المحروسة

gravatar

صورة مع الفرقة المنصورة



في شتاء عام 2010 كانت الاحتفالات الصاخبة ببطولة كأس الأمم الإفريقية في أنغولا حاضرة، وكذلك اسما علاء وجمال مبارك، نجلا الرئيس المصري حسني مبارك

"زي ما قال الريس منتخب مصر كويس".. "زي ما قال علاء وجمال منتخبنا كويس".. بهذه الهتافات التي غناها ورددها المطرب عمرو دياب مع 50 ألف شخص، تحول المهرجان الذي نظمه المجلس القومي للرياضة، بالتعاون مع اتحاد كرة القدم، مساء 5 فبراير 2010، باستاد القاهرة، بمناسبة فوز المنتخب المصري ببطولة كأس الأمم الإفريقية من تكريم المنتخب، إلى احتفال بعلاء وجمال مبارك

الطريف أن المقصورة الأمامية للاستاد غصت بضباط الشرطة وأجهزة سيادية أخرى، كذلك المئات من أمناء الشرطة الذين ارتدوا ملابس "مدنية" لتأمين جمال وعلاء



في بداية الاحتفال، صعد اللاعبون واحدًا تلو الآخر إلى المقصورة الرئيسية التي جلس فيها علاء وجمال مبارك لتحيتهما والتصوير معهما، واصطحب قائد المنتخب أحمد حسن ابنته والكأس الإفريقية للتصوير مع نجلي الرئيس، وكذلك وائل جمعة وابنه

وهكذا، تراجع الانتصار الكروي، ليخلي مكانه لسطوة السلطة ونجلي الرئيس



ولعل أهم فوز حققه منتخب مصر في البطولة الإفريقية في أنغولا، وهو الفوز على منتخب الجزائر برباعية نظيفة في المباراة التي أقيمت في 28 يناير 2010، كان فرصة جديدة لإعادة التذكير بالارتباط المتزايد بين منتخب مصر من جهة وعلاء وجمال مبارك من جهة أخرى. ففي أعقاب الفوز العريض، برر البعض هذا التفوق الكروي بإجادة اللاعبين المصريين وخطة المدرب حسن شحاتة، إلخ. وهناك أيضًا من تحدث عن إقامة المباراة في أنغولا، بعيدًا عن الشحن الإعلامي المعتاد بين المنتخبين

 غير أن البعض عزا الفوز إلى أننا "لم نستمع إلى لغط مذيع يتحدث عن "معركة مع العدو الجزائري"، أو نشهد حيرة الكاميرات وهي تبحث بشغف عن وجه جمال أو علاء مبارك ليتصدر المشهد حين يحرز الفريق المصري هدفًا، فقد كان بالإمكان أن نشاهد هذه المرة مباراة كرة قدم حقيقية بين فريقين يتنافسان بشرف للفوز ببطولة رياضية، وبين مدربين يحاول كل منهما إظهار تفوقه في رسم خطط وتكتيكات تمكنه من إحراز النصر، بدلا من شيء يشبه الحرب بين دولتين شقيقتين"

لنتذكر هنا أنه في قلب الأزمة الكروية بين مصر والجزائر اعتبارًا من نوفمبر 2009، وُجهت انتقادات إلى نجليّ الرئيس وتصريحاتهما لدى اندلاع الأزمة، ومن ذلك ما كتبه الإعلامي أحمد سعيد حين قال: "وكيف نصر في مكابرة هستيرية يقودها ولدا الرئيس وأحدهما يصرخ "بلا قومية".. وكأن القومية منحة من مصر للعرب.. بينما هي في الأصل مصلحة لمصر مع كل العرب" . وكان أحمد سعيد يشير إلى مداخلات على الهاتف أجراها علاء مبارك مع عدد من البرامج التليفزيونية، وأبدى خلالها غضبه من الجمهور الجزائري وانتقاده للمواقف الجزائرية


أما جمال، النجل الأصغر للرئيس مبارك، الذي يواظب على حضور المباريات المهمة والبطولات الكروية التي يكون المنتخب المصري طرفا فيها، فإن كثيرين يتذكرون تصريحه في أعقاب لقاء القاهرة بين المنتخبين والجزائري، حين قال "إن هناك العديد من الدروس المستفادة من المباراة، بينها أننا سنواصل الاهتمام بالرياضة لتخريج أبطال يحققون الانتصارات لمصر في كل المجالات وأتمنى أن نرى الفرحة التي رأيناها والتي جسدت الانتماء للدولة"

 
ربط لا تخطئه العين بين السياسة والكرة بخيوط من حرير



والمُلاحَظ أن هناك ربطا واضحًا في أذهان كثيرين بين الحضور الكروي لنجليّ الرئيس مبارك وبين القضايا السياسية والاجتماعية الأخرى، حتى إن البعض حاول استثمار هذه الحالة لحث نجليَ مبارك على المشاركة في احتواء الاضطرابات وتخفيف حدة التوتر في أنحاء مصر

الكاتب والسيناريست وحيد حامد كان واضحًا في طرحه لتلك القضية، إذ كتب قائلا:

"وقد توقفت طويلا أمام الأحداث الأخيرة والمفزعة التي نتجت بسبب مباريات كرة القدم والتنافس المشتعل ثم الفرح بالفوز الذي هو انتصار للإرادة المصرية والدليل القاطع على أننا نستطيع أن نكون عندما نريد أن نكون

"وقد كان السيدان علاء وجمال في طليعة المشجعين وهذا أمر طيب ومحمود على اعتبار أنهما من أفراد هذا الشعب الذي يتلهف إلى الفرحة ولمكانتهما في قلوب الجماهير بفضل أنهما أولاد الرئيس والضرورة تقتضي أن يشاركا الجماهير الفرحة.. وأيضًا المشاركة في المناسبات الاجتماعية والدينية.. والإنسانية والوطنية.. وأيضا المناسبات الحزينة التي تصيب الشعب المصري كله

"من المؤكد أن وجود السيدين علاء وجمال في الأماكن التي دمرتها السيول ومشاركة المنكوبين مأساتهم الإنسانية وهي من كوارث الطبيعة كان سيكون له أكبر الأثر الطيب والحميم في نفوس أهل مصر جميعا، قد يقول قائل ولكن الرئيس الأب فعل ذلك.. نقول وأيضًا الرئيس الأب شارك المنتخب الفرحة.. وجود السيدين في صعيد مصر للمشاركة في إخماد نار فتنة كادت تشتعل بسبب حماقة شخص مأفون صناعة الأعيان المهووسين بالزعامة والجاه والجبروت.. وجودهما في مكان وزمان هذه المحنة كان سيكون أصدق تعبير عن رفضهما لكل ما يهدد وحدة الوطن الواحد والمشاركة الفعلية لهموم الناس، ويؤكد تواصلهما مع الناس والإحساس بهم"

وسرعان ما تحول استثمار التألق الكروي من جانب قوى اجتماعية وسياسية أخرى، للحديث عن دور مطلوب وأكثر فاعلية لكل من علاء وجمال مبارك في القضايا المختلفة المرتبطة بالشأن العام. وفي هذا السياق يقول د. إبراهيم البحراوي، الكاتب وأستاذ الأدب العبري:

"إن ندائي لنجليّ رئيس الجمهورية علاء وجمال يصدر من واقع دورهما البارز في الحياة العامة. إن صورهما التي تصدرت حفل الاستاد مع منتخب مصر الفائز ببطولة إفريقيا للكرة يوم الجمعة الماضي ليست البرهان الوحيد على فاعلية الدور الذي يقومان به

 
 ويضيف د. البحراوي قائلا: "لقد شهدت تغطية قناة "الحياة" لوجودهما في غرفة الملابس مع الفريق بأنغولا في أعقاب الفوز، وشاهدت حماس جمال وإحساسه بالعزة وهو يهتف داخل الغرفة وكذلك إحساس أخيه الأكبر علاء

"إننا أمام حقيقة واقعة، وهي أن ابنيّ الرئيس يقدمان التشجيع والدعم الفعال للنهضة الرياضية بالحشد الإعلامي والجماهيري والمساندة المالية والسياسية المدعومة من القصر الرئاسي. إن قدرة هذين الرجلين الهائلة والواقعية على التأثير تدعوني إلى توجيه النداء إليهما بأن ينضما إلينا نحن أساتذة الجامعة لتشجيع قضية النهضة العلمية في الجامعات الحكومية فنحن نؤمن بضرورة حشد كل القوى الفاعلة والمؤثرة خلف هذه القضية، خاصة إذا كانت من الشخصيات ذات الاحترام والوزن"

على أن هناك من نظر إلى هذه المشاركة الكروية البارزة لنجليّ الرئيس المصري بعين النقد والقلق


gravatar

أصبح من الوجاهة السياسية البحث عن دور رياضي لأي ابن من أبناء أي أسرة حاكمة في العالم العربي ، وأي شخص يريد الاشتغال بالسياسة أو اشتغالها طبقاً للغة الجديدة..

ابن حافظ الأسد كان بطلاً رياضياً ، بعض أبناء العائلة المالكة الأردنية لهم أنشطة رياضية من بينهم الأميرة هيا بنت الحسين ..بعض أفراد العائلات المالكة بالفعل في أماكن أخرى من العالم العربي لهم مناصب رياضية وبعضهم رأس اللجنة الأوليمبية التي هي أعلى جهاز رياضي في أي بلد..

باسل الأسد كان يعد لأن يكون حافظ الأسد الجديد .. وكانت الرياضة بوابة لأن يظهر على السطح ويعرفه الناس أكثر ، فرصة لم تتح لبشار الذي فضل العمل في الحقل المعلوماتي وكان رئيساً للجمعية السورية للمعلوماتية قبل أن نجده هوووب في الجيش وثم هووووب رئيساً لسوريا..

ربما يستلهم نجلا الرئيس الوجاهة العربية والطموح السياسي لدى أصحاب تجارب أخرى خارج العالم العربي ، كبيرلسكوني صاحب حزب forza Italia وأندية رياضية كبرى منها الميلان ، ومشهود أبيولا الذي كان من أشرس معارضي النظام العسكري الحاكم في نيجيريا ودخل السياسة أيضاً من بوابة الكرة..

لكن من الصعب على أي شخص ، بمن فيهم نجلا الرئيس أن يكونا "أبيولا"!

أشعر أن كلام وحيد حامد في هذا الصدد "مضحك"..

gravatar

قلم جاف


أتفق معك تماما في قضية الوجاهة الرياضية التي يسعى إليها كثير من أهل السياسة، وسبق لي أن أشرت إلى نماذج مختلفة من السياسيين في العالم الذين ركبوا موجة الرياضة و امتلاك أندية كروية

شكرا لك على حضورك

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator