المحروسة

gravatar

الإدارة العاجزة (3): دعه يتكلم..دعه يصيح





لا تقرأ الحكومات في مصر ثلاثة: الصحف ووجوه الغلابة..والتاريخ

وإذا قرأت فإنها تكتفي بالغضب أو تعمد إلى التجاهل التام لما هو مقروء أو مكتوب؛ لأنها ببساطة تعتقد أن النقد عداوة والمحاسبة خصومة والنشر إعلان حرب ضدها، وسحابة سوداء تحاول التغطية على منجزاتها

الشكوى القديمة من أزمة العلاقة بين الصحافة والحكومة بأن الأولى تريد أن "تكتب" في حين تريد الثانية أن "تكتم"، زالت وانتهت، وحلت بدلاً منها شعارات أكثر حدة من طراز "إذا لم تكن معي فأنت ضدي"، و"الكلاب تعوي والقافلة تسير"، و"دعه يتكلم..دعه يصيح"!

لا أحد يدري سبباً لهذا الضيق من جانب الحكومة بما تكتبه الصحافة، حتى إنه عندما أتيحت فرصة للهجوم على الصحافة في مصر وسط مساعٍ لدعم قانون متعسف يقيد حرياتها ويهدد العاملين بها، وهو ما يعرف بالقانون 93 لسنة 1995، غرس كبار المسؤولين وعدد من النواب أسنانهم ونشبوا أظفارهم في جسد الصحافة، واتهموها بالتشهير والازدراء. وظل الأمر على هذا المنوال، إلى أن نجح الصحفيون بعد نحو عامين من الاحتجاجات في إلغاء هذا القانون الذي يقضي بحبس الصحفي الذي ينشر وثائق وكذلك الموظف الذي زوده بها

وبالرغم من تعقيداتٍ إدارية مقصودة تقفُ في وجه حصول الصحفيين على المعلومات من مصادرها الرسمية وهو ما يعيق عمل الصحافة ورسالتها من جانب ويقود إلى إيقاع بعض الصحفيين في فخ المعلومات الخاطئة من جانب آخر، بالرغم من هذه العقبات فإن الحقائق تؤكد أن الصحافة لعبت في كثير من المناسبات دوراً مهماً في التنبيه إلى الخطر الذي يهددنا والكوارث التي تنتظرنا والمصائب التي تتحين الفرصة لكي تصيبنا من حيث لا نحتسب

ولو أن أحداً في موقع المسؤولية قرأ واستوعب تحذيرات الصحافة من تلك الكوارث والقنابل الموقوتة التي نتعايش معها يومياً، لكنا أبطلنا مفعول العديد من المصائب التي وقعت فوق رؤوسنا وحصدت أرواح الأبرياء واستنزفت الموارد ودمرت الممتلكات الخاصة والعامة
ونعود إلى نموذج كارثة قطار الصعيد عام 2002، حين قضى الركاب حرقاً حتى تفحمت جثثهم من دون أن يجدوا من ينقذهم أو حتى يقلل من عدد الضحايا

إن سياسة "أذن من طين وأذن من عجين" تقف بقوة وراء كارثة قطار الصعيد، فقد تسبب الإهمال في مأساةٍ مروعةٍ أقامت العزاء في بيوت المصريين حتى في أيام عيدهم، بعد أن تزامنت الحادثة مع عيد الأضحى المبارك

لقد كشفت الكارثة المستور، وفضحت الذين رفضوا الإنصات إلى صوت العقل، واعتبروا ما تكتبه الصحافة تطاولاً وقلة أدب وكلاماً فارغاً، وما إلى ذلك من كلمات تعكس ضيق الأفق ونفاد الصبر من أي نقد يُوَجه إلى الأداء الحكومي أو غياب الرقابة والإهمال والفساد

إن إغماض العين عن الكوارث لايعني أنها لن تقع، مثلما أن صم الأذن عن معرفة الخطأ ليس سوى خطيئة قد يدفع ثمنها ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أن حظهم العاثر أوقعهم تحت طائل أجهزةٍ وهيئاتٍ ومؤسساتٍ لاتعرف كيف تقرأ ولاتفهم أهمية التحرك لمعالجة العيوب وسد الثغرات وإصلاح الأخطاء ومعاقبة المقصرين والمفسدين

أمامنا الآن أمثلة كثيرة، لو أن الحكومة الرشيدة آنذاك - وهي حكومة د. عاطف عبيد- وأجهزتها وهيئاتها المختلفة اهتمت بها الاهتمام اللائق، لما وقعت كارثة قطار الصعيد. فقد وجهت الصحافة النقد البنَّاء إلى هيئة السكة الحديد، وحاولت التحذير من الخطر الداهم الذي يمكن أن يقع في حال استمرار مظاهر الإهمال في هذا المرفق الحيوي الذي يخدم نحو مليون مواطن يومياً..ولكن لا حياة لمن تنادي


ففي مجلة "نصف الدنيا" وبالتحديد في عددها الصادر بتاريخ 25 نوفمبر تشرين ثانٍ 2001 - أي قبل نحو ثلاثة أشهر من وقوع كارثة قطار الصعيد- نطالع ملفاً مصوراً بالغ الأهمية تحت عنوان "عذاب القطارات" يمتد على 34 صفحة، أعده كل من ناهد الكاشف وطارق حماد وصوَّره محمد السهيتي، يقول في مجمله من دون مداورة ولا مواربة إن الكارثة في هيئة سكك حديد مصر (س.ح.م) آتية لا محالة



في أحد تحقيقات الملف وتحت عنوان "في قطار الضواحي: العذاب رايح جاي!" نقرأ المقدمة التالية:
"حال قطارات الدرجة الثالثة لاتسر عدواً ولا حبيباً
لم نجد أصدق من هذه الجملة للتعبير عن حال قطارات الضواحي وقطارات الدرجة الثالثة التي أصبح التسيب والإهمال شعارها. في رحلة استغرقت 4 ساعات في قطار الضواحي على خط منوف الذي أنشيء منذ 50 عاماً وإلى الآن لم يتم تجديده، قمنا برحلة داخل قطارات الدرجة الثالثة التي يستقلها السواد الأعظم من المواطنين الذين عجزوا عن تحمل نفقات القطارات المكيفة"

وهكذا نقترب أكثر من رحلة عذاب على قطار تابع لهيئة السكة الحديد عبر "تجربة السفر لمدة 4 ساعات مع ناس تعرف معنى المعاناة اليومية في قطارات جردت من كل وسائل الراحة فمعظم المقاعد محطمة ونزعت عنها الكسوة الجلدية ولم يبق منها سوى هياكل مقاعد. كما أن النوافذ يعلوها الصدأ وبقايا الزجاج المكسور وخشبها منزوع بالكامل، فيما تتناثر بقايا الأطعمة والقاذورات على الأرضيات المتآكلة لتصبح مرتعاً للنمل والصراصير"

الشكوى هنا ليست من الزحام وإنما من أبسط الحقوق والخدمات، حتى إن التحقيق المذكور يقول: "وأثناء انتقالنا من عربة إلى عربة صدمتنا رائحة دورات المياه المفتوحة ليس بغرض التهوية، لكن لأن تراكم الصدأ على الأبواب استحال معه إغلاقها لذلك أصبحت مرتعاً للبعوض والذباب. ونتيجة لعدم وجود مياه فيها، لك أن تتخيل بشاعة المنظر والرائحة. ووسط الضجيج والزحام يُلقي المتسولون والباعة الجائلون ببضاعتهم منتهية الصلاحية على الركاب بأصواتٍ تتمنى أن تصاب بالصمم حتى لاتسمعها، كذلك غياب رجال الشرطة بالعربات والمحطات جعلها مرتعاً للصوص والبلطجية، كما تعددت حوادث سقوط الركاب من القطارات نتيجة لصعوبة غلق الأبواب"


ربما كانت هذه الأبواب المفتوحة على مصاريعها أفضل حالاً من الأبواب المغلقة بلا مقابض والنوافذ التي لايتم فتحها، التي زادت من حجم الكارثة وفداحة الخسائر في الأرواح في حادث قطار الصعيد
الشكوى دائمة ومزمنة عبر صفحات الملف من الغياب الأمني داخل العربات وانتشار البلطجية والمتسولين، والزحام الخانق وتهالك عربات القطار وعدم وجود شبابيك أو دورات مياه


إنها ببساطة دورات مياه لاتصلح للاستخدام الآدمي


ولأن شر البلية ما يضحك، يتعين علينا أن نتذكر أن الركاب لا يسقطون من أبواب ونوافذ القطارات فحسب، فقد حدث أن لقيت سيدة شابة مصرعها مع طفلها بعد أن دخلت به دورة مياه قطار، ولم تنتبه إلى وجود فتحة ضخمة مُهملَة في ذلك الموقع..فكان ما كان! في حادث القطار المذكور تناثرت أشلاء الضحيتين على قضبان القطار على طول الطريق. ولم يكتشف أحدٌ الحادث إلا عندما طال تأخر السيدة مع طفلها في دورة المياه، فأخذ الزوج يبحث عنهما ليكتشف سقوطهما من القطار منذ بضع محطات



الأغرب من ذلك أنه حين اعترض المخبرون على تصوير المحطة، وأصروا على إبلاغ رئيس المباحث، طال الانتظار لأن المحطة - منوف في التحقيق الصحفي- بها هاتف لا يعمل.. واضطر الفريق الصحفي إلى الجلوس مع المخبرين لمدة ساعة لحين إجراء المكالمة المنتظرة مع رئيس المباحث
ولنا هنا أن نتساءل مع محرري التحقيق: "إذا كنا ظللنا ساعة كاملة حتى نخبر رئيس المباحث بموضوع التصوير، فما بالنا إذا حدثت كارثة أو حادث من الممكن أن تزهق فيه أرواح الناس.. هل تكون وسيلتنا الوحيدة هي هذا التليفون المعطل أيضاً؟!"


إن هذا التحذير الواضح كان أشبه بنبوءة تحققت، وليتها ما تحققت، فقد كان الثمن سقوط مئات الضحايا الأبرياء داخل عربات القطار المحترق


تعالوا الآن إلى ما ورد في الملف تحت عنوان "وفي قطار الصعيد..البقاء للأقوى"، حيث يصدمنا تعبيرٌ صحيحٌ للأسف الشديد بأن هذه "القطارات كوسيلة مواصلات أقل ما توصف به أنها تمثل قمة الإهانة لكرامة الإنسان وآدميته"
ليتنا نتذكر في هذا المقام أنه في أعقاب اجتماعه مع المهندس أحمد الشريف رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر –الذي خرج من منصبه بعد وقوع كارثة قطار الصعيد- في إبريل نيسان 2001، أعلن وزير النقل والمواصلات د. إبراهيم الدميري- الذي أطاحته الكارثة من موقعه- في تصريحات إعلامية أنه طلب من رئيس الهيئة إنهاء وتجديد عربات الدرجة الثالثة بالقطارات وتبلغ 1250 عربة، بتكلفة استثمارية 1.5 مليار جنيه، على أن يبدأ تشغيلها أول مايو أيار 2001

انتهى شهر مايو وتعاقبت بعده الشهور، لكن شيئاً لم يتغير، وذهبت تكليفات وتصريحات الدميري أدراج الرياح. ولنستكمل تصريحات الدميري المنشورة في صحف 13 إبريل نيسان 2001، حيث أشار بعد حديثه عن تكليفاته لرئيس الهيئة إلى أن: عدد القاطرات المطلوب تجديدها تجديداً شاملاً يبلغ 455 قاطرة، وهذا العدد متراكم منذ عام 1992. وتسعى الوزارة إلى تجديد هذه القاطرات بالإمكانات الذاتية، ومن المنتظر الانتهاء من تجديد 40 قاطرة تجديداً شاملاً بورشات الهيئة في بولاق في إبريل 2002 بتكلفة شاملة للقطار تصل إلى 1.3 مليون جنيه


هل حدث هذا فعلاً؟ الشيء الوحيد الأكيد هو أن كارثة قطار الصعيد كشفت الأكذوبة وفضحت لعبة بيع الأوهام للمواطنين
ويبدو أن كل كارثة جديدة يفيق عليها المصريون تشبه الممحاة، التي تمسح الأكاذيب والأحلام الوردية الزائفة التي يبيعها محترفو الوهم، عبر تصريحات لو تمت محاسبتهم عليها لكانوا الآن وراء القضبان، أقله بتهمة الغش والتزوير والتدليس


إن د. الدميري لم يحقق شيئاً يذكر في مجال إصلاح المشكلات التي أشار إليها في كتابه الضخم "وزارة النقل: الوضع الراهن..رؤية مستقبلية". لقد تحدث الوزير السابق عن عدم كفاءة نظام الإشارات، وقصور الإنجاز في ورشات الصيانة، ونقص الخبرات، وتضارب الاختصاصات. وتحت عنوان "استراتيجية النقل" يقر د. الدميري بأن 5% فقط من البضائع في مصر يتم نقلها عن طريق السكة الحديد، وهي نسبة متواضعة للغاية، ولا تقارن بالنسبة الشائعة بين الدول وهي 25%. ويسجل الوزير السابق ملاحظة جوهرية عندما يقول: "ومن المنتظر أن يؤدي ذلك إلى زيادة إيرادات نقل البضائع بالهيئة دون أي استثمارات بحوالي 25%"



ووعد الوزير في استراتيجيته –التي لم ينفذها- بتكليف شركات خاصة لتنشيط أعمال النقل بالسكة الحديد. لم يفكر د. الدميري ولا من جاؤوا إلى الوزارة بعده في أن السكة الحديد تصنف على مستوى البيزنس بأنها من مشروعات Cash Center مثل البنوك والطيران والاتصالات. ومثل هذه المشروعات يتم استثمار مواقعها ومساحاتها في الخارج لتضم كافيتيريات ومقاهي ومعارض للفن وحتى الأزياء، ومطاعم وفروعاً للبنوك وشركات تأمين ودور سينما ومسارح ومكاتب للسفر والرحلات


هكذا يتم استثمار المكان، بعكس محطات السكة الحديد في مصر التي استولت عليها عصابات منظمة وجماعات بلطجة وسيطر على ما تبقى منها باعة جائلون. دعونا لاننسى أن محطات القطارات، وبالذات محطة مصر في ميدان رمسيس، كانت مسرحاً يرتع فيه مجرمون من عينة عصابة التوربيني، ليصعق الجميع بمعرفة جرائم قتل عشرات الأطفال واغتصابهم والتي ارتكبها رمضان عبدالرحيم منصور وشهرته "التوربيني" ومؤمن وشهرته "بَزازة" ومحمد السويسي وشهرته "حَناطة" وأحمد سمير عبدالمنعم وشهرته "بُقه"


لم يستثمر أحد موارد السكة الحديد وحصيلة بيع التذاكر والخدمات لتحويلها إلى مشروعات للاستثمار تعظم الربح وتضمن استمرار عمليات التطوير والصيانة. لم يهتم أحد بخطط ومشروعات كهربة السكة الحديد واستخدام الكهرباء بدلاً من الديزل، الأمر الذي يمكن أن يخفض كلفة الوقود إلى النصف تقريباً


ببساطة، لم يهتم أحد، لأن لا أحد يهتم!


ولعل الملاحظة الأولى التي يبديها تحقيق "نصف الدنيا" على قطار الركاب رقم (80) المتجه إلى الصعيد تذكرنا على الفور بمأساة القطار المحترق: "فلاحظنا أن أبواب القطار جميعها سيئة، وتجمعها صفة واحدة، أنها غير آمنة على حياة الركاب، منها الذي لايمكن إغلاقه ويظل مفتوحاً حتى نهاية رحلة القطار، وعدد آخر مغلق لايمكن فتحه، وهذه يعتبرها الركاب الذين ضاقت بهم المقاعد المشغولة وفواصل العربات المتكدسة مكسباً عظيماً، حيث يجلسون خلفها دون أن يزعجهم أحد. وهناك أبواب أخرى يمكن غلقها، لكن يجب الجلوس أو وضع الأمتعة خلفها حتى لاتفتح في أثناء سير القطار وتندفع من خلالها الرياح المحملة بالبرد القارس في الشتاء، والحر الزمهرير في الصيف، والأتربة في كل الفصول"

أما المصيبة الكبرى فهي تتلخص في عمود ورد في نهاية هذا الملف تحت عنوان "لعل المانع خير"، ليس أفضل من أن نقرأ ما فيه، إذ يقول: "عندما خصصت "نصف الدنيا" اثنين من محرريها مع مصورها الخاص لإعداد ملف شامل عن حركة القطارات وما يحدث فيها وبها على امتداد خطوطه، لم يكن ذلك إلا لأننا نفهم رسالة الصحافة حق الفهم ونعرف تماماً أن مهمتنا هي نقل الواقع بكل ما فيه، حتى ننير الطريق لمسؤولين من المفترض أنهم يفهمون رسالة الصحافة ويعرفون أن الصحفي باحث دوماً عن الحقيقة وأن حقه الدستوري في الحصول على المعلومات ثابت، وليس من حق أحد مهما كان منصبه أن يمنع عنه هذا الحق..نكتب هذا الكلام لأن رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر رفض أن يتحدث إلى "نصف الدنيا" ليعلق على ما ننشره اليوم على صفحاتنا بدعوى أن الوزير لم يصرح له بالحديث للصحافة
لم نفهم معنى العبارة الصدمة، فالمتحدث يشغل منصب وكيل وزارة، فهل يحظر على وكيل الوزارة أن يعلق على متابعات صحفية تدخل في صميم مسؤولياته إلا بتصريح من الوزير؟ وماذا لو كان الوزير غائباً كما هي الحال الآن؟ هل يقف الصحفيون في طوابير انتظاراً لعودة الوزير للحصول على تصريح يجيز لرئيس الهيئة الكلام، ثم هل يملك الوزير أن يحجب حق الصحفي في الحصول على المعلومة من مصادرها؟


نحن سوف ننشر ما لدينا من تحقيقات وصور تحتاج إلى جهودٍ كثيرة لعلاجها من هيئة السكة الحديد، وسوف يسعدنا جداً أن تختفي هذه السلبيات التي نرجو ألا تكون سبباً في امتناع رئيس الهيئة عن الحوار معنا، أو لعل المانع خير"
هل بعد هذا كله يمكن أن يستغرب أحدٌ عندما يعرف أن رئيس هيئة السكة الحديد المعني بالكلام هو نفسه المهندس أحمد الشريف، الذي وقعت الكارثة في عهده، وأن وزير النقل الذي نتحدث عنه هو د. إبراهيم الدميري الذي أطلق تصريحات وردية كشفت كارثة قطار الصعيد عدم صحتها


إن من حقنا أن نتساءل: لماذا ترفض الحكومة والأجهزة والهيئات المسؤولة في مواقع وقطاعات مختلفة قراءة الصحف والاستماع إلى تحذيرات وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة على حدٍ سواء، إلى أن تقع الواقعة ويدفع الثمن ضحايا أبرياء، فتفيق هذه الأجهزة من سباتها العميق ونومها الذي تغط فيه، وتطلق سيلاً من التصريحات والوعود البراقة بالإصلاح والمراجعة، قبل أن "تعود ريما إلى عادتها القديمة"؟!



"حوار الطرشان" بين الإعلام والحكومة تكرر كثيراً في السنوات الأخيرة، وأصبح عادة مستديمة؛ لأن الحكومات في مصر ترى أن الصحافة تبالغ أو تكذب أو تعادي ما تحقق على يدها من منجزات تدعو إلى الفخر لا المساءلة

فقد سبق للإعلام في مصر أن حذر من نذر الخطر وشبح الخطر في مواقف وأزمات سابقة، منها –على سبيل المثال لا الحصر- حال المساكن والمنازل المتداعية، إذ طالب البعض باتخاذ إجراءات مشددة لمراجعة أساسات المنازل خاصة المتصدعة منها، ودعت إلى تطبيق "كود مقاومة الزلازل" في جميع العمارات والمساكن الحديثة. وظلت هذه الأصوات صيحةً في واد سحيق، إلى أن وقعت كارثة زلزال أكتوبر 1992 التي هزت عدداً من محافظات مصر وأودت بحياة المئات. ونبَّه الإعلام أيضاً إلى مخاطر إقامة المنازل عند مخرات المياه إلى أن وقعت كارثة قرية درنكة في عام 1994 التي التهمتها كرة من لهب، فأحرقت سكانها النائمين بعد أن هبطت عليهم النيران المشتعلة من منطقةٍ مرتفعة لتحصد أرواحهم البريئة


وأطلقت الصحافة صيحات التحذير بشأن أزمات المياه والسيول، لكن الحكومة لم تبالِ بذلك حتى وقعت كارثة زاوية عبدالقادر في الإسكندرية. إذ إنه بتاريخ 4 ديسمبر كانون ثانٍ 1991 ومع نسمات الفجر والأهالي يغطون في نوم عميق في زاوية عبدالقادر، فوجىء السكان بالمياه تقتحم عليهم حجرات نومهم وبيوتهم بعد أن تسربت من خلال 4 فتحات في بطن جسر ترعة غرب النوبارية إلى نحو 150 متراً تجاه الزاوية والمناطق المحيطة بها وتصدعت مساكن الضحايا وتركتهم مشردين في العراء

وحذرت الأقلام الصحفية من تدهور مستوى الإعلام وبالذات التليفزيون المصري حتى أصبحت فضائحه على الهواء مباشرة، واكتفت ماسبيرو بالتشدق بمسألة الريادة إياها

ولولا الصحافة ما عرف الناس بفضيحة "لاظوغلي جيت"، إذ فجرت صحيفة "الوفد" عام 1988 تلك الفضيحة التي تورطت فيها قيادات وزارة الداخلية في ذلك الوقت. ونشرت "الوفد" وثائق تكشف تورط وزير الداخلية في ذلك الوقت اللواء زكي بدر في التجسس على أحزاب المعارضة ونواب رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين. وفي أعقاب الكشف عن وثائق تلك القضية في الصفحة الأولى، صدرت أوامر بتعديل أرقام ملفات تقارير التجسس على كبار المسؤولين، كما صدرت تعليمات مشددة بالرقابة على تداول الوثائق داخل مباحث أمن الدولة

إن هناك أمثلة أخرى لاتعد ولاتحصى، حاولت فيها الصحافة أن تكون عين الحكومة، لكن الأخيرة لم ترَ في مثل هذا النقد سوى صورة للعداء، ونسيت أنه لا الحكومة "شمشون" ولا الصحافة "دليلة"، وأغفلت حقيقة ساطعة مفادها أن هذا النقد كان محاولة للمساهمة في رفع مستوى الخدمات والمرافق وإعادة الاعتبار للمواطن وتحسين المستوى المعيشي وتوفير سبل الحياة الكريمة للمصريين، ونعني بذلك جميع المصريين، وليس فئة القادرين كما يحدث الآن

إنها رسالة الإعلام.. فهل تفهم الحكومة واجباتها؟!

gravatar

دكتور ياسر,

لا أجد ما اقول من تعليق على ماتكتب الا أن أشد على يديك, أشد على يديك لتنر لنا الذاكرة أكثر و اكثر, رغم ما يصاحب ذلك من ألم و غصة, غصة و ألم مبعثهما حب فطري للوطن.

تحياتي العميقة, و تقديري لكل ما تكتب.

gravatar

السيد طه


شكر واجب لك على اهتمامك وتقديرك

أعتذر لأن حديثي عن هذا الموضوعات قد يعيد إحياء جراح الماضي القريب..
لكن تطهير الجراح وعلاجها بطريقة سليمة يظل أفضل الطرق، إن كنا نريد أن يتعافى الوطن يوماً من أزماته وأمراضه المزمنة

gravatar

الاستاذ العزيز د. ياسر ثابت،
شكراً لهذا الملف الدامي. عدت لتوي من ألاسكندرية في زيارة قصيرة رأيت فيها العجب وتعلمت تعريف جديد لمصطلح "ألإهمال" وهو ="الحياة في مصر" وهذه لم تكن سمة الناس الفقراء أو عديمي التعليم وإنما من الغالبية العظمي من هذا الشعب الغني قبل الفقير فيه. شكراً لان حضترك وفرت عليٌ الكتابة عما عشته بنفسى في هذه الزيارة ويكفي الاشارة لما تكتبه

دمت بخير ومنحك الله الصحة وطول النفس في الاشارة لم إبتلي به هذا البلد من إهمال.

تحيات إسكندراني في بلاد الله الواسعة

gravatar

Iskanderani

أخي السكندري الجميل

تحياتي دائماً

لأنك تحب مصر بصدق، حزنت عليها في زيارتك الأخيرة

هي مصر التي نحبها كثيراً، ونريد لها أن تنال مكانتها التي تستحقها بين الأمم

نغار عليها ونحزن لتدهور حالها، ومهما غبنا عنها نظل متعلقين بها، بشوارعها وناسها، ونيلها وبحرها، ومقاهيها وحكاياتها، وساعة "العصاري"، وضياء الفجر فوق مساكنها

لهذا فقط نكتب ونفكر ونتأمل في واقع حزين، أملاً في غد افضل

gravatar

يحضرنى هنا بيتان لاحد شعراء المهجر اسمه نعمة قازان

غريب ارانى على ضفة
كأنى غيرى على ضفتى
فحتى السواقى اذا نغمت
كأن السواقى بلا نغمة


بالمناسبة يا دكتور احييى بشدة اختيارك لأغنية على الحجار...فهى من اجمل اغانيه التى احبها

gravatar

آخر أيام الخريف


بيتا الشعر يقولان كل شيء

أشكرك على إعجابك بأغنية علي الحجار. شخصياً، أحب هذه الأغنية وكلماتها المكتوبة بأسلوب ينم عن موهبة واضحة

gravatar

من مؤلف الاغنية يا دكتور؟؟؟ هل تعرفه يا ترى؟؟؟

بالمناسبة... ادعوك لتشريفى فى مدونتى حيث بدأت احياء ذكرى كارثة يونيو 67

gravatar

آخر أيام الخريف

تفتحين باب الجراح

إنه الصديق الراحل عصام عبدالله، الذي توفي في 21 مارس 1996، تاركاً وراءه مجموعة من الأغنيات الرائعة التي وضع كلماتها.. غير أن أجمل ما تركه هو "مريم" ابنته وحلمه الأخير

عصام عبدالله الذي يطوف في الذاكرة كأنه طيف، بابتسامته الحلوةوإحساسه النبيل، لم ينل حقه من التكريم

من أبرز أعماله:
مع محمد منير: "ووه بابا"، "حتى .. حتى"، "لو بطلنا نحلم نموت"، "سحر المغنى"، "الطول واللون والحرية"
مع على الحجار: "في قلب الليل"، "روحي فيك تروح"
مع أنغام: "وحدانية"، "من بعيد"
مع محمد الحلو: "يابوي يا مصر"
مع إيمان البحر درويش: "عرفتيني"

عصام عبدالله، الذي كان يردد كلمات أغنيته "يابوى يا مصر أما الواحد بيحبك حب"، خطفه الموت، لكنه أودع كلماته رحيق الحياة وطعم البقاء

gravatar

مش معقول يا دكتور....بجد مش معقول....!!!المسألة كده مش ممكن تكون توارد خواطر عادى ده احنا دخلنا فى مرحلة قراءة الأفكار

مش هقول لحضرتك انى كنت ناوية اكتب عن عصام عبد الله الاسبوع الجاى, ولا انى دلوقت حالا بسمع كان احساسى صحيح و قبلها الطول واللون و الحرية اللى بعتبرهم من اجمل ما سمعت فى حياتى...لأ... انا فعلا لسه كاتبة عنه يوم 28 مايو

هنا

http://reeeshkalam.blogspot.com/2009/05/6.html

هو ما سابش اى دواوين يا دكتور...؟؟؟انا سألت كتير جدا وللاسف اللى لسه فاكرينه زى حضرتك كده قلائل...اصله ما كتبش اغانى لهيفاء وهبى...!!!!

gravatar

آخر أيام الخريف

توارد الخواطر بيننا بشأن الشاعر الراحل عصام عبدالله أمر يسعدني

للأسف، لم يترك عصام عبدالله دواوين شعرية، لكنه ترك لنا كلمات أغان تعيش طويلاً

عصام عبدالله المولود في 14 أكتوبر 1955، من بدو الفيوم، شأنه في ذلك شأن الروائي حمدي أبوجليل الفائز بجائزة نجيب محفوظ. والد عصام كان يدرس الميكانيكا فى مدارس الصناعة التابعة لوزارة التربية والتعليم

إضافة إلى الأسماء التي ذكرتها لك من قبل، تعامل عصام عبدالله أيضاً مع فرقة المصريين ومحمد فؤاد وعمرو دياب، وهو الذي كتب الأغنية الخفيفة "الديك الشركسي" التي غناها الراحل يونس شلبي

عمل في مجال الإعلانات، وتعاون مع مخرجي الإعلانات طارق نور وشريف صبري ومحمد أبوسيف

تزوج من سيفتاب جابي، وأنجب ابنة وحيدة هي مريم

بالمناسبة، أغنية "روحي فيك تروح" تعود موسيقاها إلى تراث البربر في الجزائر، وجاء عصام عبدالله ووضع لها كلمات دالة وسهلة بإيقاع سريع ودافىء

معلوماتي أن الشاعر محمود رضوان يقاتل حتى الآن، أملاً في إصدار كتاب يحمل عنوان "شعراء محمد منير" يتضمن تفاصيل جمعها عن عصام عبدالله

إنها مأساة كثير من الشعراء والكتاب المخلصين: يشعرون بالناس، لكن لا أحد يشعر بهم

gravatar

رقصة شهية
هي الحياة
العشوقية والمعشقة
مرة فى مرة
حلمك هوا
يملى الدنيا بالزقزقة


صاحب هذه الكلمات قيمة لن تعوض...هو و مجدى كامل وعمر نجم وغيرهم من شعراء ذلك الجيل المظلوم الموهوب...رجاء يا دكتور اى جديد عن عصام عبد الله ادركنى به..!!!

gravatar

آخر أيام الخريف

شكراً لك لأنك جعلتني أكتب قليلاً عن الشاعر الغنائي الراحل عصام عبدالله، الذي لا يعرف كثيرون هذه المعلومات التي أوردتها. ولعل معظم هذه المعلومات الخاصة به تنشر لأول مرة، خصوصاً على الإنترنت


أتمنى أن أتمكن يوماً من كتابة تدوينة منفصلة عن هذا الشاعر الذي أحب الحياة ومات في سن الحادية والأربعين، بعد أن منحنا أعمالاً ونصوصاً جميلة مثله

أخي عصام، ما زال هناك من يذكرك ويتذكرك. تعرف أني لم أنس..تعرف أن مشكلتي الوحيدة -كما قلت لي يوماً- أني لا أنسى

سلام عليك يا عصام، سلام الأحبة المخلصين

gravatar

وأنا فى انتظار هذه التدوينة على أحر
من الجمر يا دكتور...وفى انتظار تحقيق وعدك بالكتابة عن قصتى كل من سهير فخرى و ميمي شكيب

gravatar

آخر أيام الخريف

حاضر، أنا عند كلمتي لك إن شاء الله

فقط، أثق في صبرك عليّ لحين الانتهاء من بعض الأولويات التي في رأسي لنشرها، لعله يكون في ذلك فائدة لمن يريد

لك كل المودة والتقدير

gravatar

دكتور ياسر

أرجو ان تتقبل منى هذه الهدية المتواضعة


روحى فيكى- تسجيل حفلة

http://rapidshare.com/files/241199038/__1585___1608___1581___1609____1601___1610___1603___1609_-__1581___1601___1604___1577_.mp3.html

gravatar

آخر ايام الخريف

شكراً لك على هذه الهدية الجميلة

لك خالص المودة

gravatar
Anonymous في 2:24 AM

د.ياسر ..رغم انه ملف موجع الا اننى اتابعه لأن كلماتك الموشومة بالالم ربما تطهر نفوسنا من الانانية واللامبالاة والخداع ..اشعرك سيدى من ذوى الاحاسيس المرهفة الذين لا يجدون متنفس من واقعهم الاليم الا بالكتابة ، لعلك تساهم فى صنع عالم مفعم بالآمال ..مابين حكوماتنا العربية جميعها وشعوبها المطحونة المسافة الفاصلة بين كوكبنا والمريخ ، لو كنت املك القلب القوى لاكتب عن ما يحصل فى بلادنا لوجدنا ان تاريخنا العربى الحديث متشابه ..مايثير دهشتى دائما هو مقدرة الشعب المصرى على اختراع نكت جديدة ، والضحك والقدرة على الابتسامة والقاء تحية الصباح ممزوجة بكلمات بطعم العسل ..ربتنى سيدة مصرية اصيلة "داد ام سيد" واطعمتنى سيدة عظيمة " ام محمود" وكن خير مثال فى بيتنا عن عظمة شعب يضحك والدمعة تلمع فى عينه ...مودة لك ايها الرائع ...ايناس المنصورى (ليبيا)

gravatar

إيناس المنصوري

أشكرك على متابعتك وحضورك الراقي


نعم، بلداننا تتشابه.. والتاريخ الذي أحكيه يعرفه البعض، لكنه للأسف لم يوثق بعد، لأن الناس على ما يبدو انشغلوا بحياتهم اليومية عن رصد ظواهر مهمة في واقعهم


شعب مصر يملك من عناصر الضعف ما يبعث على الاستغراب، ومن عناصر القوة ما يثير الدهشة

وفي اللحظة التي يراهن فيها الجميع على موت المريض، لا يستبعد أحد أن يقف على قدميه وينزع عنه أجهزة التنفس الصناعي والمحاليل، ويطلق نكتة تنتزع الضحك من القلوب

:)

gravatar
Anonymous في 2:33 PM

كلاكيت تانى مرة
تحياتى و ادعوك لقراءه هذه التدوينة
http://shayunbiqalbi.blogspot.com/2009/06/blog-post_07.html

لعلها تعجبك

gravatar

Sonnet


أشكرك على الرابط
قرأت واستمتعت بما كتبته عن الشيخ إمام عيسى، ذلك اللحن العبقري الذي أيقظ حماسة القصائد وأوقد شعلى المحبة

gravatar

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
احييك على مواضيعك و اسلوبك وطريقة طرحك لها ..
جزاك الله خيرا

http://alostazzz.blogspot.com/2009/06/blog-post_12.html

gravatar

مصطفى الجبالي


أهلاً بك صديقاً وقارئاً، وأشكرك على اهتمامك ومتابعتك

gravatar

تحياتى اولا لمجهودك و لكن اسمح لى مين اللى بيقرأ للأسف كلما نظرت حولى فى وجوه المصريين المهمومين بلقمة العيش و ايجاد مكان فى المدرسه لأولادهم و ايجاد فرصة عمل واو مكان فى المواصلات او حتى البحث عن اى مصدر لرسم البسمه على الشفاه و اللى زاد و غطى انفلونزا الطيور و الخناير كلما تفحصت فى هذه الوجوه ادركت ان كلامنا و نقاشاتنا و اختلافنا على النت بيضيع هباءا منثورا مافيش فايده من التحليل و وضع الأيدى على مصادر الفساد و الخلل ...للأسف المعنيين بالأمر مشغولين باشياء اخرى و احنا اللى على درجات متفاوته من الثقافه مستخبيين خلف شاشات الكمبيوتر لا حول لنا ولا قوة تذكر

gravatar

مش فاهمة


شكراً لك يا عزيزتي على تقديرك

قد أتفق معك -وأنت فيما أعتقد أستاذة وأكاديمية- في أن المصريين غرقوا في همومهم اليومية ولم يعودوا يهتمون بالقراءة والتحليل ووضع يدهم على الخطأ وسبل تصويبه

غير أن رأيي من دون مواربة هو أن المصريين هم ضحايا أخطائهم، ولا ذنب لأحد غيرهم في الوضع الذي يعيشونه. السلبية والإهمال والتقصير، والصراعات التافهة التي تهدر الوقت والمجهود، وانتظار التغيير من السماء، مثال على أخطائنا المؤسفة

كيف نهضت أمم غيرنا؟
بالعمل والإيجابية والصدق مع النفس، وروح النقد البناء، والعمل الجماعي، والتخطيط السليم

لم نتعرض لنصف ما تعرضت له ألمانيا أو اليابان أو كوريا قبل نحو ستين عاماً.. انظري أين نحن الآن من هذه الدول
موقفي واضح ومحدد: سأظل أكتب هنا حتى لو كان هناك قارىء واحد يتابعني

لن أيأس

بصراحة أكثر: اليائسون مكانهم القبور..لا الحياة

وأنا اخترت أن أقول الكلمة التي تبقى، ورفضت الانسياق وراء قطيع التفاهة أو الاستسلام للوضع القائم

مع مودتي وتقديري

gravatar

اعتقادك صحيح ..و لكننى لم اقصد التقليل من مجهودك و لكن اردت نقاش كيف يمكن ان يشكل مجهوداتنا رأيا عاما مؤثرا لم اقصد ان نستسلم اة نيأس و لكنى اريد ان يكون مجهودنا و وقتنا موجها و مؤثرا مش عارفه ازاى ياريت نفكر فى هذا الأتجاه ...مثال لما اقوله فى بريد الأهرام الجمعه الماضية و بالأمس موضوع هام و مؤثر عن بيت الأيتام اللى بيرعاه عاطف عبيد و زوجته و مدى توفيره لكل شئ فى هذا الدار من الأبرة للصاروخ و مايعانيه فقط هو عدم وجود امهات بديلات اى واحد مش بيتابع و مش عارف مين هو عاطف عبيد اللى ورطنا فى موال الخصخصه اياه و اللى لسه مخسر البلد قضيه بملايين الدولارات لأنه فى عهده كان عايز يبيع جزء من سيناء لرجال اعمال صهاينه و تسرع دون اللجوء للأمن القومى و لأنه و فى سلسلة تحليلاتك له دور قوى فى الفساد اللى عانيناه و مازلنا ....يبقى صدقنى لازم الناس المعنيه تعرف و تحس مش يتضحك عليها انا مش بادعى انى اعرف الطريق لكن بجد فلنبحث معا عن طريقه لأيصال كلامنا لرجل الشارع العادى

gravatar

مش فاهمة


أدرك جيداً نبل مقصدك، ولذا شكرتك على اهتمامك وحرصك على البحث عن سبيل للخروج من وضعنا الحالي

الذي أفهمه هو أن كل شخص منا مسؤول بقدر استطاعته وبحسب موقعه وسلطاته، فالتغيير والإصلاح يبدآن من الفرد، فالأسرة، ثم المجتمع. وإن استطعنا أن نرفض الخطأ ونوجه من نعرف في محيطنا اليومي إلى الصواب، فهذه خطوة مهمة

كشف الفاسدين أمر لا غنى عنه، حتى وإن وضعوا مساحيق التجميل لإخفاء عيوبهم. ود. عاطف عبيد مثلاً ارتكب أخطاء وهفوات يطول شرحها، وربما يحتاج إلى حياة جديدة بأكملها للتطهر مما ارتكبه بحق مصر وشعبها

صدقيني، الفساد موجود حتى في أوساط المثقفين والمتعلمين، ولو أن هؤلاء أحسنوا السلوك والتصرف، لسار معهم كثيرون في الشارع والمكتب والمدرسة والنادي..إلخ

التغيير باختصار يبدأ بأنفسنا، قبل أن يمتد إلى من حولنا

gravatar

د.ياسر
تحية لك سيدى على كل ما تكتب
قرأت آخر تعليق لحضرتك ، هو يصيب قلب النقطة السوداء
"نبتدى منين الحكاية " ،ده جزء من كل سيدى
لم يخط قلمك بعد عن القمح المهرب الملئ بالمواد الإشعاعية و الديدان و الغير صالح للإستهلاك الآدمى، و الذى يبلغ عن ورود شحنته فقط إن أراد أحد المستوردين الإطاحة بخصمه
لم يخط قلمك خلط بودرة " الميلامين / السيراميك " بالألبان ، و استخدام الفورمالدهايد للحفظ
لم يخط قلمك توريث "كليات القمة " كما يتندرون بها للإبن و الحفيد حتى أصبحنا نطلق عليهم العائلة الملكية
لم يخط قلمك " الدرج الموارب " لموظفى الإدارات ، لو لم تضع فيه " المطلوب " و تستغفر ، فلك أحدث أساليب التعذيب و طلوع الروح
الأنكت أن هناك فتوى أزالت من عليك وزر الرشوة لأنك تفعلها على سبيل قضاء حاجة !!!ـ
ما يحدث هنا فى الأسكندرية خلال الفترة الأخيرة ، مهزلة بكل المقاييس
سيدى ما تحدثت عنه هو نبذة مختصرة من أحوال لا شك ، أن لنا أكبر يد فيها
فـ "إن الله لا يغير ما بقوم ، حتى
يغيروا ما بأنفسهم "ـ
أليس كذلك ؟
مودتى و احترامى لك وقلمك المبدع

gravatar

فريدة


بداية، أعتذر لأن ضغوط الوقت والتزامات العمل لا تسمح لي حالياً بالكتابة عن موضوعات كثيرة أود لو أني أستطيع الحديث عنها

وفي جوهر المسألة، لست من أنصار الكتابة عن موضوع الساعة مثلما يفعل كثيرون، في اندفاع لا يضيف عادة شيئاً ولا يزيد عما تردده وسائل الإعلام

الفيصل عندي هو أن يكون لديك ما تضيفه، لا أن تكتب والسلام

سلام لك أيتها الفريدة، وسلام للإسكندرية التي تهب على الذاكرة مثل نسمة تضيء جنبات الروح

gravatar

نسيت أن أشكرك أيضا عن التعريف بالشاعر عصام عبد الله ، كل ما كتب بالفعل نقاط تمييز عن كثيرين
واختيارك لأغنية على الحجار وماجدة الرومى "مفترق الطرق "ـمن أجمل ما يكون
تحياتى سيدى

gravatar

فريدة

لا شكر على واجب

قد لا يعرف كثيرون مدى ارتباطي النفسي بأغنية "مفترق الطريق"، والشعوري بأغنية "روحي فيك تروح"

يسعدني أن يوافق ذوقك في الأغنيتين ذوقي الخاص

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator