتى تثبت لدينا الصورة التي كونها الإعلام البيروقراطي عن جنون التوربيني!

في الحياة صدمات تتحدى خيال أي سيناريست هوليودي..

gravatar

قلم جاف:

يرى البعض ان حكاية التوربيني "الصغير" تبدو في جوهرها مجموعة من المبالغات التي تهدف إلى إلهاء الرأي العام وشغله عن قضايا أخرى.. على أي حال أرى أن المهم هو أننا أمام نموذج ينتقل تدريجياً من مجرد ظاهرة "أطفال الشوارع" إلى كارثة "أسر الشوارع" التي تنتشر في أنحاء المحروسة لتهز الضمائر الحية.. وتكون شاهداً على فشل الحكومات المصرية المتعاقبة في معالجة الجانب الاجتماعي والوضع الاقتصادي للمواطن المصري البسيط

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator