المحروسة

gravatar

كتاب الرغبة (14): العجز



هذه رحلةٌ إلى أعماق الأرواح المطلية بالذل

كابوسٌ موغلٌ في المنافي، حيث تنمو إحباطاتٌ مثل الطحالب فوق سطح حياة بطل رواية "التشهي"، لتطغى على تجاربه وذكرياته مع أسرته وإخوته وبلده ويساره ونسائه وشبقه وترجماته

وحين يفتح البطلُ صندوقَ التذكر، يلتهمه الأسى الدائم الذي لا شفاء له منه

تبدأ رواية العراقية عالية ممدوح حين يفقد بطلها قدرته الجنسية. يذهب العراقي سرمد برهان الدين إلى طبيبه الباكستاني حكيم الصديقي، فيؤكد له، ساخراً، أنّ "صاحبه" (كناية عن العضو الذكري) أصيب بنوع من السكتة، مثل السكتة القلبية والدماغية. أما يوسف، صديق سرمد، وهو طبيب نفسي عراقي يعيش في باريس، فيصف الأمر بطريقةٍ أخرى، قائلاً له إن "صاحبه" اعتزل
"أخيراً هزمه جسده بعد تأريخ حافل بالهزائم"

إنه تهشيمٌ كاريكاتيري للصورة الذكورية، يتكشف لاحقاً عن أبعادٍ تراجيدية ذات إحالاتٍ سياسية وأيديولوجية واجتماعية أكثر تعقيداً. وبعد هذا الاستهلال، المثير والمشوّق، يجد القارئ نفسه أمام مجموعة من الخيوط المتشابكة


إذ يحاول بطل الرواية أن يدفن خيباته المتتالية والخيانات المتكررة للذات والحب واللغة والمدن والأوطان، ويتشبّث بجسده كبوصلةٍ أخيرة إلى ذاته وكينونته، قبل أن يخونه الجسد بدوره فيكون الانهيار التام والغياب الأكيد


زمن الرواية - التي تقع في 271 صفحة من القطع المتوسط - يبدأ أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكن الأحداث التي تتناولها تعود إلى فتراتٍ أقدم، وتدور في بغداد. وما يبدو أنه بدايةُ الرواية، هو، في الحقيقة، نهايتها. فحادثة فقدان سرمد ذكورته، أشبه بمقتل شخصيةٍ ما في رواية بوليسية، يليه سرد القصة بتقنية الـ"فلاش باك"


سرعان ما سيجد القارىء أنّ سرمد ليس بطل الرواية الأوحد، وأن مسألة توقف "صاحبه" عن أداء مهامه المعتادة، ما هي إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، إذ تخفي تحتها قصصاً وشخصيات عدة. كما أنّ الإثارة والتشويق اللذين يعدُ القارئ بهما نفسه، سرعان ما يتكّشفان عن خطة روائية مختلفة

ففي رواية "التشهي" يختلط الجنس بالسياسة والأحزاب والمنفى والذاكرة، لتعكس من خلال القصور الجنسي لدى بطل الرواية العجز العراقي اليوم أمام المحتل تماماً كما كان بالأمس أمام الطاغية


على الغلاف الخلفي لرواية "التشهي"، يشير الناشر (دار الآداب) باقتضابٍ دقيق إلى أننا في صدد روايةٍ تسعى إلى "تعميق معنى الجنس من حيث علاقته الأساسية بالسياسة، والذكورة من حيث علاقتها بالسلطة وأزلامها. وتحكي عن الفقدان الأليم للذات وللحبيبة وللوطن"


وهذا صحيحٌ إلى حدٍ بعيد. ففي أعقاب أزمة "تقاعد" عضوه الذكري نتيجة السمنة الزائدة التي أصابته ومنعته من الحراك، يحاول سرمد برهان الدين استيعاب ما حدث له، ليجد نفسه غارقاً في استعادة حياته الجنسية الماضية، بدءاً من تجربته الأولى. الأستاذة الاسكتلندية في المعهد البريطاني في بغداد، فيونا لنتون الأربعينية الشبقة التي فقد معها عذريته. لقد التقطَته وهو في بداية الشباب، وعلّمته معنى المضاجعة، وكيف يستنبت الشهوة من مسافةٍ بين الصُّلب والترائب


يصف برهان لحظات مضاجعته فيونا البريطانية وهو في بغداد قائلاً: "تحيا فيونا التي كانت تموت وتعود ما بين ساقي ومائي فتبتكر صرخات لم أسمع بها من قبل ... إنها تعيش في بقعتي العزيزة وينبغي أن لا نترجم ذلك حتي لا نفسده. ترقص وتلتهمني وأنا مغطى بالمني واللعاب.."، أو "ها أنا أبجل المهبل والبظر واستحضر اسم الفرج باللهجات المحلية والعربية ... فاللغة أخطر وسيط في المضاجعة"، أو "كانت تجبرني على النظرِ كأحدِ القواعدِ لخديعة البصر ذاته فأصرخ بصوتٍ كالإعصار ادخليه سالمة ادخليه بأمان باللسان والشفتين والأنفاس والتقبيل والتقتيل بالأصابع والشموع والرطوبة والسعال والأنين والندى بالطي والمباشرة والعذاب والجماع الناقص ..."


ثم تأتي كيتا الألمانية التي عانتْ من نزوات المناضلين الشيوعيين في المنفى، لكنها توسّمتْ في سرمد موهبةً في الجماع فلم يخبْ ظنها. وأخيراً المغربية أمينة الملقبة بـ"البيضاوية" التي تعلّقت بسرمد من دون تحفُّظ ولا انتقاد، إضافة إلى نساءٍ عابرات ومجهولات


إلى جانب هؤلاء، تطل المرأة الأكثر حضوراً في القلب والذاكرة: "ألف" التي بدأ عشقه لها وهما طالبان في الجامعة وظل حبها مُتغلغلاً في نفسه على رغم أن أخاه مهند "غزاها" ثم تزوجها، وظلت هي الأخرى متعلقة به، تبعث إليه رسائل مسجلة بصوتها: "آه يا سرمد، الجنسُ معك يشبه التحريض ضد كل شيء؛ كلا، ليس هو الثورة أو التمرد كما تقولون في السياسة. الجنسُ معك يتبدل وينقلب من حالٍ إلى حال فيجعل أشيائي الصغيرة في داخلي تنتقلُ من مكانها (...) لا أعرف إذا كان دقيقاً القول، ربما كان الشغف هو الذي يسمح لنا دوْماً برؤية شيء جديد في داخلنا" (ص 220)


وفي حياته السابقة كان سرمد يبدو في علاقته بالجنس وطريقة ممارسته له كمن يقوم بفعلٍ انتقامي أو تعويضي يغرق فيه ويظهر عبره مهارةً فشل عن ابتكارها في العمل السياسي. ذات مرّةٍ يقول يوسف لسرمد: "ولا مرة سألتكَ عن مرجعيّتك"، فيمدّ سرمد يده إلى ذَكَره، ويجيب: "هذا"!


وبالرغم من طوفان الجنس الذي يعوم فوقه سرمد، فإنه شخصٌ مهزوم من الداخل، يتوقَ إلى البكاء: "لكي أشعر بشيء من اللذة والتلذذ. أشتهي إيجاز نفسي وسط الدموع الخفيّة وفوق ذلك ألاّ أقول لأحد؛ صرتُ كريهاً" (ص 167). لذةُ الجنس إذَاً لا تكفي وحدها لأن يكون الواحد كائناً يكتمل، فيتطلع إلى البكاء بدموع حقيقيّة عَلّها توصله إلى حقيقةٍ ما أُخرى. وتلخص له إحدى نسائه، كيتا، ملامح أزمته حين تقول له: "وأظنُ أنَّ ما نقومُ به وطوال وجودنا هو كيف نحاول الاقتراب من بعضنا بعضاً (ص 168)، غير أنَّ الاقترابَ من الآخر يستلزمُ رغبةً تتعدى مشاركته الجسدَ والسرير؛ إذ: "الجنسُ لا يُنقِذُ وهو مجرد فراغ، يدع اليد فارغة والجسد خاوياً" (ص 171)


وربما يفسر هذا معاناة سرمد الذي يقول في واحدةٍ من موجات استطراداته الداخليّة: "هل يعقل أن أقيسَ نفسي وذاتي وجوهري بمقدار وزني ولحومي، هل هذا عدل؟ لماذا لا يتم قياسي بوزن آلامي؟" (ص 176)


غير أننا نتأرجح بين التعاطف مع سرمد وبغض هذا اليساري السابق الذي لم يكمل الخمسين، وغادر مدينة الوزيرية في العراق متجهاً إلى المنفى. إننا نجده شخصاً مرصوداً للغياب، وكل ما فيه ليس إلا إثباتاً لـ"عاديته"، بدءاً من شكله "العدواني": سمنته الفائضة التي تنعكس ثقلاً في حركاته وكلامه ومشيته، جلده الذي يتقشّر، شاربه الذي توقفت شعيراته عن النمو و"الذي يقع ما بين اللونين الرصاصي والبني من كثرة الصبغات التي لا (يجيد) وضع نِسَبِها كما يجب". مروراً بموقف الآخرين منه، فكما تقول كيتا عشيقته الألمانية: لا أحد يطيقه، لا الشيوعيون ولا البعثيون ولا الأصوليون ولا المستقلون. وصولاً إلى نظرته إلى الحياة التي لا مكان فيها لأي مرجعياتٍ إيمانية، اجتماعية أكانت أم عاطفية أم فكرية: "إيماني شحيح وكلما أنتقل من رتبة يبدأ الخواء يتضاعف من حولي. أما النساء فكنّ على الضد مني، كان لديهن إيمان بشيء غير مرئي لا أعرف ما هو"


الجغرافيا القلقة التي تحركت فيها الرواية، تقودك من الحاضر في باريس إلى الذكريات في العراق ولندن وأماكن التشتت العراقي؛ لترسم لوحة لما أحاط بسيرة هذا الرجل ويمثل العراق في الرواية مكاناً للحدث الأصلي الذي تتوالد منه بقية الأحداث وتتعاقب وتقوم الرواية في كل فصولها على زمن استعادي للعراق وأمكنته وأوقاته وخباياه وحياته وعلاقاته. وتلملم الكاتبة صورة هذا الوطن المستحضر، تماماً كما سعى سرمد المريض العراقي إلى استعادة عضوه، الذي بدا أن الأمل في استعادته ضئيلٌ للغاية


الجنس، الجنس، الجنس، هو البطل في هذه الرواية، وعالية هي من أولى الروائيات العربيات اللاتي كتبن في هذا المنحى، إذ نشرت الطبعة الأولى من روايتها "حبّات النفتالين" في ستينيات القرن الماضي. إذاً الجنس هو البطل، أي الشخصية الرئيسية في القصة، وهو وبامتياز، البطل المهزوم، الضعيف، العاجز سياسياً واجتماعياً

وفي ظل التحولاتِ الجسدية والسياسية، يغيب الفخر، وتتقلص عزّة النفس، بعد أن أصبح الجلاد السابق هو اليوم الضحية، ضحية من كان يُعتبر ضعيفاً في الماضي، أي المرأة: "اللعنة على البرودة الجنسية والصعوبة الجنسية والمبادرة الجنسية. آه، كم استخدمتني كيتا والبيضاوية، كم تعرّيتُ أمامهنّ وأمام شاندي، هي الأخرى تستخدمني من أجل أبحاثها وتعاليمها فلم أعد قادراً على لعب دوري ولا العودة من حيث بدأت"


أما عن محركها الأساسي لهذا العمل فتقول عالية ممدوح لوكالة الأنباء الفرنسية إن "موضوع الجنس كجبروت سلطوي قد يؤسس للقتل بمعانيه المجازية والإجرائية والفعلية أثارني وما زال". وتضيف عالية قائلة: "حاولت الاشتغال على شخصيات خربها الفساد والتدليس ما بين قوتين مهلكتين الجنس والسياسة من خلال رجل شيوعي ورجل مخابرات عراقي"


بدأ سرمد رجلاً ذكراً بكل معنى الكلمة، وبدأ مناضلاً يسارياً شيوعياً، لكنه يصطدم بتحولاتٍ مفادها أن تلك النضالات السياسية انهارت وأن تلك البطولات الجنسية أخفقت مع الوقت


والروائية تتحدث بسخريةٍ لاذعة عن الشيوعيين العراقيين وعدائهم للآخرين، كما تتناول فشلهم الجنسي: "عشيقاتهم يقصصن عليَ تفاصيل مضحكة منذ لحظةِ الاهتياج التي تطول أحياناً إلى نهاية الليل بدون فائدةٍ تذكر"


ولعل أحد الموضوعات المهمة التي اهتمت بها أيضاً الكاتبة، هو الترجمة. فهذا البطل المنهزم، كان إضافةً إلى انتمائه اليساري سياسياً، مترجماً وباحثاً. ويأتي عمله في الترجمة ليشكلَ ذروةَ الغياب، فالمترجم "هو بقايا من ثمار الآخرين وخوفهم". ومع ذلك فهو يصرُ على أن الخطأ الذي شهده هو وعالمه لم يكن سببه سوى سوء الترجمة: "هيه، اسمع يوسف، لو تُرجم البيان الشيوعي ترجمة سليمة وأمينة وجميلة لتحوّلت شعوب هذه المنطقة إلى الشيوعية"!


والذكورة بالنسبة لسرمد تعني المغامرة والاكتشاف، وفي غيابها غاب الإنسان السابق الذي كان يناضل من أجل التغيير أو التجديد: "ربما كان الشغف بالجنس هو الذي يسمح لنا دوماً برؤية شيء جديد في داخلنا". و"اختفاء" عضوه لم يكن سوى جزءٍ من سلسلة "الأشياء والموجودات والمدن والأماكن" التي تختفي على التوالي من حياته. ولذا يتحول سرمد إلى رجلٍ مُدَمر: "يوسف نحن أنقاضٌ يا عزيزي"


تربط عالية ممدوح على مدى صفحات الرواية بين الضعف الجنسي والوهن السياسي، وتضع على لسان شخوصها مرارةً ما، حنيناً ما لِما ضاع وفات وتوارى من الشغف في المغامرة السياسية، مثلما توارى فجأة ذكَر سرمد الذي أخذ القلق يتآكله، ويراجع الأطباء ويتساءل أمام المرآة ولا يجد حلاً. بل إنه لا يجد أمامه سوى الإحباط بسبب هذا كله، بسبب الهزائم المتراكمة وخصوصاً بسبب الضياع الذي وجد نفسه فيه بعد تركه وطنه الأم، العراق، وتشرذمه في مدن العالم، وكأن في هذا السياق تساوت المدن والنساء في التسلّط على الرجل المستضعف: "آه منهن، كنّ يتناوبن عليّ ما بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأقصى، يشبهن الأمواج المتلاطمة يصعدن فوقي وأزيحهن من تحتي فلا أشاهد إلا عزلتي (...)"


هذه العزلة تناولتها الروائية عالية ممدوح عميقاً وبشكلٍ واسع لتخبرنا أيضاً أنها تطال ليس فقط العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، وليس فقط العيش اليائس وغير المستقر في شتى مدن العالم، إنما تطال أيضاً الهوية والاسم وما شابه: "(...) وأنا أستعمل أحد أسماء أخي الحركية ـ هلال العراقي ـ وهذه هي المرّة الأولى التي أفصح فيها عن اسمي الذي اختبأتُ وراءه كل تلك السنين. (...) سرمد أنت دائماً تعيش في مكانٍ آخر وهو الهناك. أنت يا سرمد لا هذا ولا ذاك. أنت هش ومكسور ومجروح"


إلا أن الجرح الذي تناولته الكاتبة بحنكة وبعمقٍ كبيرين، أوصل سرمد إلى أماكن أبعد وأكثر تعقيداً، أوصله إلى التساؤل حول معنى عجز اللغة أو خيانة اللغة أو اغتصاب اللغة، ولكل هذه المعاني علاقة وثيقة بالحياة الجنسية، خصوصاً الذكرية منها: "إن ما يعوزني حقاً، هو العثور على سرّ العجز الحاصل في اللغة، اللغات، في إيراد النعوت والصفات مما لا نقدر على التعبير عنه (...) كلّما أخرج من المركز في طريقي إلى الفندق، أشعر أنني أنشطر إلى أجزاء وشظايا فأبحث عن كلمات، عن نوع كلمات لا أتخذ معها أية حيطة (...) كيف تهجر مدينتك طوال كل تلك السنين ولا تعود تبالي في أي مدينةٍ مررت أو سكنت أو ستموت"


تتشرذم الروح من خلال الإقامة المشرذمة، وكأن هذا التفتت وهذه الخسارة الجنسية والنفسية جعلا سرمد ينتبه إلى عنصر اللغة، هذا الكائن الحي ولكن الخفي، أو الخفي ومع ذلك الموجود في الذهن وفي الأذن وفي الأمكنة بقوّة. فمن جهة تكون اللغة أقوى من أن يعثر سرمد على أسرارها، ومن جهةٍ أخرى تصبح في رأس سرمد أو في قلبه وأذنه ولسانه بقايا لغة وشظايا لتكون شبيهة بحاله هو


ثمة أيضاً لغة أخرى غير هذه التي تكمن فيها قوة الأسرار أو ضعف الانشطار، وهي الإنجليزية. تلك اللغة التي رافقت سرمد منذ طفولته في العراق وظلت هاجساً في حياته لأنها ربما لعبت دوراً مزدوجاً في تكوينه الجنسي - النفسي- الثقافي. فقد تكون أرادت الكاتبة من خلال مطاردتها هذه اللغة على مدى صفحات الكتاب، الإشارة إلى المنحى السياسي لها (أي للغة الإنكليزية)، وإلى المنحى الثقافي إذ كان العراقيون يرتادون المركز الثقافي البريطاني لتعلّم الإنجليزية، وإلى المنحى الجنسي إذا تذكّرنا علاقة سرمد الجنسية الأولى في مراهقته مع فيونا البريطانية التي كانت في عمر والدته. هنا أيضاً تعيدنا الكاتبة إلى موضوع اللا بطل، إلى الذكر الفاشل أو الذي تسيطر عليه لغة المحتل وامرأة الاحتلال


وفي سياق الرواية نكتشف أن ثمة أخاً أكبر لسرمد هو مهند الذي كان - ولا يزال- عضواً في جهاز المخابرات العراقي. إنها وظيفة كفيلة - سردياً على الأقل- بكشف واقع عراقي محكوم بممارسات مروعة ومفرطة في وحشيتها. مهند الذي نكّل بالشيوعيين العراقيين، ونال ترقيات وجاب العالم بوظيفته، يصل به الأمر إلى حد مراقبة شقيقه سرمد حتى وهو في الخارج. وسنعرف أنه تزوج ألف عنوة، بعد اعتقال والدها وموته تحت التعذيب، ثم اختفاء شقيقها الذي لم يُعثر على جثته، وإصابة والدتها بالشلل. بل إنه يحتفظ بتسجيلاتٍ مصورة لسرمد وهو يمارس الجنس مع كيتا ومع البيضاوية، وحتى مع ألف حين زارته ذات يوم في لندن. وعلى الهاتف يقول له بفظاظته الاستخبارية: "خراء عليك وعلى ألف التي كانت تضاجعني، وهي تحلم بك فوقها وأنا أعرف ذلك..أبول عليك وعلى رائحتك الخاصة التي كنت أشمها في عرق وإبط ألف"

ستواظب ألف على البقاء في ذاكرة سرمد، وسترافقه حتى وهو يضاجع كيتا والبيضاوية. إنها حبّه الأول. أما دائرة ضحايا مهند، فتتجاوز سرمد وألف. سنعرف أن مهند اغتصب يوسف في الماضي. يوسف الذي ينصح صديقه سرمد بالقدوم إلى باريس للعلاج، سيتولى، بنفسه، سرد حكايته: "لستُ وحدي الذي كان يفعل به كذا وكذا. كان يتركني أنزف كما المرة الأولى، حتى يمتلئ لباسي الخام بالدم الذي ظلت صورته تطاردني حتى هذه اللحظة". ثم يضيف بهذيان كابوسي: "أول ما قرأت "المركب النشوان" أصابتني قشعريرة، فتصورت رامبو تحت مهند، وهو يعتصره فيكتب مقطعاً بعد آخر والدم ينزف مني ومنه"


وفي موضعٍ ما من الرواية نجد تبريراً للمثلية، حين يقول أحد أبطال "التشهي" إن في كل إنسانٍ شيئاً من الشذوذ الجنسي


تفسح عالية ممدوح لأبطالها - وربما ضحاياها- بأن يلعب كل واحد منهم دور راوٍ صغير داخل نبرتها الشاملة هي كمؤلفة. كيتا، خريجة الأدب في جامعة كارل ماركس في لايبزغ، وعاشقة بوريس باسترناك في الخفاء، ستروي قصتها. وكذلك البيضاوية، ويوسف وأبو العز وأبو مكسيم


أما ألف فقصتها حاضرة في حكايات الآخرين، قبل أن تتولى مهمة اختتام الرواية على مشهد بغداد سنة 2003، وهي تسقط تحت الاحتلال الأميركي: "سرمد، تُرى أيهما صحيح، روتين الحرب أم الحرب الروتينية؟... لا شيء يحدث أكثر من الحرب، هي التي تحصل دائماً... كل يوم... وسوف تدوم طويلاً كجميع الحروب"


الحكاية إذاً تتخطى معضلة سرمد الجنسية لتُعانق مأساة الوطن المصادر الذي احتله "الشُّقـْر" بعدما عانى من استبداد الحاكمين: "الشّقر دخلوا مدينتنا. أضافت: حتى السود والصّفر والسّمر شُقر أيضاً..." (ص 218)


وفي حين تناجي ألف حبيبها الغائب سرمد، وتشُكُّ جِلْده بوخزات الرغبة في استئناف الحياة والمقاومة والحب، فإنه يعاني مأساته الشخصية المتمثلة في عجزه الجنسي، حتى تصرخ به البيضاوية:"مدينتكَ تُدكّ دكاً وأنت غير قادر أن تدكّني بوردة"


تختم عالية ممدوح الرواية بنوستالجيا عراقية على لسان ألف: "...لا أحد يعود إلى المنازل . لا أطباق تنتظر من يلتهمها . لا عيون تنظر للبعيد بانتظار أحدهم يبتسم يعود أو يمر حتى ... ولا قبلات نسمعها قادمة باتجاهنا. تعلّمنا كيف نبتلع الدموع فنرقبهم وهم يضخّون ثلاثة أنواع من السموم القاتلة في عروقنا، ومع هذا لا يُقضى علينا.." (ص 270)
"التشهي" في حقيقتها روايةٌ عن العراقي الذي انتهى وحيداً، وهو يردد مع بطل الرواية جملةً تشبه الفاجعة: "فقدتُ بلدي إلى الأبد دون أن أكسب بلداً آخر" (ص 144)

على صفحات هذه الرواية ينفتح أمامنا جرحٌ عميق الغور، يفضح حال البطل ومسرح العبث، الذي هو للأسف عالمنا أيضاً
وفي دروبِ الحياة يتعلم كثيرون حقيقة مزعجة: فقط الكوابيس تبقى

gravatar
Anonymous في 5:09 PM

ربما قوه الموضوع في أنه قلب حياتنا اليوم... فأنا أري أكبر من هذا العجز في عيون ألاف الشباب الأبكار الأن
لم يختبروا الحياه بعد ولم تختبرهم ولم تكن لهم فرصه في الحصول علي مرجعية
وأعتقد أنه لن يكون

والمصيبه أنهم يطمسون ما بقي فيهم من عقل وإنسانيه بالمخدرات

ربما الرواية رمزية
ولكن إلي هذا أل الحال
تحياتي

gravatar

ربما ان اكثر صور هذه الرواية دموية وفزعا كلمات يوسف ضحية مهند في اخر العرض ..

صحيح ان الجنس كان بطلا سافرا متعريا بين جنبات هذه الرواية.. بلا ادنى خجل من الكاتبة..

عرض معمق يا دكتر

gravatar

Basma

إنها المتاهة.. تلك التي تجعل أجيالاً بأكملها فقدت البوصلة.. فلا هي تملك البوصلة ولا هي تجد القدوة ولا هي تثق في "المرجعيات" المتاحة أو المفروضة عليها في المجتمع

جوهر الرواية حافل بالرمزية، والمسألة لا علاقة لها بالجنس بقدر ما ترمز إلى واقع مؤلم للعراقي..والمواطن العربي بشكل عام

gravatar

ghafari


الرواية مشغولة بعناية ومطرزة بجمل ورؤى فلسفية عميقة، ولذا يأتي الجنس حتى في أشد مظاهره قسوة وعنفاً (اغتصاب مهند ليوسف) في إطار الربط بشكل رمزي بين الجنس والضعف السياسي

الرواية باختصار تستحق أن تُقرأ، فهي نص يدخل من باب هزيمة الجسد ليصل إلى الهدف الرئيسي: هزيمة العقل!

gravatar

لوقت طويل و حتى الآن لا أفهم سر رغبة كثير من روائيينا و كتّابنا فى الربط بين العجز الجنسى و الانهيار السياسى !! معظم السياسيين فشلوا حتى وهم فى قمّة عطائهم الجنسى !! و بصراحه هذه التيمه شرقيه جدّا لحد الملل ويمكن تكون مفهومه من كاتب شرقى ذكر يتصوّر أن أداءه الجنسى مقياس لادائه الحياتى لكنّى لا أفهم لماذا تنتهجها كاتبه أنثى خاصة و قد باتت مكرّره !!

gravatar

زمان الوصل:

صحيح أن هناك من ربط بين الضعف أو العجز الجنسي وبين الوهن السياسي..وصحيح أيضاً أن روايات عدة حاولت اللعب على هذا الوتر

ربما ما يميز رواية "التشهي" هو أنها ذات بناءٍ روائي محكم، وأنها رسمت ملامح شخصياتها بصورة واضحة، لتخرج من دائرة الربط المباشر والفج إلى فضاء أكثر رحابة، يقترب من محنة العراق وأهله، وأزمة اليسار العربي، وازدواجية الشخصية العربية بشكل عام

اللافت للانتباه أيضاً أن معظم الشخصيات النسائية في الرواية -ربما باستثناء شخصية "ألف"- كُنَ أقوى وأكثر تحكماً في مسار الأمور!

gravatar
Anonymous في 1:24 PM

د ياسر
وحشتنا جدا كتاباتك عن التاريخ فلا تحرمنا منها اكثر من هذا
تحياتى
احمد عدنان
adnan.salamband.co.uk

gravatar

أحمد عدنان


أشكرك على رسالتك واهتمامك

كنت مشغولا في الفترة الماضية باستكمال "كتاب الرغبة" إضافة إلى انشغالي بأمور أخرى.. لكنني أعدك إن شاء الله بالكتابة قريبا جداً عن تاريخناالذي يتكرر بصور مختلفة في حاضرنا بطريقة تبعث على الدهشة

مودتي

gravatar

دكتور اكيد فى علاقة بين العجز الجنسى والسياسة بس اسمحلى مش حاسس ان الفاظ القصة وقحة شوية وشكرا لزيارتك مدونتى ونورتها بجد

gravatar

Shasha:

في عالم الرواية، يلجأ البعض إلى الإسقاط والتورية للإشارة إلى الضعف السياسي والتراجع في الدور والمكانة. أزمة النفس أو الجسد تكون هنا رمزاً من رموز التدهور السياسي، وهو ما استخدمته الروائية العراقية عالية ممدوح

اللغة قد تكون مباشرة في بعض الحوارات التي وردت في الرواية، لكنها كتبت نصاً محكماً وبأسلوب جميل، وعمدت في الحوارات على لسان أبطالها إلى تلك الجمل الصادمة لتعميق الإحساس بالأزمة

gravatar

د.ياسر..
أدرك تماما أنك تقوم بعرض وتحليل روايات لكاتبات عربيات..ولكن تلك الروايه -وعرضك الممتع لها -دفعت لذاكرتى برائعه الطيب صالح"موسم الهحره غلى الشمال"..فالجنس فيها يأخذ أبعاد سياسيه وأجتماعيه..ولاأنسى عبارة مصطفى سعيد "بطل" الروايه..حين يشير لذكره مدعيا أنه سيحرر أفريقيا به..
لنصل إلى جريمه قتل معتبره ونهايه غامضه تفتح الباب لتأويلات مختلفه
ورغم أنها كٌتبت فى زمن آخر وأشكاليات أخرى..ألا أنها تظل شاهد على إشكالية علاقة شرقنا التعيس بالغرب
..
وتظل المتعه مصاحبه لقراءه ماتكتب تحياتى وصادق مودتى..خالد

gravatar

أبو فارس

أشكرك بشدة يا صديقي العزيز

حرصت منذ البداية على أن تكون الأعمال التي أنتقيها للعرض والتحليل والتعليق، من مختلف ألوان الطيف، لتعكس حالات ونماذج إنسانية متنوعة، ما بين الاعترافات والسير الذاتية والروايات، إلى جانب استقراء الجانب النفسي للشخصيات النفسية في تلك الأعمال المختلفة

والأكيد أن الصديق د. وليد، سيد الطواسين، يملك أمامه الآن في هذه السلسلة نماذج نفسية تستحق التوقف عندها بالقراءة والتحليل، فهي في النهاية صورة لشرائح مختلفة من مجتمعاتنا، بغض النظر عن مدى اتفاق أو اختلاف البعض ع سلوكيات وأفكار و"حياة" هؤلاء الذين تحكي عنهم تلك الكتابات الأدبية والإبداعية المتنوعة

مرة ثانية، يسعدني ويشرفني أن يكون لدي قارىء فاهم وجميل مثلك

gravatar

من يومين كنت بكتب تعليق على بوست ولقيت مدونتك قلت ادخل اشوف الحقيقة شدنى اسمها وفهلا لقيت طوفان من الادب والثقافة والسياسة والنقد وقريت كل بوستاتك بجد تجنن وبدل على انك اد ايه انسانى راقى بس ممكن اسالك سؤال هى الصورة ديه صورتك

gravatar

أستاذ ياسر ...إزي حضرتك
لا أعلم بالفعل لماذا يقوم العديد من الكتاب ..بإستخدام تلك الأساليب الملتوية لتسويق أعمالهم ...بهذا الشكل كما وصفت ..إنها رواية دعارة ...وآسف في اللفظ ..العمل الأدبي يترك أثراً في نفس القارئ..تنعكس الكلمات داخل القارئ ..وتترك بصمه في نفسه ..إذن ماذا تترك تلك الرواية إذا قراءناها داخل نفوسنا بإستخدام ألفاظ وقحة وكلمة وقحة بسيطة في إعتقادي ...
.........
أيث أسلوب جميل وأي عن أي تعميق تتحدث هل الأسلوب الجميل يأتي بتلك الطريقة ..؟
لا أعلم ..رواية بها ذلك الكم من الفواحش ...نعم فواحش ..وذكرها ونقلها وتلويث عين القارئ بها ..أكثر فحشاً..هل مثلاً ..نريد أن نشير إلى الشذوذ ( اللواط ) فنمصله في مشهد ..ونصوره بكل فجاجه حقيقياً ..ونقول
ها نحن نمثل الواقع ..أنظروا إلى الفن ..إنظروا كيف تتم العملية بحاذفيرها ..ألا تعتقد ان هذا إشاعة للفاحشة ....؟
أنت ممكن تقولي أنت حر ماقراهاش؟
مش هي دي الحكاية ...الكلام ده موجود من أيام الأصفهاني ..لكن أنظر إلى كم الفساد الذي يخلفه في المجتمع ..حرام نضيع وقتنا في كلام زي ده ..؟
والغريبة ان هيا من إمرآة ..؟
على العموم أنا طولت أتمنى منك سعة الصدر ..وياااااريت تعليقي يتنشر ...,؟

gravatar

الريم



أهلاً بك صديقة وقارئة للمدونة وصاحبها
تأكدي أنني فخور باهتمامك وقراءتك لما أكتبه هنا، لأن أحد أهم دوافع الكتابة عندي هي المعرفة والتواصل الفكري مع الآخرين

نعم، هذه هي صورتي.. ربما تكون واحدة من الصور الشخصية القليلة التي أحتفظ بها

مع شكري وتقديري

gravatar

Hu-man

أولاً، نشرت تعليقك رغم اختلافي معك، ليس فقط في الرأي وإنما في الأسلوب أيضاً

لا ما نع عندي في أن تعبر عن رأيك، ولكنك تصدر أحكاماً على رواية لم تقرأها بأنها "رواية دعارة"، وتساهم في "إشاعة الفاحشة"، وأظن أنك يجب أن تتأنى أكثر عند إطلاق الأحكام، وألا تكون حاداً

يا عزيزي، لسنا هنا بصدد عقد محاكمات تفتيش أو إصدار احكام أخلاقية على عدد من الروايات، بل إننا نحاول استقراء نصوص روائية من حيث كيفية تناولها لنوازع ورغبات وأحاسيس إنسانية..ولو تأملت في الروايات والكتب التي تناولناها في هذه السلسلة، ستجدها تتراوح ما بين اعترافات السير الذاتية والروايات التي تحمل بعض ملامح التجربة الشخصية، أو الحديث عن الحب والرغبة، والكبت والحرمان، والعلاقات المثلية، والعجز، والانتقام..إلخ

إنها محاولة للرصد والتحليل والتأمل
أما رواية عالية ممدوح "التشهي" فهي وإن كانت قد تحدثت عن الجنس فإن قراءة مستوياتها الأخرى ستكشف أنها رواية تتحدث عن محنة المنفى وازدواجية المثقفين واليساريين، وأزمة المجتمع، وانكسار الفرد..وهي تركز على العراق وأهله

الألفاظ؟ قد تكون صادمة للبعض وصريحة أكثر من اللازم بالنسبة لعدد من القراء، لكن لم يكن هذا هو هدف الرواية ولا كاتبتها..فهدفها أعمق من ذلك بكثير

طبعاً، ليست هذه مساحة للجدل والسجال، ولذا سأعتبر أن الموضوع انتهى عند هذا الحد

ومرحباً بك قارئاً في أي وقت

gravatar

الأستاذ ياسر
راق لي حقا عرضك للرواية وتحليلها وتقديمها لنا ، هذا مجهد تشكر عليه
ولي عندك زيارات أخري
تحياتي

gravatar

أحمد عبد اللطيف

لك كل الشكر والتقدير، وأهلاً بك في أي وقت

كما أتمنى أن أكون دائماً عند حسن الظن بي

gravatar

اكثر من رائع التحليل العميق للروايه .....ولكن عرض الحقيقه بهذا البعد .امر مؤلم ومحبط جدا ..العمق والرؤيه والاكتشاف ...........
امر مؤلم ومحبط جدا
وتعليق Hu-man
مؤلم ومحبط جدا لانه يعبر عن مجتمع سطحي
اعمي تمت صناعته بفعل فاعل
اتمني اكتشاف الروايه كامله لان المتعه مقترنه بالالم والعمق والاكتشاف
ول Hu-man اتوسل اليك ان تفكر فيما تقول فلن تجد تلك السنوات والتي تضيعها في تصديق المتاح من المعلومات التائهه..بعض البحث يا صديقي ويا بلادي.
كل التحيه علي الاختيار المشرف لروائيه عربيه وعربيه جدا
كل التحيه .
اميره جمال

gravatar

واحدة من أصحاب القمر

إن توقفنا عند المستوى المباشر لأي عمل روائي فإننا لن نتمكن أبداً من فهم أعماق النص وربما لن نستطيع فهم الآخرين

وفي هذه الرواية، نتحرك من مشهد ساخر إلى واقع مؤلم لأبناء المنفى ممن اكتووا بنار الحرب وعانوا وعاشوا الهوان فاضطروا إلى الرحيل بعيداً..بعيداً

نحن فقط نعطي مؤشراً على دلالات معينة في العمل الروائي أو النص الأدبي، كي يقرأ الآخرون ويتوصلوا إلى أفكار أو استنتاجات قد تتفق أو تختلف مع ما توصلنا إليه

المهم، كما قلتِ أنتِ، هو أن نقرأ ونعيد اكتشاف ما حولنا بنضج ووعي أكبر
الصديق الذي ترك تعليقه كتب رأيه، ونحن نحترم أي رأي بغض النظر عن مساحة الاتفاق أو الاختلاف..ولذا نحن فقط ندعو الجميع إلى التأني في إصدار الأحكام، والبعد عن صيغة الوعظ وارتداء عباءة الترهيب والترغيب

شكراً لك مرة ثانية

gravatar

د\ياسر

دوما ارتبط الجنس بالسياسة,هم تابوهات دائمة معا .. ودوما يخبروننا أن من يتحدث كثيرا في الجنس والسياسة فهو لا يفعل شيئ في مساراتهم ..!

نعود للرواية تلك التي تخلق من الجنس استنباط مسار الشخصيات .. في الشباب تكون الأحلام و إرادة التغيير تملأ جنبات الأبطال كإنتصاب أعضائهم .. و مع التشتت بين شيوعية و أصولية و بعثية

وبين الانكسارات المتوالية

و بين موت وطن .. يعبر الجنس في كل مرحلة عن قدرة النفس وحالتها من كل تلك الأعاصير ..

الجنس ماهو إلا اسقاط نفسي ..

حتى مهند أخو سرمد .. طبيعته دموية وعمله وحشي ونفسه وحشية ويجيد الشذوذ بدموية .. حتى مع ألف هو قرر ممارسة الجنس بسلطة زوجية هادرة يعرف أنها تحب سرمد ولكنه أجبرها بكل الطرق ونزوجها قسرا .. لأنه يتلذذ بكل شيئا يأتي قسرا .. تلك هي مرآة نفسه ..

..

هي لم تختم الرواية بنوستالجيا للوطن ..

لكنها كتبت رواية كاملة تبعث على نوستالجيا لحياة أخرى لا يوجد بها انتكاسات سياسية تطرح زهورا ذابلة على الأسّرة ..!

..

يبدو أن ادمان مدونتك حدث

دمت بكل ود

مع خالص احترامي ..

gravatar

د. أسماء علي


المنفوخون بالتباهي والتفاخر، فارغون من أي معنى

وربما لهذا تكون الانكسارات أشد وأعمق حين يكون المرء فارغاً مثل بالونة مملوءة بهواء التعالي وحب الذات

الرواية مكتوبة بعمق، وأرى أنها تسستحق القراءة

يسعدني أن يكون لي قارئة مثلك

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator