المحروسة

gravatar

أثرياء مصر زمان..والآن (1): حسن طوبار..قائد الثوار


تحدثت مصر عن أول مليونير إبان الحملة الفرنسية، ثم شهدت أول ملياردير في عهد مبارك

أكثر من قرنين من الزمان. الوجوه تغيرت، والأماكن تحولت، والأرقام قفزت
لكن يبقى السؤال قائماً: ما الفرق بين أثرياء زمان..والآن؟

كيف تعامل أغنياء مصر مع الثروات التي في أيديهم، في وطنٍ شهد فترات احتلال وتحدياتٍ سياسية وأزماتٍ اقتصادية؟

لعل الإجابة تكون عند أول مليونير مصري رسمياً: الشيخ حسن طوبار

فقد كان حسن طوبار زعيماً على إقليم المنزلة بالدقهلية وشيخاً لها، وكان من أكثر الأقاليم التي واجه الفرنسيون فيها مقاومة شعبية عنيفة، وكان محور هذه المقاومة هو هذا الرجل. كتب المؤرخ الفرنسي ريبو في كتابه "تاريخ الحملة الفرنسية فى مصر" يصف سكان هذه الجهات بقوله "إن مديرية المنصورة التي كانت مسرحاً للاضطرابات، تتصل ببحيرة المنزلة، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة)، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة، ولهم جَلَدٌ وصبر، وهم أشد بأساً وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم في البحيرة خمسمئة أو ستمئة مركب، تجعل لهم السيادة في البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيساً، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة". وقد أورد هذا النص مؤرخ آخر هو عبد الرحمن الرافعي في كتابه "تاريخ الحركة القومية وتطورات نظام الحكم"
كان طوبار واسع الثروة والنفوذ، محبوباً من سكان إقليمه من الصيادين، وكان في حالة من الرواج كفيلة بأن تقعده عن اتخاذ أي موقف يمكن أن يهدد ثروته‏،‏ إذ كان يملك أسطول صيد قدرته بعض المصادر الفرنسية بنحو خمسة آلاف مركب‏، وعدداً لا بأس به من مصانع نسج القطن، والمتاجر‏، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية‏
ثروة طائلة لأغنى رجل في مصر، كما أشار الجنرال الفرنسي أندريوس في تقرير قدمه إلى المجمع العلمي، في حين قدم الجنرال لوجييه تقديراً لثروته بأنها في حدود خمسة ملايين فرنك
وكان إلى جانب ذلك ينتسب إلى أسرة عريقة، تداول أفرادها مشيخة المنزلة مئات السنين، ولهم نفوذٌ قوي هناك.اسم العائلة جاء من "طبرة" على بحيرة طبرية بالشام، فقد نزحت منها، ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة، فأقاموا بالمنزلة بجوار منزل الشيخ أبو نصر شهاب الدين شريف وكان من قضاة الإقليم، ثم تصاهروا مع هذا الشيخ وسكنوا إلى جواره، وبنوا بيتاً عُرِفَ بالبيت الكبير قبل أن يبني شلبي طوبار القصر المعروف باسمه، وقد اشترت العائلة بعض أملاك الأمير محمد الشوربجي الشهير بمحمد بن حسون، وكانت تُعرف المنزلة باسمه "منزلة حسون"
ويذكر الجنرال لوجييه أنهم في كل جميع الاتجاهات التي مروا بها من المنصورة إلى المنزلة لم يسمعوا من الأهالي إلا الثناء على طوبار. أما الجنرال أندريوس الذي تردد على المنزلة وقدم عنها تقريراً إلى المجمع العلمي بمصر، فهو يقول: "إن لسكان هذه الشواطئ أربعين رئيساً يتبعون الشيخ حسن طوبار الذي احتكر الصيد في البحر لقاء جُعل -أجر- للحكومة، وحسن طوبار من أكبر أغنياء القُطر المصري، وربما كان أغناهم، وهو من المنزلة، وفي أسرته مشيخة البلد يتوارثونها من أربعة أو خمسة أجيال وله سلطة واسعة تقوم على مكانته في النفوس وثروته وعصبيته، من ذوي قرباه وأتباعه، وعلى مؤازرة العرب الذين أعطاهم الأراضي ليزرعوها ويغدق على رؤسائهم بالهدايا والتحف"

شرع حسن طوبار في مقاومة الفرنسيين منذ بداية الحملة تقريباً، فكان يذهب بنفسه إلى البلاد والقرى يحرّض أهلها على الحرب، ويطمئن على وسائل الدفاع لديهم، وجهز من ماله الخاص الأسطول البحري الذي حارب الفرنسيين في البحيرة، وأوشك على إخراجهم من دمياط

وكان الفرنسيون يتطلعون إلى التخلص من هذا الزعيم ولكنهم لم يستطيعوا لمكانته عند قومه، فأرادوا أن يستميلوه إليهم، خصوصاً أن نابليون بونابرت أدرك أهمية وأبعاد المركز الجغرافي الذي يسيطر عليه الرجل، إذ إن تحكمه في الممرات المائية بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة كان كفيلاً بتسهيل مهمة السفن العثمانية في دخول مصر، في حالة اتفاق رجال السلطان العثماني مع طوبار

وهكذا أرسل إليه الجنرال فيال -الذي عُيِنَ حاكماً على دمياط- سيفاً مذهباً ولم يشأ أن ينحيه عن منصبه‏، لكن حسن طوبار قابل ذلك بالسخرية الشديدة، إذ كان حسه الوطني أهم عنده من غواية الهدايا

رفض طوبار لقاء الجنرال فيال، وقال إنه لا يريد أن يرى أحداً من الفرنسيين، كما امتنع عن قبول هدايا ثمينة أرسلها له نابليون
في هذه الأثناء، كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده، ففي الوقت الذي أبلغ فيه رسول الجنرال داماس أنه لا يأبى دفع الضرائب العادية إذا ما ترك حراً كان يستعد للقتال، كما كان على اتصال بإبراهيم بك زعيم المماليك الذي كان مرابطاً بفلول جيشه في جنوب الشام، وقد كان على اتصال مستمر أيضاً بقواته المنظمة لمقاومة الفرنسيين

. ويحكي المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي كيف كان حسن طوبار يشعل الثورة في مختلف البلاد الواقعة بين دمياط والمنزلة والمنصورة. وبينما كان يثير الأهالي في بلاد البحر الصغير كان في الوقت نفسه يجمع مراكبه في بحيرة المنزلة لمهاجمة دمياط لتخليصها من يد الفرنسيين

وأرسل الجنرال فيال إلى زميله الجنرال دوجا ينذره بقرب هجوم الثوار على مدينة دمياط؛ لأن حسن طوبار يحشد أسطولاً كبيراً في بحيرة المنزلة لهذا الغرض ويطلب المدد. قام الثوار بهجوم فعال على دمياط في 16 سبتمبر سنة 1798 واشترك فيه أهالي البلاد المجاورة لدمياط، كما اشترك فيه أيضاً أسطول حسن طوبار. نجح المهاجمون الثوار في قتل الحراس الفرنسيين في المواقع الأمامية للمدينة، وظل القتال متواصلاً ليلة 16 سبتمبر، غير أن عدم تكافؤ الأسلحة والتنظيم دفع المهاجمين إلى التقهقر والالتجاء إلى قرية الشعراء حيث اتخذوها معسكراً تحصنوا به

ونتيجة لحرج مركز الفرنسيين في دمياط اضطر نابليون إلى إرسال الجنرال أندريوس ليعاون الجنرال فيال في توطيد سلطان الفرنسيين في تلك الجهات. تقدم الفرنسيون في 20 سبتمبر للاستيلاء على الشعراء، وبالرغم من استيلاء الفرنسيين عليها فإن الثورة تفاقمت في البلاد الواقعة بين المنصورة ودمياط، وتعددت حوادث مهاجمة الثوار للسفن الفرنسية القلة للجنود في النيل، ما دفع الفرنسيين إلى التنكيل بالبلاد التي هاجمت السفن كما حدث في ميت الخولي حيث اعتدوا على الأهالي، واستولوا على ما بها من مواشٍ وطيور وحلي

أدرك نابليون أن طوبار لن يخضع إلا بالحرب، وأنه لن يكون له سلطان على بلاد هذه المنطقة، ولن تنتهي مقاومة أهلها وثوراتهم على جنوده إلا بالقضاء عليه، فأمر قائد الحملة الفرنسية بتجهيز حملتين كبيرتين إحداهما برية والأخرى بحرية لمهاجمة المنزلة. وبدأ الجنرال دوجا في تنفيذ الخطط العسكرية المكلف بها فعهد إلى الجنرال أندريوس أن يذهب إلى المنزلة عن طريق البحيرة كما عهد إلى الجنرال داماس أن يسير إليها بالبر، وبذلك تطبق القوتان على المدينة من البر والبحر

استطاعت هذه الحملة القوية وبعد جهدٍ جهيد أن تدخل المنزلة في 6 أكتوبر تشرين أول عام 1798. غير أن طوبار كان قد غادر المنزلة ومعه معظم أهلها إلى غزة؛ لإعادة تنظيم حركة المقاومة لاسترداد البلاد فدخل داماس المدينة التي وجدها خالية إلا من الشيوخ وعجائز النساء، فاحتلها بعد أن فوَّت عليه حسن طوبار وكذلك الأهالي فرصة الانتقام من زعيمهم ومنهم

ولما رأى الفرنسيون قصور حسن طوبار بالمنزلة دهشوا من جمالها واتساعها، ولكنهم وجدوها خالية من سكانها، فقد استطاع طوبار أن يفر إلى الشام، وكذلك كانت المنزلة كلها خالية إلا من النساء والصبيان والعجزة

وأراد قائد الحملة الجنرال دوجا أن يتخذ من أحد قصور حسن طوبار مقراً له، ولكنه لاحظ المكانة الممتازة التي يحفظها الناس له، فترك القصر واتخذ مقراً في مكان آخر

وفي غزة، لم يكف حسن طوبار عن المقاومة‏، فقد استأنف نشاطه من جديد‏، وكوَّن جيشاً من المقاومين وأسطولاً مكوناً من خمسين قطعة لكي يبحروا به إلى دمياط لمباغتة العدو‏.‏ وبالرغم من أن الظروف لم تمكن طوبار من إتمام هذه الحملة، فإن رعب الفرنسيين منها جعل نابليون يسمح له بالعودة إلى مصر ليأمن هجومه على دمياط وتحريضه لأهل بلده على الثورة. ولم يأذن نابليون بعودته إلى مصر إلا بشرط أن يبقى ابن الشيخ عنده في القاهرة، ويعود حسن طوبار إلى دمياط

عاش طوبار في دمياط فترة قصيرة، وهو الأمر الذي دعا الجنرال كليبر بعد أن أصبح قائداً عاماً للحملة الفرنسية إلى أن يوصي قائده في دمياط بتوخي الحذر، وأن يراقب هذا الشيخ ولا يغفل عنه أبداً


لم يُعمر حسن طوبار طويلاً بعد ذلك، فمات في عام 1800، لتنشر جريدة "كورييه ديلجبت" نبأ وفاته في العدد 75 بتاريخ 28 يوليو تموز 1800، وكتبت عنه ما يلي: "مات فجأة حسن طوبار كبير مشايخ إقليم المنزلة مصاباً بالسكتة القلبية، وكان هذا الرجل عظيم المكانة لأصله العريق وغناه الواسع، وقد هاجر من بلاده في الأشهر الأولى من الحملة وعاد إليها بعد الزحف على سوريا، وأذن له الجنرال بونابرت في الرجوع إلى مصر، فأذعن من يومئذ وأخلد للسكون، وقد خلفه في شياخة إقليم المنزلة أخوه شلبي طوبار"

وقال عنه نقولا الترك في كتابه "ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية" (ترجمة وتحقيق: ياسين سويد، دار الفارابي، 1992) الذي كتبه لتمجيد الحملة الفرنسية على مصر: "اشتهر هذا الشيخ المذكور بخبث النية ضد الفرنساوية"


صدر قرارٌ بتخصيص قصر حسن طوبار لهيئة الآثار وتحويله إلى متحف، لكن المسؤولين استهانوا باسم البطل طوبار وأهملوا قصره الضخم فتعرض للنهب والتخريب. والآن، حتى قبر حسن طوبار مجهول المعالم ويحتاج إلى ترميم، وأقيمت إلى جواره "غُرزة" ولم يتحرك أحدٌ لترميم القبر، وإنقاذ أرض القصر التي صارت مقلباً للقمامة ومرتعاً للأعمال المخالفة (جريدة "اليوم السابع"، 27 فبراير 2009)
هكذا آلت الأمور بالنسبة لتاريخ هذا الرجل -وهو بالمناسبة، الجد الأكبر للشيخ نصر الدين طوبار أحد أشهر من أدوا الابتهالات والتواشيح الدينية- الذي أزعج قادة الجيش الفرنسي وتردد اسمه في تقاريرهم ورسائلهم، وورد اسمه في رسائل نابليون نفسه غير مرة كعنوان للمقاومة الأهلية القوية. ولا بد من القول إن إقليم الدقهلية ظل يقاوم ببسالة القوات الفرنسية الغازية، وشغل إخضاعه الفرنسيين أكثر من شهرين، وكلفهم ثمناً غالياً من جنودهم وقوادهم، ففقدوا فيه وحده - حتى آخر أكتوبر 1798 ما يقرب مما فقدوه في سائر بلاد القُطر منذ وطئت أقدامهم أرض مصر
ويبقى ضريح الشيخ حسن طوبار -أحد أهم المزارات التاريخية في المنصورة- شاهداً على الدور الوطني لأول مليونير عرفته مصر

gravatar

ومليونير عن مليونير من زمن لآخر يفرق كثيرا!

فقط لنا ان ننظر على مليونيرات الزمن الحاضر.. هم يهربون بما يسلبوه وقت اللزوم وبدون حال حرب فما بالك ببلد محتلة وعدو على الابواب او في الداخل، ستجدهم اول من يترك البلد لتخرب فوق رؤوس اهلها.

هي المرة الاولى التي اسمع فيها عن حسن طوبار وجميل ان اعرف انه جد الشيخ نصر الدين طوبار الذي وحتى الان استمع الى تواشيحه التي تسري قدرا غريبا من الخشوع ف النفس

بانتظار القادم يا دكتور.. :)

gravatar

Ghafari

يا صديقي الجميل محمد، المفارقة أن هناك من أثرياء زمان - مثل حسن طوبار- من كان ينفق ثروته بالكامل على الحركة الوطنية، والآن الحال كما ترى

الشيخ نصر الدين طوبار هو أجمل من أدى الابتهالات والتواشيح بعد الشيخ النقشبندي، وهناك من وضعه في المرتبة الأولى

gravatar

خلال القراءه كنت أقول لنفسى "ما إن يضرب الفرنساويه مصالح الشيخ "طوبار" ضربه مباشره إلاّ و يشعر بالخطر و يهادن و يكف عن المقاومه" .. و بالطبع جاءت السطور لتخيّب ظنّى .. يبدو أن حتى ظنوننا فسدت بسبب ما شهدناه من فساد يزكم الأنوف فأصبحنا لا نتوقّع الخير بكل أسف :(

gravatar

زمان الوصل

صدقت يا عزيزتي، يبدو أن مياهاً كثيرة جرت في النهر، وأن الأحوال والطبائع والسلوكيات تغيرت، حتى أصبحت الوطنية مسألة محفوفة بالمخاطر عند أصحاب المال والأعمال. أتمنى أن تعودي سريعاً إلى عالم التدوين واللمحات الذكية

gravatar

العزيز ياسر / تحياتى لك
اهنيك على طرحك الجميل
وانتقالك السلس بين الافكار وتلخيصك الاكثر من رائع تاريخيا لشخصية الشيخ حسن طوبار , ثم تنويهك الحاذق فى بداية التدوينة للمقارنة بين هذا النموذج واثرياء مصر اليوم وهو ما يجعلنى اطرح على نفسى سؤالا
هل الظرف التاريخى والازمة هى التى تجعل المصريون يظهرون معدنا اخفته قرونا من الظلم والاستكانه؟
اعتقد يا دكتور ثابت ان الظروف التى واجهت مصر فى بداية تاريخها الحديث ابان الحملة هو ما ساهم بشكل اساسى على ظهور نموذج مثل الشيخ طوبار . ثم لايجب ان ننسى الدعم المادى الذى امد به الرجل حركة المقاومة وهو فى رائى ما جعل المقاومة فى المنزلة تأخذ شكل مختلف عن سائر مقاومات الشعب المصرى حينها . ثم يظهر سؤال اخر فى رأسى بعد ان اقرأ التدوينة وهو هل فعلا تغيرت طبيعة الشعب المصرى وفطرته ونخوته الى الدرجة التى نستطيع ان نوصم بها اغنياء العصر الحالى انه فى ظرف مشابه تاريخيا لا يمكن الا يظهر نموذج مثل الشيخ طوبار ؟
قد يأخذ اللص الذى يستحل اموال الناس من ابناء وطنه فى عصر ما موقفا شديد الوطنية بناء على ازمة تاريخية مثل ازمة مواجهة المحتل مثلا . ما اريد ان اقوله هو ان الظرف التاريخى هو ما يشعل فتيل ظهور المعدن الحقيقى لنا نحن المصريين .
فى انتظار جديدك على احر من الجمر . وحيد جهنم

gravatar

اذكر ان اسم حسن طوبار قد مر على خلال دراستى الاعدادية...و لكن لم اكن اعرف انه كان رجلا عظيما لهذه الدرجة.

رحم الله حسن طوبار وامثاله...و شكرا للمعلومات القيمة يا دكتور

gravatar

وحيد جهنم

تعليقك مهم وعميق، توقفت عنده مطولاً

دعني بداية أتفق معك في مضمون كلامك، فالأحداث المفصلية قد تعيد صياغة المواقف الخاصة والعامة إلى حد كبير

أقول: "قد"، وليس هذا حتمياً

فقط أود أن أشير إلى أن ما يهمني في حديثي عن أثرياء مصر زمان والآن، أن أتحدث عن هذه النماذج في سياقها التاريخي، وفي إطار مواقفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. أما المقارنة فأدعها للقارىء وذكائه وحصافته

مودتي الخالصة

gravatar

آخر أيام الخريف

سلمت يا صديقتي. الشيخ حسن طوبار لعب دوراً مهماً لعله كان يستحق ما هو أكثر من الإشارة إلى اسمه في كتب ومناهج التاريخ، لأنه كان من الممكن أن يهادن حفاظاً على ثروته وأملاكه

لكنه ببساطة.. لم يفعل

gravatar

رحمه الله
لا توجد مقارنة بين وطنيته و إنتهازية أمثاله حالياً

أشكر حضرتك على تعريفنا بقصته

gravatar

مهندس مصري

المال واحد، لكن البشر يصنعون الفارق

gravatar

دعوه

تحيه طيبه
برنامجنا الأذاعى عن النت والمدونات من الأذاعه الرئيسيه لمصر اى اذاعة البرنامج العام يذاع يوميا التاسعه وعشر دقائق صباحا عدا الجمعه
ندعوك لزيارة مدونتنا والتعليق على ما نطرحه من موضوعات وهذه التعليقات تذاع باسماء اصحابها فى حلقات برنامجنا

وبموقعنا رابط بالضغط عليه والأتنتظار قليلا وقت أذاعة البرنامج يمكنك الأستماع الينا
المدونه
http://netonradio.blogspot.com
الموقع
http://dear.to/cairo

gravatar

نص المدون من تاريخ البطل المقاوم حسن طوبار بجريدة الأهرام بتاريخ 12 إبريل من عام 2008
البطل الأسطوري حسن طوبار
مازال جراب مولانا مليئا بالحكايات الاسطورية لأبطال لم نسمع عنهم, ولم تذكرهم كتب التاريخ التي يدرسها أولادنا في المدارس.. ولكنها محفورة في سمع البسطاء من خلال ملتقي النضال الشعبي في روايات شعراء الربابة علي المقاهي وفي الأسواق وفي الأحياء وموالد أولياء الله الصالحين..

عبدالرحمن الجبرتي يعلن: سأحكي لك حكاية بطل مصري اسطوري اسمه حسن طوبار..
نحن الآن في أوائل أكتوبر عام1798 بعد ثلاثة شهور فقط من أشهر الفرنسيين القاهرة...

لم تكن المعركة معركة جيش لجيش انما كانت معركة جيش لشعب, لأن ميدانها كان قاع المدينة وساحة القرية وحول العزب والكفور وعلي شواطئ المصارف والترع

كان هدف العدو هو الغزو, والسيطرة علي البلاد من اقصاها الي اقصاها. ولعله قد وضع في اعتباره وهو يخطط لذلك الغزو انه سيقوم برحلة سياحية مثيرة تلعب المغامرة دورا كبيرا في خلق جو من الاستمتاع بها.. لكن لعله أيضا قد تعلم درسا قاسيا أقنعه بأن الشعب نفسه هو أعظم الجيوش, وأن اعظم سلاح يدافع به عن نفسه هو الصمود, إحساسه بنفسه, بكرامته, بحقه في الحياة والحرية..

ولكن حملة نابليون وجدت نفسها مضطرة الي استعمال هذين الأسلوبين ـ الخداع والدبلسة ـ مع المناضل الشعبي حسن طوبار في اقليم المنزلة, لم يكن في يقينها انها وقعت في أشد أنواع الهزيمة قهرا أمام ما تصورت أنه أشد اهدافها ضعفا.. لدرجة ان نابليون نفسه بكل جبروته وقوته ارسل اليه بعض الهدايا ليستميله ويشتري بها سكوته فرفض حسن طوبار بكل اباء.

إن قصة الحملة الفرنسية مع حسن طوبار تمثل أروع مايمكن أن يقدمه الشعب المصري العملاق من قدرات خارقة في مواجهة الأعداء الغزاة

كان حسن طوبار في ذلك الوقت شيخا لاقليم المنزلة. وكان في حالة من الرواج كفيلة بأن تقعده عن اتخاذ أي موقف يمكن أن يهدد ثروته, اذ كان يملك أسطول صيد قدرته بعض المصادر الفرنسية بحوالي خمسة آلاف مركب, وعددا لابأس به من مصانع نسج القطن, ومن المتاجر, ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية, وفوق ذلك كان يملك حب الناس وتقديرهم

gravatar

شكرا للايضاح التاريخى الهام لاحد رموز مصر اصحاب المبدا الواحد العظماء و يمكن قراءة المزيد عبر
http://www.facebook.com/group.php?gid=42686051263
مجموعةالبطل الأسطوري حسن طوبار

gravatar

أولا احيك بشده على عرض حضرتك
فى معلومات اول مره اعرفها مع انى من المنزله وكمان طوبار
ثانيا المشكلة ان المزرات السياحية اللى حضرتك بتتكلم عنها للاسف بتعانى من اهمال شديد من قبل الحكومة اعتقد ان دى مشكله لمعظم المزارات اللى فى الاقاليم كمان القصر بتاعه اتهد من زمان وبنيت مكانه مدرسة ابتدائى
طبيعة الحال ان الحكومه مش مهتمه والناس فقدت الحس الوطنى اللى يخليها تهتم اصلا بتاريخ حسن طوبار وامثاله والاطفال فى المدراس معندهمش اى خلفيه عنه
ولا عن غيره


تحياتى واحترامي

gravatar

تامر طوبار

أشكرك على هذا النص المهم، الذي أسعدتني الظروف بالاطلاع عليه قبل كتابة الموضوع، ووجدته من النصوص الثرية التي توثق لدور الشيخ حسن طوبار في مقاومة الاحتلال الفرنسي لمصر

إن كان لديك أي تعقيب أو معلومات إضافية، فإني سأكون سعيداً بالتواصل معك عبر البريد الإلكتروني

yasser.thabet@gmail.com

مع خالص المودة

gravatar

رحيل

المشكلة يا عزيزتي هو أن الإهمال أصبح القاعدة، والاهتمام هو الاستثناء

تاريخ الشيخ حسن طوبار والمقاومة الباسلة لأبناء المنزلة أثناء الحملة الفرنسية على مصر، مِلكٌ لمصر وأبنائها الذين لا بد أن يعرفوا تاريخهم الحقيقي وبطولات من سبقوهم

يحزنني أن يحدث لقصر الشيخ حسن طوبار ما حدث، ويؤسفني أن يكون الإهمال والتقصير قد نال من مثل تلك المواقع والمزارات التاريخية

gravatar

و بين مليونير بدايات القرن التاسع عشر و مليارديرات النصف الثاني من القرن العشرين نجد تناميا غريبا و عجيبا

ففي الوقت المذكور في هذه التدوينة كان الجنيه المصري يعدل تسعة جنيهات اترلينية

و تنامى الجنيه تناميا كبيرا ليصل الى 42 جنيها استرلينيا في عشرينات القرن الثامن عشر

ثم ثبت على هذا و ظل يتراوح فيما بين الستة و ثلاثين الى اربعة و اربعين جنيها استرلينيا حتى جاءت حرب المكسيك التي اقعدت الاقتصاد المصري و ضربته في مقتل الى جانب اتساع عجز الموازنة نتيجة لديون حفل افتتاح قناة السويس و تولي وزارة نوبار الحكم ثم الحقبة التوفيقية البغيضة

المهم ان مع ارتفاع قيمة الاجنيه الاسترليني الى اربعمائة مثله على منفس الفترة

و تراجع الدخل و الناتج

و تراجع الناتج المحلي للافراد و الناتج القومي للدولة

يصعب تكون رؤوس للثروات في مثل هذه البيئة الاقتصادية

الا في حالات من المستنقعات الاقتصادية المقرونة بفساد سياسي متحلل

مصدر المعلومات

الدراسة الشخصية بكلية التجارة

gravatar

محمد الكومي


معلومات مفيدة تساعد على فهم قيمة الجنيه المصري مقارنة بالجنيه الإسترليني، وبالتالي فهم حجم وقيمة الثروات والأصول التي امتلكها أغنياء مصر في ذلك الوقت

أشكرك على مجهودك الطيب

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator