المحروسة

gravatar

الأقباط في المنتخب


كم اندهش من تابعوا مباراة مصر وزيمبابوي في نهائي مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الإفريقية في سبتمبر 1995، وهم يستمعون إلى عبارة رددها المعلق التليفزيوني والحكم السابق محمد حسام، حتى انطبعت في ذاكرة الجمهور حتى الآن. 
 فقد ساد التوتر في هذا النهائي المثير، وسط حالة تعاطف حقيقية مع "منتخب الهولندي رود كرول" بعد خروجه قبل بضعة أسابيع من تصفيات أتلانتا 1996 على يد نيجيريا. ووسط الأجواء المشحونة في هراري، يمر شريط أخبار أسفل الشاشة عرضه التليفزيون المحلي في زيمبابوي، معلنـًا عن مكافأة سخية بالدولارات للاعبي الفريق صاحب الأرض في حال فوزهم.
كان رد محمد حسام الذي اختلطت فيه الحماسة بالعصبية بأنه "ربما تكون الدولارات هي دافعهم الأول ولكن ربنا معانا"، و"إحنا معانا ربنا وهم معاهم الدولارات". ربما كان حسام بحاجة إلى صياغة جملته عشرات المرات قبل أن يوضح وجهة نظره البريئة، إلا أنها أوضح تعبير تليفزيوني عن المزج بين الجانب العقائدي وكرة القدم عرفه النقل التليفزيوني المصري. ولعل المثير للاهتمام هو تقسيم أرض الملعب صراحة إلى أخيار وأشرار، وهو تقليد حرص عليه عدد كبير من المعلقين الكرويين في المنطقة العربية.. كأنه فخ أدمن البعض السقوط فيه[1]!
وفي كأس العالم في إيطاليا عام 1990 رأى البعض أن عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو، حينما احتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة والثمانين من عمر مباراة مصر وهولندا، سجل منها اللاعب الملتحي مجدي عبد الغني هدف التعادل لمصر، فصرخ المعلق التليفزيوني محمود بكر قائلا في عبارة صارت مضربـًا للأمثال: "عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو".


وحينما فاز المنتخب المصري على رواندا في كيغالي في 5 سبتمبر 2009 في إطار التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، قالت صحيفة الجمهورية "ببركة رمضان منتخبنا كسبان"، وخلال بطولة كأس الأمم الإفريقية في غانا 2008 أطلق الإعلام على الفريق المصري منتخب الساجدين لأن اللاعبين يسجدون شكرًا لله بعد كل هدف، وعقب نهاية كل مباراة.
تزامنت مباراة مصر ورواندا مع حلول شهر رمضان، فانشغل كثيرون في مصر بمسألة فتوى إفطار اللاعبين وهل يتم الأخذ بفتوى الأوقاف التي تبيح إفطارهم لأنهم يؤدون عملا بأجر ويجب على اللاعبين عدم الصوم إذا أمرهم رب عملهم بذلك للقيام بالعمل؟.. وحين قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذه الفتوى، صدرت فتوى أخرى بجواز الإفطار؛ بدعوى أن اللاعبين في رواندا على سفر.. ولهم حق الإفطار والله يحب أن تؤتى رخصه.
غير أن الحقيقة التي يغفلها البعض هي "أن عدالة السماء لم تهبط على باليرمو، وإنما عرقل المدافع الهولندي كومان حسام حسن، واحتسبت ركلة جزاء أحرز منها مجدي عبد الغني هدفـًا.. ولا نحن كسبنا رواندا ببركة رمضان وإنما بهدف أحمد حسن وبعد نزول محمد بركات الذي غيَّر شكل المنتخب وأعاد الاتزان والفاعلية الهجومية للفريق".
وهذا صحيح إلى حد كبير، فلعبة مثل كرة القدم لها عناصر ثابتة، من المهارات الأساسية واللياقة البدنية والأداء الجماعي، إلى الخطط التدريبية المناسبة وقراءة الفريق المنافس.
 وكان منطقيـًا أن ينادي أحدهم بالعودة إلى أرض الواقع ووضع "كرة القدم في مكانها رياضة جميلة وهي الأكثر الشعبية في كل أنحاء العالم، لا أكثر ولا أقل.. وليس لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد.. ولا عدالة السماء تتدخل من أجل فريق رياضي في مباراة رياضية.. ولا رمضان له أية بركة على فريق كرة قدم حتى ولو كنا ندعو الله.. أو لعب اللاعبون المباراة وهم صائمون وموحدون"[2].
وطرح الكاتب الصحفي والروائي يوسف القعيد تساؤلا فجَّر نقاشـًا واسعـًا في الإعلام المصري.
يقول القعيد: "سألت نفسي: هل يتابع المصريون - مسلمين ومسيحيين-  مثل هذه المباريات؟ وإن كان هذا صحيحـًا فهل في الفريق القومي المصري أبطال كرة من المسيحيين؟ هل أتقدم في اعترافاتي درجة أكثر جرأة، وأقول إنني بعد هذا، وعندما شاهدت مباراة مصر مع الكاميرون لاحظت اللاعبين. إن اللاعب قبل أن يشوط الكرة في الجون، كان يتمتم بآيات من القرآن الكريم. وإن حدث وجاء جون. فإن كل اللاعبين يسجدون علي أرض الملعب في صلاة جماعية. سألت نفسي - والنفس أمارة بالسوء - هل الفريق كله من المسلمين؟! إن الجهل في هذه الحالات قد يكون نعمة. وأنا لم أشاهد أي لاعب يرسم علامة الصليب، مع أن مصر عرفت من لعيبة الكرة من المسيحيين هاني رمزي الذي كان في الأهلي ثم احترف وأصبح لاعبـًا مهمـًا في الفريق القومي، ثم اعتزل والآن يعمل في مجال التدريب.
"خجلت من سؤال أي صديق عن حكاية "أديان" من يلعبون باسم مصر. خفت من مجرد طرح السؤال. لذلك قررت الكتابة وأجري على الله"[3].
وقبل أن تشتعل حرائق كامنة، جاء الرد على ما أثاره يوسف القعيد بشأن الدين وكرة القدم، وأنه لم يكن هناك أي مسيحي ضمن لاعبي منتخب مصر الفائز بكأس الأمم في أنغولا. فقد قال نقاد رياضيون إنه لم يكن هناك لاعب واحد يحتاجه المنتخب واستبعده حسن شحاتة لأن هذا اللاعب قبطي. واستعادت الذاكرة الرياضية في مصر أجواء مونديال ١٩٩٠ حين كانت قلوب المصريين جميعهم مأخوذة ومعلقة بالنجم الشاب هاني رمزي، "الذي كان ولا يزال قبطيـًا لكنه بالنسبة للجميع سابقا والآن لاحقـًا هو واحد من نجوم مصر الكبار.. ولو كان لاعب قبطي هو الذي جاء بالانتصار لمصر في هذه البطولة بدلا من جدو لكان سيحصد نفس الفرحة والاهتمام وكانت صوره ستملأ كل مكان وكل شارع وميدان في مصر"[4].


ويعد هاني رمزي، نجم دفاع مصر، أبرز اللاعبين المسيحيين في تاريخ كرة القدم المصرية، وساهم مع المنتخب المصري في تحقيق انتصارات عدة، حيث شارك في 124 مباراة دولية. وإضافة إلى مشاركته في مونديال إيطاليا 1990، فإن لرمزي دورًا بارزًا في حصول المنتخب المصري على كأس الأمم الإفريقية 1998، وقد اختير مديرًا فنيـًا للمنتخب الأوليمبي بعدما كان مدربـًا عامـًا لمنتخب الشباب الذي شارك في كأس العالم 2009.
ويقول هاني رمزي إنه كان يرسم الصليب دائمـًا قبل خوضه أي مباراة، "لكن في مباراة مصر وهولندا في كأس العالم 1990 جاءت الكاميرا عليّ وأنا أنزل أرض الملعب وأنا أقوم بالتثليث، وكان الكثيرون لا يعلمون أني مسيحي، خصوصـًا وأن اسمي هاني رمزي جودة جاد الله ولم يكن يدل على ديانتي، وبعد عودتي من كأس العالم كان لأول مرة يتم سؤالي عن ديانتي"[5]!
ويدحض هاني رمزي الاتهامات الموجهة إلى حسن شحاتة بشأن اضطهاد اللاعبين الأقباط فيتساءل قائلا: "أين هم اللاعبون الأقباط أصلا حتى يختار منهم المدير الفني؟!"، وهو أمر صحيح، إذ إن ظاهرة اختفاء اللاعبين الأقباط من الملاعب الرياضية في مصر باتت واضحة بشكل لا يقبل الجدال، فالدوري المصري في موسم 2010- 2011 يضم لاعبين قبطيين فقط من ضمن 400 لاعب مقيدين في سجلات الأندية الـ16 المشاركة في المسابقة، والاثنان هما حارسا مرمى: الأول هو ناصر فاروق حارس نادي بترول أسيوط والثاني هو عماد فريد شوقي حارس مرمى طلائع الجيش.


ضعف المشاركة لم يكن وليد الموسم الكروي المذكور فقط، بل إن عدد اللاعبين الأقباط المشاركين في أندية الدوري الممتاز في مصر خلال نحو ثلاثة عقود (1980-2010) لم يتعد ستة لاعبين فقط، هم محسن عبد المسيح لاعب الإسماعيلي والترسانة السابق، وهاني رمزي نجم الأهلي ومنتخب مصر، وأشرف يوسف في المنيا والزمالك، وناصر بولس في المحلة، إضافة إلى الحارسين سالفي الذكر في بترول أسيوط وطلائع الجيش. الأزمة لا تقتصر على اللاعبين الكبار المقيدين بالفرق الأولى بل تمتد إلى قطاعات الناشئين في الأندية الأخرى داخل مصر[6].
وهذا أمر يدفع إلى التفكير مليًا في هذه الصورة وحل ألغازها الغامضة.




ومع ذلك، فإن هذا العدد القليل من اللاعبين ضم مواهب يصعب إغفالها، مثل محسن عبد المسيح، لاعب الإسماعيلي الشهير في ثمانينيات القرن العشرين، والذي عُرف عنه السرعة والحرفية في الملعب. حلم هذا اللاعب كثيرًا وطويلا بارتداء فانلة منتخب مصر لكرة القدم، ولكن ذلك لم يحدث، وهو ما عزاه في تصريحات لاحقة إلى كونه قبطيـًا، قائلا بكلمات لا تخلو من شعور بالمرارة: "كان هناك مسلمون يقولون لي أنت أحق بالاختيار في المنتخب، لكنك منعت لأنك مسيحي". محسن عبدالمسيح، أو "سيحه" كما يناديه البعض، يرى أن "هناك تعصب ضد المسيحيين في الكرة بنسبة 20٪"، وقال عن تجربته الشخصية: "بعد كابتن (عبده صالح) الوحش درب المنتخب Mr Smith ولم يخترني وأنا كنت من أفضل الباكات لفت في مصر والشعب المصري كان كله يتساءل، وجاءني مسلمون وقالوا لي إنهم لم يختاروني لأني مسيحي"[7].

باب التساؤلات الذي يفتحه مثل هذا الكلام يتطلب التفكير لا الزعيق، والنقاش لا

 الكتمان، والمنطق لا الجدل

 ويبدو أن الآراء تتعدد وتتباين في تفسير الحالة التي نحن بصددها، وفي كل رأي قد

 نجد ملمحـًا من الحقيقة، وليس الحقيقة المجردة

وهكذا نجد من يأخذ على الأقباط السلبية بعدم تشجيع أولادهم على الانضمام إلى 

الأندية ومراكز الشباب، وهناك أيضـًا من يشير إلى وجود تمييز ديني في مجالات

مختلفة، تبدأ بالرياضة ولا تنتهي بمناصب الدولة المختلفة. ويتحدث هؤلاء عن

قبول بعض الاعبين الأقباط في المراحل السنية الأولى، ثم استبعادهم بعد هذه

المرحلة. فريق ثالث يتحدث عن  شيوع حالة من الإحباط في ظل عدم ترسيخ مفهوم

 المواطنة لدى المجتمع بأسره، كذلك تركيز بعض وسائل الإعلام على الجانب الديني

 في الرياضة أكثر من الموهبة[8].



هوامش
 


[1] خالد يوسف، أهم 15 جملة تعليق مصرية على مر العصور من لطيف حتى عبده!، http://filgoal.com/Arabic/News.aspx?NewsID=57855، 20 يوليو 2009.
[2]  محمد حمدي، تديين الكرة.. بركة رمضان.. وعدالة السماء!، جريدة "اليوم السابع"، القاهرة، 6 سبتمبر 2009.
[3]  يوسف القعيد، هل يشجع المسيحيون فريقنا القومي؟، جريدة "الدستور"، القاهرة، 3 فبراير 2010.
[4] ياسر أيوب، انسوا المنتخب فقد عاد الدوري والأهلي والزمالك.. يا أهلا بالمعارك، جريدة "المصري اليوم"، القاهرة، 5 فبراير 2010.
[5] أحمد باشا، هاني رمزي: لو لم أكن لاعبًا لأصبحت قسيسًا.. تمنيت السجود مع المنتخب، مجلة "روز اليوسف"، القاهرة، 6 فبراير 2010.
[6] وائل سامي، غياب اللاعبين الأقباط.. هل سببه التمييز الديني أم غياب الموهبة؟، مجلة "روز اليوسف"، القاهرة، 6 فبراير 2010.
[7] أسماء نصار، اللاعب المسيحي مضطهد بنسبة 20%، مجلة "روز اليوسف"، القاهرة، 6 فبراير 2010.
[8]  نور قلدس، جووون في ملعب التعصب، سلسلة "الأقباط والرياضة"، كتاب "وطني"، القاهرة، 2010.




gravatar

د.ياسر
أولا كل عام و انت بخير برغم بدايته المحزنة البغيضة لكن لندعو الله ان نتحلى جميعا بالعقل قليلا كى لا تحدث الكارثة.

أما عن الأقباط فى الرياضة عموما فعن نفسى لم أعرف أن هاني رمزى هو قبطى إلا مؤخرا وحقيقة فإن رأيى فيه لم يتغير بأنه إنسان محترم هادئ و عاقل . لكن يظهر أن هذا ليس رأى كثيرين - وهذا شئ محزن محزن- يستبعدون إنسانا من فريق *لعب* لديانته ونسوا أو جهلوا أنه فى عصور الإسلام السمحة الزاهرة كان الوزراء و الأطباء المقربون مسيحيين و يهودا أيضا

أنت تكلمت عن ارجاع الإنتصارات الكروية و أى مكسب فيها للدين( الإسلامي بالذات طبعا) و التدين . مما ذكرني بموقف شخصى -أسوأ- تعرضت له و أنا فى المرحلة الإعدادية أوالثانوية أوائل التسعينات ..فى المدرسة وجدت من تقسم أن أحد أقربائها فى حرب أكتوبر رأى الملائكة تنزل من السماء والجنود يرفعون العلم!! للوهلة الأولى أحسست بدش بارد على رأسي !! لو أن الملائكة نزلت فنحن لم نحارب بل هم !!! ونحن لم ننتصر بل هم !! إذن أقاربي ممن استشهدوا ... راحوا بلاش ...ما الملايكة هى اللى حاربت بقى !!
قاومت فكرة نزول الملائكة وقتها لكنها لم تقتنع .. وسمعت الفكرة مرة أخري بعدها بسنين وكنت على نفس قناعتى ان الملائكة لم تحارب لنا
.. من المسئول عن أقناعنا أن التدين - وبدون بذل أى مجهود اخر من أى نوع عدا الصلاة و الصوم و (قراءة القرآن)-سيوصلنا للأحسن .. من المسئول عن اقناعنا اننى لا نحتاج للعلم و العرق و الجهد وإعمال العقل.

على فكرة أنا مسلمة لكن أصارحك أنى إستهجنت موضوع منتخب الساجدين و سجدة كل جول . رأيته نوع من الإبتذال لا يليق بديننا وقد أكون مخطئة لكن الأهم أنه فى ظل جو محتقن فهو لا يفيد كثيرا .

سيدى الموضوع هذه المرة و فى ظل الأجواء الحالية زادنى حزنا لكن اشكرك على القاء الضوء على نقاط قد لا يراها أو يلاحظها البعض ممن لا يهتمون كثيرا بالكرة .لعلنا نتعلم لنعي ما نفعل

مودتى و تقديري

gravatar

MMM!

كل عام وأنت بخير وفي أحسن حال

سواء أكانت قضية التمييز الديني في ملاعب الكرة، من الحقائق أو المبالغات، فإن مثل هذه الشكوى والشكوك تشير إلى وجود مشكلة أو احتقان يتعين معالجته بحكمة وشفافية موضوعية

نحن نفعل الأشياء، ولا نفسرها للناس، مع أن من واجب كل شخص مسؤول في موقعه أن يتسم أداؤه بالشفافية التامة، فيقدم للجمهور معايير واضحة لخياراته وقراراته


هنا بيت الداء يا صديقتي!

gravatar
Anonymous في 6:17 AM

عذرا استاذى الفاضل فهذا الوقت سيئ للحديث عن مثل هذه الامور البلد على صفيح ساخن وواجبنا تهدئه الامور وليس العكس تقبل تحياتى

gravatar

Anonymous

أشكرك على رأيك الذي لا أشك في أنه نابع من شخص يفهم جيدا معنى المواطنة.. لكن ما كتبته هو أحد أوجه الاحتقان الذي لا بد من مناقشته، وإزالة أسبابه، سواء أكان نتيجة سوء فهم أو سوء ظن

كما ترى، فإن لكل رأي عرضناه، وجها آخر من الحقيقة، يطرحه رأي مقابل.. وعلينا أن نتقبل اختلاف الآراء بصدر رحب وعقل منفتح، بدلا من التكتم الذي يزيد الوضع سوءا

تأكد أنني مثلك، أريد وطني الذي أحبه قويا، ومتماسكا، وقادرا على إدرة الأزمات ومواجهة التحديات بكل حكمة

وهذا يتطلب أولا واخيرا قدرا كبيرا من النزاهة والشفافية والديمقراطية

مودتي وتقديري

gravatar

لو الدين يبقى جوه الجامع و الكنيسة و بره يبقى فيه العقل و المنطق و العلم و المعاملة الحسنة و بس

لو نفضل الدين عن السياسية

لو نبطل دروشة

حالنا ح يكون افضل

gravatar

Tears


الدين يعني السلوك والمعاملة

وجزء العبادات في الدين صغير مقارنة بجزء المعاملة

فإن لم ينعكس الدين على السلوك فلا معنى للاكتفاء بالعبادات

والدين عمل، وعلم، وقبول للآخر بغض النظر عن دين ومعتقدات وجنس وجنسية هذا "الآخر"

هذا هو لب المشكلة يا عزيزتي

gravatar

كلام جميل وموثق. من زمان كنت عايز أكتب في الموضوع ده ومكسِّل أو خايف أُتّهم بالـ"تلكيك". إحدى نتائج هذا الموضوع مثلاً (والبعض سيزعم أنّها إحدى أسبابه) هو تحوّل جزء من النشاطات الكنسيّة إلى النشاط الرياضي، كمكان "موازي" ليمارس فيه المسيحيون المصريون ما يُحرمون (أو يظنون أنّهم يحرمون) منه في الخارج.
أنا كنت من زمان بادوّر على إحصائيّة لعدد المسيحيين في الدوري العام، بس الرقم ٦ خلال ٣٠ سنة صادم جداً. مع ذلك، ما يبشِّر بالخير هو أنّ المناصب "الحساسة" (كحراسة المرمى والدفاع) لم تُمنع عن اللاعبين الأقباط.

أنتظر من يأتي ليتحدث عن "وحدة الصفوف" وأهمية اجتماع الفريق لقراءة الفاتحة، أو ربما عن "التشكك في ولاء اللاعب للمنتخب إذا ما قابل فرقة أجنبية مسيحية"... مين عارف؟

gravatar

R:


لا بد أن أقول لك إن تعليقك ينم عن شخصية تتسم بالوعي والنضج معا. أعرف بشكل عام أن هناك نشاطا رياضيا وكرويا ترعاه الكنيسة (هل لديك أرقام موثقة؟)، لكن السؤال هو: لماذا اختار الأقباط الابتعاد عن ممارسة الرياضة (وبالذات كرة القدم، موضوعنا هنا) في الفرق والأندية الرياضية؟

أخشى القول إنه حتى في حالة وجود شعور بالتمييز أو حتى الاضطهاد، فإنه ليس معقولا ولا مقبولا أن يستمر هذا الابتعاد والانعزال عن الساحة الرياضية العامة. ولا أظن أن جميع مدربي أو مديري الفرق الكروية سيرفضون مواهب واضحة لمجرد أن أصحابها أقباط

هناك مشكلة، وربما يكون الخطأ مشتركا من الطرفين، لكن على الأقباط ألا يعالجوا المشكلة بالابتعاد والانعزال


يا صديقي، إنها مصرنا جميعا

gravatar

ليت الأمر يقتصر على الرياضه
ولكن السوس نخر كل شىء حتى العلاقات الأجتماعيه

gravatar

soly88

للأسف، الرياضة مرآة المجتمع، بقوته وضعفه، وعافيته وانهياره

الرياضة تعكس سوء الظن، وروح التعصب، وسياسة الإقصاء

وليس من قبيل المبالغةالقول إن جزءا كبيرا من مشكلاتنا التي تكبر وأزماتنا التي تقع، سببه سوء الإدارة وغياب التخطيط، وفقدان الحكم الرشيد على الأمور والظروف

gravatar
Ashraf في 8:42 PM

تحليل يخلو من العمق و فيه تسييس للمجال الرياضي و عدم معرفة بتفاصيله تاريخيا في رأيي
مصر طول عمرهاحتي من قبل الفتنة الطائفية و أيام التسامح الديني
لم تعرف لاعبين كرة أقباط علي مستوي الدوري الممتاز إلا فيما ندر
الأقباط أعتقد كانوا بيفضلوا رياضات أخري زي الباسكت مثلا اللي تواجدهم فيها كان أكبر تاريخيا

و لما يكون فيه لاعب قبطي كويس بيتاخد و بيتنجم عادي جدا و حالة هاني رمزي واضحة كان نجم كبير و كابتن منتخب مصر و محبوب و محترم من الجميع أما حالة محسن عبد المسيح ففنيا ماكانش لا اللاعيب الكبير قوي ولا المميز عكس مايدعي الكاتب و عدم ضمه للمنتخب شئ عادي و مش محتاج تفسيره بمؤامرة طائفية

و كان فيه لاعبين في مركزالباك ليفت أفضل منه زي ربيع ياسين و آخرين
ثم هو نفسه قايل إن المدرب الأجنبي الويلزي مايكل سميث لم يضمه هو الآخر...إيه الطائفية ضد الأقباط وصلت ويلز برضه؟

و أصلا أنا بشك في صحة الرواية المنسوبة إلي اللاعب في المقال و إنه إشتكي من طائفية و زمايله أكدوا له ده...أنا أزعم إن ثقافتي الرياضية كبيرة و عمري مامرت عليا تصريحات زي دي

الناس شكلها سيطرت عليها فكرة إضطهاد الأقباط وبتدور عليها في كل حاجة و أي حاجة لكن في الكرة تبدو العملية غير مقنعة لأنها ماتزال من الأنشطة القليلة جدا في مصر اللي لسه الأمور فيها بتدار بمنطق الكفاءة و الحساب والمسائلة حسب الأداء والإمكانيات والنتائج و الأداء... اللي وحش بيتقلش و الكويس هو اللي بيكمل لأن نجاح المدرب من نجاح اللاعب و نجاح الإداري من نجاح الإثنين وكله متعلق في مركب واحد و الجماهير بتحاسب علي النتايج

gravatar

Ashraf

أولا: كل عام وأنت بخير

ثانيا: أشكرك على تعليقك وأعدك بأن أجتهد أكثر لكي يتحسن مستواي في الكتابة والتحليل وقراءة التاريخ

لكن عندي رجاء حار لك: أعد قراءة الموضوع من فضلك، ثم اقرأ تعليقك لتجد أنك كنت تقول ما ورد في المقال، مع استثناءات محددة

الحقيقة أنك كررت معظم الموجود في المقال.. ثم اعتبرته ردا!


لقد أوردتُ، مثلا، تساؤل هاني رمزي: "أين هم اللاعبون الأقباط أصلا حتى يختار منهم المدير الفني؟!"، وأشرتُ إلى رأي النقاد الرياضيين الواضح الذي يفند هذا الوجه

محسن عبد المسيح من الأمثلة التي دار حولها نقاش طويل، وقد كان بالمناسبة من اللاعبين المميزين جدا في الإسماعيلي والدوري المصري. والرجل يقدم رؤية مخالفة لكلام هاني رمزي

لا داعي للشك. يمكنك قراءة الحوار في موقع روز اليوسف:

http://www.rosaonline.net/Weekly/News.asp?id=43020


نصيحة شخصية: أرجو أن تكون أكثر هدوءا وموضوعية عندما تدخل في نقاش، وتعلم قبول الرأي الآخر، حتى تستفيد وتفيد

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator