المحروسة

تدوينات من الأرشيف

gravatar

عن النساء..وحنين الكمان












إلى رات: أسئلتك "تاج" على رأسي



نكهة العطر التي تفضلها على جسد المرأة: سكر، بهار، أزهار؟

أحب رائحة الجسد الأنثوي من دون أي إضافات.. فهذا العطر النفاذ الذي يمنحه لنا جسد من نحب أحلى من السكر وأشهى من البهار وأزكى من الورد

في عالم الكائنات الحية تكون الرائحة أحياناً هي النداء..لغة المواعدة وصيغة الإغراء التي تتعطل معها لغة الكلام. وفي عالم الشوق تفوح من جسد حبيبتي أبخرة عطرية تمتزج فيها الأنوثة بالبساطة فيولد عطري المفضل الذي يقفز إلى ذاكرتي حتى وإن كنت بعيداً عنها.. رائحة تمنحني حصانة ضد أي عطور مضادة تحاول الدخول على الخط

الجزء الذي تفضّله في جسم المرأة؟

لكل جزء من جسد حبيبتي عنوان بريدي خاص أتبادل معه الرسائل


يمكن أن أكون دبلوماسياً فأقول: العينان.. فالعين مرآة الروح التي تنفذ منها إلى أعمق نقطة في محيط المرأة.. والنظرة تفرض بحميميةٍ أشد رغباتنا سريةً.. وعينا الحبيبة هما الوحيدتان القادرتان على أن تؤاخيا بين جميل بثينة ولويس أراغون

ويمكن أن أكون جريئاً فأقول: النهدان.. فالنهد إله صغير يحب الطاعة.. وإن أطعته منحك من دون حساب..وهو غذاء الصغير وغواية الكبير..والآية التي تمتليء دهشة في جسد الأنثى..وهو الخريطة التي لم يرسمها بعد أي رحالة أو مسكتشف.. لأن دروبه وانحناءاته المرهفة أكثر من أن تحصى وجناته أجمل من أن توصف وأنهاره أحلى من أن نكتفي منها برشفةٍ هادئة

ويمكن أن أكون صادقاً فأقول: العقل.. ففي رأيي أن المرأة التي تستحق حبي هي تلك التي تدفعني إلى الاستماع بإعجاب إلى أفكارها وآرائها وأحاسيسها من دون أن تشوش على راداراتي تفاصيل أنوثتها

في حال جاء يوم مُنع فيه استعمال كلمة "أحبك"، ما هو التعبير الذي تستخدمه لتعبّر لها عن مشاعرك وتقول إنك تحبها؟

لا أحد يستطيع أن يصادر اسم الوردة


ثم إن كلمات الدنيا لا تكفي لتقول لحبيبتك إنك تحبها


شخصياً..ستتكفل نظرة عيني وابتسامتي بإبلاغها ما أريد قوله من دون كلمات وحسبي أن تنطق شفتاي لها بكلمتين: "أنتِ..وبس"

وفي أقدس كتب الحب ستقرأ حبيبتي معي أن السبيل الوحيد لنا كي نحلق فوق الغيوم أن يعانق أحدنا الآخر..ساعتها سيكتسب البحر لون زرقته الفيروزية وتكتسي الأشجار بأرقى درجات اللون الأخضر..ويأخذ الكون ألوانه منا

ما هو شعورك إذا أخذت هي زمام المبادرة؟

هاتوا لي امرأةً تأخذ زمام المبادرة وأنا أغزو العالم

فالمرأة التي تبادر هي ضرورةٌ كونية..أما تلك التي تترقب الخطوة التالية وتستلذ بفاكهة الانتظار فهي لا تدرك حقيقة أنه لا حياء في الحب أو الفراش

وعندما تملك المرأة قرارها ستكون صاحبة المبادرة.. ليتغير عندها شكل الدنيا ولون الوردة وحال الرجل.. لقد بادر الرجال كثيراً وطويلاً وحان وقت المرأة كي تلتقط صوراً جديدة للحياة ومذاقاتها التي غابت عنا

المبادرة نوعٌ من الثقة وليست درجةً من التهور.. هي الإيجابية في أنقى صورها وليست قفزةً في الفراغ

أتمنى أن تدرك المرأة يوماً أن الرجل لن يسيء فهمها إن هي أخذت زمام المبادرة والمبادأة.. ففي التاريخ والكتب المقدسة نكتشف نماذج كثيرة لنساء تزوجن من أنبياء بعد أن أخذن الخطوة الأولى: امرأة النبي موسى..وخديجة بنت خويلد..وكثيرات غيرهما


وعلى النساء أن يدركن صحة بيت الشاعر القائل


وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

لا تستطيع الاستمرار في علاقتك معها، بأي وسيلة تخلّص عليها؟

النهايات ليست كلها مأساوية.. فبعض لحظات النهاية ليست سوى إعلان عن ميلاد جديد


ولا أفهم حتى الآن لماذا يصر كثيرون على أن تكون النهاية جرحاً نازفاً أو غائراً في الذاكرة.. وتحت مظلة التفاهم يمكن للوداع أن يكون بهياً بدلاً من أن يظل غبياً..الغياب له أصوله وأسبابه.. أما طريقة فيروز في "حبوا بعضهن..تركوا بعضهن" فهي قاسيةٌ ومؤلمة


لماذا نهدم الجسور ونحرق الصور الخاصة ونلغي الرسائل الإلكترونية المتبادلة ونرمي الهدايا البسيطة في سلة المهملات لأننا قررنا أن نترك من نحب.. نستطيع أن نقول وداعاً من دون أن نجرح.. يمكننا أن نتحدث عن القرار وأسبابه بعيداً عن الصراخ وربما الدموع.. فإن جفت وردة المشاعر وذبلت الأحاسيس علينا أن نتفهم ذلك وأن نعرف أن الحب لا يعترف بصيغة التعايش السلمي

وإن تسللت البرودة إلى أجسادنا وتسرب اليأس إلى عواطفنا وتحول الوجد إلى صراع والنقاش إلى صداع.. فإن علينا أن نجلس سوياً ونعترف بالخلل.. ونتفق على أن نحتفظ بحديقة الذكريات أنيقةً ودفقة الأحلام رقيقةً

هنا يبقى المحب الذي يفارق بهدوء نبياً..لأنه ودّعَ الشمس في حجرها حتى يمارس مولده من جديد


سمِّ عنوان فيلم يصف علاقتك بالمرأة

The Bridges of Madison County

فبضعة أيام تكفي كي تحرك في امرأة كل السواكن..حتى نهاية العمر

سمِّ عنوان فيلم تصف به نفسك

"المصير"

فالأفكار لها أجنحة.. لا أحد يستطيع أن يمنعها من الطيران

إنّه أول لقاء وجهاً لوجه معها، في أي مكان يكون؟


في مطعم هاديء يطل على نهر.. وسط إضاءة خافتة وشموع تزين المائدة.. على هامشٍ من حنين الكمان

لن أدعها تجلس في مواجهة باقي الموائد أو مدخل المطعم..بل في مواجهة عيني.. لأن المرأة يتشتت انتباهها ويضيع تركيزها إن جلست في مواجهة باب يدخل منه الناس ويخرجون.. ما يهمني هو أن تكون معي لا مع الآخرين

دعونا نتذكر أنه كلما اجتمع عاشقان في مكان..امتزجا به مثل طلع النخيل وعطر الزهرة وانعطافة الهواء الرشيق

في مدينة كارديف البريطانية كنت أعرف مطعماً إيطالياً اسمه "لا بيلا"..خصوصيةٌ استثنائية وسط الجميع..ليت العلم يتوصل إلى استنساخ المطاعم التي نحبها


إلى أي مدى تذهب للحصول على المرأة التي تتمناها؟


إلى أبعد ما يتصور كثيرون.. وتتخيل هي


المهم هو أن تريد هي مني ذلك.. بعدها سأصنع لي ولها أجنحة تكفي للتحليق وملامسة الغيوم..بعدها سأحبها كي يفيض الجسد بالأساطير

وحين تحب يجب أن تقاتل من أجل كنزك الأغلى..لا تنتظر أن تمطر الدنيا حباً.. عليك أن تكون صانع المطر

ما الذي تخافه في ومن المرأة؟


الغدر والكذب والدموع

فالغدر طعنة..والكذب خداع..والدموع سلاحٌ لا أقوى على مواجهته

إذا خذلتك مرة أو أكثر وأكدت لك أن الحب يغني عن كل شيء, هل تحقد عليها أم تقبل بحبها الجارف؟


الأرض لا تستطيع أن تفر من وجه الماء.. والمحب ليس بوسعه أن يعتذر ويغلق الباب في وجه العشق.. لكن الماء الزائد قد يغرق الأرض ليتلف الثمار ويغمر الحقول

في قاموس الحب لا توجد كلمة اسمها حقد.. إلا إذا كان الحب عملةً زائفةً ومزورة تسللت إلى الأسواق في غفلةٍ من شرطة العشاق

وفي المادة الثالثة من دستور الحب لا يجوز أن يخذل أحدكما الآخر.. وعلى المتضرر اللجوء إلى سلطة العقل لتقدير حجم الأضرار

في مفردات الحب تتكرر كلمة أخرى: التسامح.. وعندما يكون قلبك بيد من تحب فإنك تغفر وتسامح..وعلى حبيبك أن يمنحك علامةً إضافية في كل مرة تقبل فيها جبينه المتوضيء وتقول له أو لها: ولا يهمك

ما الوجه الذي تحرص على عدم إظهاره أمامها؟

يمكن أن تغضب لكن لا يجوز أن تثور كبركان من الحمم

تستطيع أن تختلف معها لكن ليس من اللائق أن تستخف بآرائها وتبدأ وصلةً من السخرية والاستهزاء

بوسعك أن ترى نفسك قوياً لكن حذارِ من أن تستقوي عليها

والأخطر من ذلك كله: إياك أن تتعامل معها على أنها مزار سياحي تتجول فيه على سبيل الترفيه أو موقع أثري تطالع معالمه كأنك عابر سبيل أو محطة ترانزيت في مطار أنت عالق به حتى إشعار آخر.. لأن هذا الوجه وتلك النظرة يفقدانها الثقة بك والاطمئنان إليك

هل تخاطر بحياتك وتخبرها إذا لاحظت زيادة في وزنها؟

الحكمة تقتضي أن تقول خيراً أو تصمت

غير أن السؤال الذي يؤرقني هو: لماذا تخفي المرأة عمرها ووزنها.. كلاهما ظاهران.. إلا إن أرادت المرأة رجلاً كاذباً ومجاملاً يعزف لها نشيد المديح صباح مساء

ولأن الحب ليس أحد الفروض المدرسية التي قد نؤديها رغماً عنا من دون روح أو رغبة..فإن للحبيبة على من يحبها حقاً: الصدق

وأقصد به الصدق الذي لا يجرح.. والشفافية التي لا تفضح.. والمصارحة التي تبني ولا تهدم ما بينهما من علاقة أساسها المودة والسكينة والتراحم

هل تحبّها لدرجة أن تتذوق طبخها لأول مرة؟


طبعاً..فقط أتفق معها على ألا تصنع لي الحلوى.. هي تكفيني وتزيد

لقد نسيَت عيد ميلادك، ما تكون ردة فعلك؟


الرجل لا تصيبه السكتة القلبية إن نسيت امرأته عيد ميلاده

وعندي أن رصيدها في قلبي يسمح لها بالنسيان لا التناسي..خاصةً أن أعياد ميلادي معها كثيرة.. فكل يوم وكل لحظة نلتقي فيها بالكلمة أو اللمسة أو النظرة عيد ميلاد يستحق الاحتفاء به والاحتفال


متى تكذب عليها؟


الكذب عدو الحب

وفي اللحظة التي تكذب فيها على من تحب فإنك تدق مسماراً في نعش حبكما

لا توجد ألوان للكذب..فالكذبة البيضاء مثل السوداء أو الصفراء أو الزرقاء..والعاشق الأمين يعلق على أبواب قلبه لافتة: ممنوع الكذب والخداع

هل تصرّ على تسمية أولادك على اسم أهلك؟

الإصرار عناد.. والعناد يورث الكفر كما يقولون

كيف إذن يصر أحدنا على اسم.. ويثير معركة من أجل حروف..في حين أن كل مولودٍ يولد على الفطرة: الحب

والأسماء ليست إرثاً نتعامل معه على أنه سوارٌ ذهبي أخذناه عن الجد أو الجدة..ومثلما كان الأبناء والبنات جهداً شخصياً بين اثنين.. يجب أن تبقى حقوق الحب واختيار الأسماء حصرية بينهما


هل الرجال أيضاً يغرهم الثناء؟

هناك خطأ شائع يقول إن المرأة هي الجنس الناعم

الرجل عادةً هو الجنس الناعم..فحين تحبه امرأةٌ يذوب مثل قطعة سكر..وحين تهجره حبيبةٌ يبكي مثل طفل.. وعندما تمتدحه أنثى يظهر الطاووس داخله وتطول قامته بضعة سنتيمترات

نعم.. الرجال يغرهم الثناء أكثر مما تظن النساء

وعندما تكلمني حبيبتي عني بإعجاب يصب الورد في قلبي رحيقاً من بشاشة..ويرقص مع تويجاته أو يتوضأ بالندى على صفير النهار..وأتحول إلى كتابٍ ينام في وداعةٍ على ركبتيها


إنها بداية العلاقة، كم سيستغرقك الأمر لجرّها إلى منطقة المحظور؟


ألبرت أينشتاين ابتدع نظرية النسبية.. وقبل ذلك بكثير اكتشف الرجل أن تطور العلاقة مع المرأة يعتمد على هذه النسبية

يمكن أن تلتقي امرأة في متجر أو مكتب أو حتى أمام محطة حافلات فيشتعل شيء غامض بينكما..تلتقيان وتتواعدان وربما تنصهران في غضون ساعات..وقد يتطلب الأمر شهوراً أو سنوات.. وكل حالة لها خصائصها الفريدة وظروفها الاستثنائية

وفي اللحظة التي أحب فيها..ليس بيني وبين من أحب سوى أنني جبلٌ من هوى وأنها عاصفةٌ من حنين

حتى المحظور كلمة نسبية.. أليس كذلك؟


هل هشاشة الرجل أشد من هشاشة المرأة؟

يشبه الرجل الزئبق..حالٌ بين الصلابة والسيولة.. فلا هو هش قابل للكسر ولا هو صلب يستعصي على الصهر

ربما يبدو الرجل أصلب وأقوى وأكثر تماسكاً.. لكنه في النهاية بشرٌ من لحم ودم ومشاعر.. يضحك ويتأثر..يصمد وينهار..لنتذكر دوماً أن أفضل ما في الزئبق أنه قد يساعد على استخلاص الذهب من خاماته.. وأسوأ ما فيه أنه يصعب الإمساك به


متى كانت آخر مرة بكيت فيها؟ ولماذا؟


بكيت في وداع امرأة: أمي


حين رحلت عن عالمنا فجأة تماسكت لأيام..لكن الدموع غالبتني حتى غلبتني في لحظة ظن فيها الجميع أنني لن أبكي عليها


لكنني فعلت..هي تعرف الآن كم أحبها لأنها تدرك صلابتي في وجه اللحظات الصعبة

وفي فراق من تحب..تكون الدموع هي المنديل الذي تلوح به والقنديل الذي يضيء لك الدرب والكلمة الأخيرة التي تتحدى الصمت

تحديث


كيف تتعامل مع رفض المرأة لك؟ هل يخاف الرجل من الرفض؟

الرجل يخشى عادةً الرفض لكنه قد يغامر ويتشبث بالأمل.. فإن أخفق ينقسم إلى أحد نوعين: نوعٌ يرضى بما قسم الحب له وينفض عنه هذا الغبار الكوني وينهض

هنا يتحرر الرجل من الوهم.. ويواجه الحقيقة من دون أن ينكسر أمامها

نوع ثانٍ يرى أن عنق الحياة قد انكسر ويشعر بجداول الملح التي تنسكب في الحلق.. يعود إلى منزله والفراغ القديم..يتألم لأنه سار في طريق كاذبة ويقسم أنه لن يعبرها مرة ثانيةً.. لكنه يكررها مع حب آخر بعد أن تلتئم الجراح

وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون رجلاً.. يتقبل الرفض في هدوء وينصت إلى كلمات الطرف الآخر التي قد تشرح أو تبرر.. المهم ألا يشعل الحرائق.. فالغضبُ وقود الانتقام.. والغِل عود ثقاب نلقيه مشتعلاً في مكانٍ ما فيلتهمه.. ويلتهمنا

الرفض يستأذننا في الانسحاب.. ولا يجوز حين ينسحب الحب أن نطارده بالقوة

تابع القراءة

gravatar

المدونون (3): شريف نجيب.. الهدوء الصاخب



قبل أن يحزم العام الماضي حقائبه ويلوح لنا مودعاً..خرج شريف نجيب لشراء "طابع بوستة"

لكنه لم يكن يدري أننا كنا جميعاً في انتظاره

لا يعرف هذا الشاب النابه أن قراءه ومحبيه أدمنوا مدونته الراقية ذات الأفكار المتوهجة والذوق الفني الرفيع
يقول إنه أنشأ مدونته حتى لا يكلم نفسه.. لكنه جعلنا بعد أن تعلقنا بكتاباته نكلم أنفسنا أكثر


"هدوء نسبي" هو اسم المدونة.. الاسم مستعار من مقطوعة موسيقية وضعها زياد رحباني.. ومع أنه يقر بأن
المقطوعة ليست من مقطوعاتي المفضلة، فإنه يقول إنه يتحدث عن رغبة في الكتابة الهادئة الواعية بدلاً من الكتابة التي تنجم عن غضب وإحباط فتخرج متدافعة متخبطة
تصميم المدونة رائع وهاديء.. والشمعة التي تطل علينا بإضاء دافئة كأنها تهدي

إلى طريق ولا تفضي إلى حريق

هي ضوء ونار.. والضوء معرفة والنار دفء وتوهج
في الخامس عشر من أبريل نيسان عام ألفين وستة وضع أولى ثماره بين أيدينا تحت عنوان "مدون جديد.. متابع قديم".. قدم أوراق اعتماده التي تستحق أن نقف عندها قليلاً.. فقد تابع عالم التدوين منذ فترة طويلة نسبياً قبل أن يحزم أمره ويصبح هو نفسه من المدونين

لا يتأخر شريف كثيراً في رسم ملامح قدراته اللافتة في مجال التحليل البصري..ففي السادس عشر من أبريل نيسان

V Vendetta الماضي وتحت عنوان "الإرهاب هو الحل" يتحدث عن فيلم



ويكشف لنا بطريقته الذكية أوجه التشابه بين الفيلم وروايات جوج أورويل وخاصة روايته الشهيرة 1984

"في الفيلم هناك ضابط معتقلات سابق يحمل حاليا صفة المتكلم باسم الحزب، تبث خطبه اللاهبة والمليئة بكراهية الأعداء والتحفيز الديني والدعاء بأن يحفظ الله انجلترا على شاشات التلفاز والشاشات العملاقة في الميادين. كالأخ الأكبر في 1984. شعار الحزب الحاكم في الفيلم أيضاً يشبه شعار الحزب النازي، بل إن مستشار الحزب يحمل اسم ستلر على وزن هتلر

إنها العين التي تسمع والأذن التي ترى، كما يقول الناقد ووزير الثقافة المصري سابقاً د. ثروت عكاشة

يشاهد مدوننا الأعمال السينمائية بعين ناقدة تجمع بين الوعي بما يرى والتأمل في دلالاتها الثقافية وأبعادها السياسية وجذورها التاريخية

"هي أشياء لا تُشترى" كما يقول شاعر الرفض أمل دنقل

وعند المنعطف يفاجئنا شريف نجيب بهدية من نوع خاص: خفايا الروح


لقد فتح هذا الشاب النابه صندوق مشاعره أمامنا واغترف منه ما يكفي كي يلامس قلوبنا..ويرفع فوق صدورنا أعلام محبته
الشاب الذي عاش سبعة عشر شهراً في كندا..كتب تحت

عنوان "أنا وشادي" قطعة أدبية مؤثرة كأنه يناجي فيها نفسه لكنه يكشف في الوقت نفسه أوراق مشاعره للآخرين.. خوف من الرجوع إلى حضن الوطن يتصارع مع اشتياق للعودة بعد "سبعة عشر شهراً في ذلك البلد البعيد"


في بحار الغربة يلتقط الواحد منا أوجاعه وهواجسه كانه جامع لؤلؤ..أوجاع براقة لكنها ستظل مؤلمة..هكذا نتابع قراءة التدوينة البديعة إذ يقول


"أخاف من الصدمة الحضارية العكسية.. أعلم أنها ستحدث..ولكنك تعرفني جيداً يا شادي..تعرف أنني سأكبتها بداخلي إلى أن تتلاشى..تعلم أنني لن أكون كهؤلاء العائدين من الخارج ليحدثوننا عن سوء معيشتنا بالداخل..الناظرون بقرف لأي شئ وكل شئ.. بادئين كل محاضرة سخيفة بجملة "طب ده إحنا كان عندنا هناك". لن أعقد المقارنات ولو في ذهني..لن أصل للاغتراب واحتقار التراب الذي خلقت منه كما يفعل الآخرون..بل ربما سأصبح أكثر تواضعاً مخافة الكبر..وأقل استخداماً للكلمات الإنجليزية في حديثي مخافة الابتذال..فلا تخف يا شادي"

وفي لحظة فارقة يتحدث عن قرار استقر في أعماقه: العودة

"لا أستطيع الانتظار لأخبرك ما لدي من قصص..لأستمع إلى ما لديك ولنمارس سويا البكاء الجماعي على أغنية "عالمدينة" لمنير، ونحن نستهلك أسفلت شوارع المعادي التي لا ينتمي إليها كلانا ونساهم بأضعاف نصيبنا في تآكل علاماتها المرورية البيضاء بعجلات السيارة فجراً"


في الأول من مايو أيار عام ألفين وستة وتحت عنوان "الفن الساقط" يكتب عن حبه الأصلي..الحب الذي قدمه لي وربما لكثيرين غيره كما لم يفعل غيره من قبل


"كنت بانتظار الوقت الذي أبدأ الحديث فيه عن فن التحريك في هذه المدونة. وقبل أن أبدأ في
التدوين عن هذا الموضوع الكبير قررت أن أبدأ بعرض فيلم قصير في محاولة لجذب أنظار غير المختصين لهذا الفن"
كان يتحدث عن فيلم Fallen Art
الذي نال عدة جوائز من بينها جائزة BAFTA البريطانية العريقة في مجال أفلام التحريك القصيرة


لم يكن هذا سوى أول الغيث.. فهاهو يقدم لنا في الثامن عشر من أغسطس آب عام ألفين وستة وتحت عنوان "بوش ونجاد يقعان في الحب" فيديو يتسم بالسخرية من علاقة العداء بين الرئيسين الأمريكي والإيراني

بعدها يهدينا في السابع والعشرين من أكتوبر تشرين أول عام ألفين وستة
نسخة من فيلم التحريك "ثورة الكابوريا" الناطق بالفرنسية والمترجم إلى الإنجليزية


وبعنوان "موسيقى تصويرية؟" يقول في التاسع والعشرين من أكتوبر تشرين أول عام ألفين وستة إنه وهو يجهز لتدوينة عن داني إلفمان تذكر محاولات البحث عن الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام المصرية والتي باءت كلها بالفشل

ويطرح شريف تساؤلاً مهماً يقول فيه: "هل من المعقول أن أحاول العثور على الفيلم بصيغة رقمية أو أضطر لشرائه، ثم أقضي وقتاً في اقتطاع الموسيقى منه؟! فلو تغاضينا عن الجودة السيئة للملفات الناتجة عن تلك العملية.. كيف نتجاهل المؤثرات الصوتية وأصوات الممثلين والأشياء الأخرى التي تضاف للموسيقى التصويرية في إطار الفيلم؟
بخلاف الفنان "عمر خيرت"، أين يجد الواحد أعمال راجح داوود ومودي الإمام وتامر كروان وغيرهم"


تحت عنوان "رقابتهم" يكتب في السابع عشر من مايو أيار عام ألفين وستة.. كاشفاً الوجه المظلم للرقابة والمصادرة على الطريقة الأمريكية.. بعد أن أزيل بوستر فيلم "الطريق إلى غوانتانامو" (الحائز على جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين) من صالات العرض الأمريكية..بحجة أن الملصق يصور مشاهد التعذيب وليس ملائماً للأطفال..مع العلم أن "ما نشر في وسائل الإعلام الأمريكية من صور من سجن أبو غريب يفوق الصورة الرمزية الموجودة في البوستر بمراحل. بل إن بوستر هذا الفيلم لا يقارن ببوسترات العديد من أفلام الرعب الأمريكية التي تحوي صوراً مخيفة ومليئة بالعنف"

عن فيروز وغنائها الساحر يغوص شريف نجيب في محيط صوتها في الثالث عشر من يونيو حزيران عام ألفين وستة يكتب تحت عنوان "من كانت صاحبة النداء الأول؟"


"كيف يمكن للمرء أن يسمع خرير الماء وتغريد العصفور وعصف الرياح ودوارن السواقي في آهات امرأة
ومن قطرات الندى يتجمع المطر والهوى
"لولو.. ريما ..زيّون.. وردة.. غربة.. زاد الخير ..ماريا.. هيفا ..عطر الليل.. هالة..جارة القمر
كيف كان لامرأة واحدة أن تكون كلهنّ بحق السماء! لا أذكر حقا أيهن نادتني
ولكنني أعلم حق العلم أنني لبيت النداء"

وكم تستمتع عندما يجتمع جيمس بوند وشريف نجيب!.. ففي التاسع عشر من نوفمبر تشرين ثانٍ عام ألفين وستة يكتب عن ظاهرة انتشرت في هوليوود في الفترة الأخيرة وتتمثل في العودة لبدايات أبطال السينما عوضاً عن الاسترسال الزمني في حكي قصص هؤلاء الأبطال

ومن هذه الأعمال يبرز أحدث أفلام جيمس بوند

Bond Begins

انتباهه إلى التفاصيل سمة أساسية في قراءته للصور.. فهو يقول إن التيتر في الفيلم المذكور استمد "ألوانه وأشكاله من أوراق اللعب بعلاماتها الأربع الشهيرة وألوانها الحمراء والسوداء مع لون الجوخ الأخضر المميز لطاولة القمار. أرى أن هذا التيتر هو بلا منازع أروع مقدمات أفلام بوند على الإطلاق وأروع مقدمة فيلم شاهدتها في عام 2006"

في السادس عشر من يونيو حزيران عام ألفين وستة كتب تحت عنوان "المكارثية بشحمها ولحمها" متحدثاً عن فيلم Good Night, and Good Luck الذي يركز على المعركة الشهيرة التي خاضها المحرر والمذيع التلفزيوني
إدوارد مورو وفريقه ضد السيناتور جوزيف مكارثي

وبأسلوب واعٍ يكتب شريف نجيب في هذه التدوينة عن دور الإعلام

"ينتهي الفيلم بتكملة المشهد الذي بدأ به، وهو خطبة Murrow في حفل اتحاد مخرجي أخبار الإذاعة والتلفزيون، الخطبة التي انتقد فيها Murrow بقسوة دور التلفزيون في خداع وتضليل وتسلية المشاهدين وعزلهم.. وأنه يأمل في أن يأتي اليوم الذي يخصص فيه الإعلام الأمريكي بعض وقت برامج التسلية لمناقشة حالة التعليم أو أوضاع الشرق الأوسط. يحذر الإعلاميين من الانسياق وراء الادعاء بأنه الناس "لا تهتم بهذه الأخبار و لا تريد سماعها"..لأنه حتى لو كان هذا صحيحاً.. فلن يخسر الإعلاميون شيئاً إن حاولوا.. وإلا أصبح التلفزيون مجرد أضواء تخرج من صندوق"

في الأول من أغسطس آب عام ألفين وستة وتحت عنوان "هيلب! ترجمة نص قصير لصالح لبنان"..يقود جهود ترجمة نص تقرير تليفزيوني مسجل عن قناة الجزيرة ويتكلم عن إغفال وسائل الإعلام الدولية مثل "بي بي سي" و"سي إن إن" لصور مجزرة قانا الثانية وتركيزها على صورة هجوم حشود لبنانية غاضبة على مقر الأمم المتحدة في المقابل

وبعد أن استفاد من ملاحظات وتصويبات عدد من المدونين -ومن بينهم كاتب هذه السطور- للنص المترجم الذي أعده..تولى تحميل التقرير مصحوباً بترجمة مكتوبة على الإنترنت


الفكرة جيدة والمبادرة طيبة.. جهد فردي نيابةً عن مؤسسات نائمة في العسل

ويتوالى عطاؤه..ففي النقد السينمائي يكتب عن "وش إجرام" في الخامس من أغسطس آب و"واحد من الناس" في الثامن عشر من أغسطس آب وفيلم "كتكوت" في الثامن والعشرين من أغسطس آب

ويكتب في الخامس والعشرين من يونيو حزيران تحت عنوان "العمارة من الأسواني لآل حامد"

"لا أرى أن وحيد حامد استغل زمن الفيلم الذي يقترب من الثلاث ساعات استغلالا جيدا على الإطلاق. فأطربت يسرا مسامعنا لا بأغنية واحدة أو اثنتين.. بل ثلاث. ومن الواضح أنها "مجاملة" من وحيد حامد كي لا يكون الدور قصيراً. أيضاً ضيع بعض الوقت لزرع الإيفيهات هنا وهناك وكان بالإمكان تسريع إيقاع الفيلم قليلاً والاكتفاء بعدد أقل من المشاهد التأسيسية للأبطال أو تقصيرها
"موسيقى خالد حماد كانت رائعة
"جاء الإخراج لمروان حامد جيداً جداً، يعيب عليه مثل أبيه تضييع بعض الوقت في لقطات تشعر أن الهدف منها هو استغلال ما تم تصويره من لقطات لوسط البلد "بدل ما تترمي"



في العشرين من يوليو تموز عام ألفين وستة كتب عنواناً تعمد فيه أخطاء في الإملاء وربما النطق باللغة الإنجليزية.. يكشف فيه نموذجاً لما وصفه بأنه "الإعلام التلفزي المصري الفاشل شكلاً وموضوعاً"

في البداية يورد خبراً منقولاً نصه كالتالي


"أما قناة النيل للأخبار فقد وجهت رئيستها هالة حشيش تعليمات للعاملين بها بتغيير شعار التغطية من "العدوان على لبنان" إلى "حصار لبنان"، والتقليل من استخدام مفردات "حرب" و"عدوان" واستبدالها ب "توتر" و"مواجهة عسكرية""


وهنا يقصف هذا الفشل بقنبلة بصيرته ورؤيته النافذة فيتساءل قائلاً: "السؤال هو.. لماذا تحتاج قناة النيل للأخبار إلى استخدام اللغة الجديدة ؟.. بل لماذا تحتاج إلى استخدام أي لغة من الأساس ؟! ..هل يشاهد أحد هذه القناة التي فشلت أصلاً في تغطية أحداث تقع على الأراضي المصرية! أنا عن نفسي أذكر أن كل محاولاتي لمتابعتها فشلت.. فهنالك عائق بصري شديد يتمثل في قبح صورة القناة الذي يدل على رخص وقدم تقنيات البث والتشغيل.. شعارها ..ألوانها الباهتة..ديكوراتها و خلفياتها ..حتى ملابس مذيعيها التي تشعر بأنها من مخازن التلفزيون.. فلا تفهم إن كانت ملابسهم يكسوها الغبار أم أنها ألوان القناة.. بل أنني حين أراهم يتحدثون بالفصحى ويحدثون المراسلين على الهواء لا أصدق الأمر.. أشعر أنني أمام تقليد ساخر للجزيرة على طريقة "عزب شو""

عندك حق.. بل كل الحق

في الثلاثين من يوليو تموز عام ألفين وستة وتحت عنوان "جدو عبده بايع أرضه" كتب يقول رداً على نصيحة استسلامية من أحد المدونين في بلاد المهجر بشأن دور مصر في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان

"العرب يئسوا منا ونسيونا من زماااان يا جدو.. حتى في هجومهم هذه المرّة نالت السعودية نصيب الأسد .. بينما كان النصيب الأصغر لنا وللأردن

"الحقيقة يا جدو أنك بتدوينتك التي تدعي الحكمة على طريقة "إنتوا صغيرين وماتعرفوش..إحنا اللي عاشرنا الحاجات دي" تذكرني بأبي وبقية بني جيلك.. شاطرين قوي في الكلام والتحليل..مش عارف لما انتوا فاهمينها قوي كده ليه استلمنا البلد منكم خرابة!"

وربما يتعين أن نتأمل بأناةٍ وإعجاب تدوينته العجيبة في السابع عشر من سبتمبر أيلول عام ألفين وستة بعنوان "آي-هارت-نيويورك" التي يسترسل فيها كنهرٍ يشق طريقه باتجاه المصب..إنه عاشق لمدينة لم يزرها يوماً: التفاحة الكبيرة.. نيويورك

لكنه يحفظ عنها كثيراً مما قد لا يعرفه الذين زاروا المدينة.. وهو يختار أن تبدأ الرحلة بزيارة مانهاتن

"مانهاتن التي استعار اسمها وودي ألن ليصنع واحداً من أروع أفلامه هنالك تحت كوبري كوينزبرو جلس إلى جوار ديان كيتون يراقبان بزوغ النهار لتصنع صورتهما سوياً على تلك الأريكة الخشبية بوستر الفيلم، ولوحة سينمائية خالدة جعلت من المدينة بطل الفيلم الأول. للأسف الأريكة لم تعد هناك والمشهد الجميل تشوه. ولكن هذا لن يمنعني من متابعة شروق الشمس من تحت الكوبري


"أريد أن أمشي وأمشي حتى لا تقوى قدماي على حملي أمر ب شارع 42 كي أرى مبنى كرايسلر الشهير.. وأمر بـ شارع 34 حيث الإمباير ستايت وأنظر للأعلى حتى يلوى عنقي .. هنا حطم كينج كونج الطائرات وحطّت خوخة جيمس العملاقة. ورغم عدم ولعي بالمجوهرات.. فإن زيارة تيفانيز في فيفث أفينيو في الصباح الباكر واجبة، فهنا وقفت الجميلة أودري هيبورن تأكل شيئاً ما برقة في "إفطار على ناصية تيفانيز" وهي تراقب المجوهرات في فاترينة المحل الشهير"


إنها تدوينة ممتعة جداً تتجول بك في شوارع نيويورك ..وتشعر كأنك تلهث من تتابع الأماكن والأحداث

وهو يكتب وعينه دائماً على التحولات الاجتماعية في الشارع




ومثلما أثار قضية التحقيق مع الراقصة دينا في قضية التحرش الجنسي وتجاهل نقابة الممثلين فعلاً فاضحاً أخطر هو القبلة المتبادلة بين سعد الصغير وريكو.. نجده يعاود الكتابة تحت عنوان "مبروك" في العاشر من نوفمبر تشرين ثانٍ عام ألفين وستة مشيراً إلى ملاحظات له على وقفة النساء المصريات بالسواد احتجاجاً على التحرش الجنسي
"أهنئ السيدات المشاركات في الوقفة على مجهودهن في إيصال الرسالة لرجل الشارع ولرجال الأمن، لا سيما العدد الكبير من اللافتات المكتوبة باللغة الإنجليزية، والتي يتقنها رجل الشارع المصري البسيط كما نعلم جميعاً!هذا بالفعل يساعد في توصيل الرسالة.أي رسالة ولِمن ؟ .. الله أعلم !"

وفي الحادي عشر من نوفمبر تشرين ثانٍ عام ألفين وستة يكتب تحت عنوان "وتزعم هانيا أنني لا أحبها.. بلى والليالي العشر والشفع والوتر" الذي يتحدث عن إعلان عملاق مضيء في شارع وزارة الزراعة بحي الدقي يهديه شاب لحبيبته هانيا

يرصد صاحب التدوينة ما يعنيه ذلك الإعلان اجتماعياً واقتصادياً في بلد مثل مصر



"المصيبة تكمن في آثار الإعلان على المجتمع والبيئة المحيطة، فما فعله الأخ إكس يسمونه الخواجات Raising The Bar، وقد قام الأخ إكس مشكوراً برفع البار عالياً بدرجة يعجز عندها 99% من الشباب المصري عن الوصول للبار أو مجرد لمسه مهما حاول يشبّ أو يقف على طراطيف صوابعه أو حتى يتنطط!


وبأسلوبه الساخر الذي يتدفق مثل نهر.. يرى شريف أن "مافعله إكس سيتسبب في كارثة بيئية صوتية تتمثل في التلوث السمعي الذي سيصيب المنطقة المحيطة من جراء ردود فعل الفتيات، أنت تعلم!.. حين تمر سيارة بها أربع أو خمس فتيات بالإعلان.. ستلفت الورود الحمراء نظرهن وسيتوقفن على جانب الشارع لقراءة الإعلان.. وبعدها تبدأ الكارثة حين تتصاعد صيحات الانبهار المتداخلة في كريشندو مفزع:

شفتي عامل لها إيه ! أوه.. أوووه.. باك.. باك باك بككاك.. باك بكااااك بكاااااااااااااااااااااااااااااااااااك
لسبب ما تنقلب اللغة الرسمية للفتيات في مثل تلك الظروف إلى الوكوكة وترفرف المراهقات بأيديهن بينما تدرك أنت أن مخترع لفظة
Chicks
هو شخص حكيم"

أما آخر تدويناته حتى الساعة فهي ما وضعه تحت عنوان "الطلاسم" في الثالث من يناير كانون ثانٍ لعام ألفين وسبعة

لإعلان منشور في "الوسيط" عن كتاب للفتيات يحمل عنوان "كيف تصطادين عريساً" للابتعاد عن شبح العنوسة.. وراحة البال

يقول صاحب المدونة في بداية رحلة التدوين

" علمت نفسي أن أكبح رغبتي في الكتابة الفورية، وعودتها على الصبر ولو لفترة قصيرة كي أتمالك نفسي وأستجمع أفكاري. أما المشكلة فهي أنني في النهاية مازلت بحاجة لقدر من الإثارة يكفي لتحريك الأصابع"


لكننا لا نصبر يا عزيزي على غيابك


اكتب يا شريف.. فأنت بابا نويل التدوين باللغة العربية: هداياك دائماً تسر العين والقلب

تابع القراءة

gravatar

صقر يلتهم الأشياء برقة



"ها هو الصقر يلتهم الأشياء برقة

حال غريبة ولكن ذلك الكاتب الذي يقتنص القارئ اقتناصًا يجلس كإنسان رقيق الحاشية، دمث. أريحي ومجامل ولكنه يجيد الصراحة بمهارة الدبلوماسي الكاذب. إن بدت تلك الجملة ملتبسة فيمكنني أن أقول لك مثلاً إن ياسر ثابت يتمتع بقدر كبير وشرعي من احترام الذات وتقديرها، ولكنها دومًا تطير إلى قلبك بلا أي نوع من أنواع الاستفزاز

يبدو أنه قد حل بذاته معضلة الواثق المنفر المستفز المزعج الموجع التي تعاني منها البشرية طوال تاريخها المعلوم"
.......


إلى أسرع من قرأني


الصديق الجميل محمد علاء الدين: هكذا نستقبل عاماً جديداً بصداقة تنمو يوماً على صدر يوم



شكراً لك
كلماتك صارت فراشات تملأ المكان وتضيف إلى قاموس البهجة ألواناً جديدة
وهذا الصدق الذي يفيض من كلماتك يمنح الآخرين شعوراً استثنائياً بالمودة والاطمئنان
الأكيد أنني أتطلع إلى لقائنا ثانيةً في القريب العاجل
تابع القراءة

gravatar

رئيس لا يقرأ




لم يخطيء الفيلسوف الذي قال يوماً: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت

وإذا كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر شغوفاً بقراءة التقارير والكتب، وبدا الرئيس أنور السادات أقل حرصاً على هذا الأمر، فإن ما نعرفه هو أن الرئيس حسني مبارك يبدو غير مهتم بالقراءة بشكل عام. بل إن قراءة فاحصة للمقابلات والأحاديث التي أجرتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية مع مبارك تكشف عن حقيقة مهمة: الرئيس لا يقرأ

فلم نقرأ أو نسمع عن كتاب أعجب مبارك وساهم في صياغة أفكاره ورؤاه تجاه العالم وقضاياه، ولم نعلم عن كاتبٍ أثير للرئيس – مثل محمد حسنين هيكل في عهد جمال عبد الناصر.. وموسى صبري وأنيس منصور في عهد أنور السادات- يحرص على التهام كتبه ومطالعة مقالاته.. اللهم إن صحت المعلومات التي تقول إن مبارك كان معجباً أيما إعجاب برئيس تحرير جريدة الجمهورية السابق سمير رجب وكبسولاته المضحكة إياها

ولم يشهد من يتابعون الرئيس مبارك في خطبه وتصريحاته التي تتفنن الصحف الرسمية في وصفها بالمهمة والشاملة.. أنه اقتبس يوماً بيت شعر من شاعر فحل أو حتى مغمور، أو أورد حكمة مأثورة نطق بها أحد كبار الأدباء أو الفلاسفة، أو حتى استعان بفقرة من كتاب أو رواية لتوظيفها في أحاديثه وتعليقاته على ما يدور في مصر والعالم

لا شيء على الإطلاق ينبيء بأن الرجل الذي يقود مصر قد استوقفته يوماً فكرة أو أدهشه كتاب أو ألهمه مفكر

والسؤال هو: هل لدينا رئيس شفوي؟ أقصد هل يقرأ مبارك أم أنه يكتفي بالمعلومات الشفوية التي تقال له أو تلخص في تقارير موجهة تصور له أن الدنيا تمام وأن الأمن مستتب، وتصف له المعارضين بأنهم قلة منحرفة

هل يقرأ مبارك تقارير منظمات حقوق الإنسان عن الوضع في مصر وقضايا التعذيب وانتهاكات حقوق المواطنين في أقسام الشرطة والشوارع وصولاً إلى المنازل؟ هل يطالع تفاصيل ما تنشره الصحف المستقلة أو المعارضة عن قضايا فساد فاحت رائحتها حتى زكمت الأنوف، ومأساة آلاف المعتقلين وملايين العاطلين؟ هل وجد وقتاً ليقرأ ما تكتبه المنظمات الدولية عن سكان المقابر وأطفال الشوارع ومعدلات الأمية والأمراض الوبائية والتلوث في مصر الآن؟ هل يتابع القنوات الإخبارية العربية والأجنبية ليتعرف على الجانب الآخر من الموضوع أو الحدث.. أي حدث؟

يدفع الذين يقولون إن الرئيس لا يقرأ بأن مبارك إذا خرج عن النص بانت ثقافته العامة واتضح أنه ليس من هواة الثقافة والمعرفة بشكل عام.. ويشيرون إلى أن هناك من ينتظر خطبه ليستمع إليه بعد أن يرفع عينيه عن الأوراق المكتوبة له.. لأنه يتكلم حينها على سجيته فيعلق ساخراً على أحدهم بالقول "اقعد أحسن يطقلك عرق"، و"خلصي يا.."، و"خش في الموضوع"

بل إن مبارك تحدث في أحد خطبه عن المشكلة السكانية التي اعتبر أنها تلتهم جهود التنمية، ثم نحّى الورق جانباً ليقدم لنا رؤيته حول المشكلة، مشيراُ إلى أن الحل يأتي عندما يرفع كل مواطن رجله.. وكان يقصد أن الناس تنجب كثيرًا وليس عليهم إلا تخفيف لقاءاتهم الحميمية

ولعل الذين حضروا أو قرأوا عن زيارة مبارك لجريدة "الأهرام" بمناسبة احتفالها بمرور مئة وثلاثين سنة على إصدارها.. قد علموا أن الرئيس المصري وفور وصوله إلى موقع الاحتفال في مدينة ‏6‏ أكتوبر‏..استعرض ‏سبعة وثلاثين‏ مانشيتاُ مميزاً ترصد لحظات مهمة في تاريخ مصر الحديث منذ صدور العدد الأول‏ حتي العدد الذي ألقى فيه خطابه الأخير أمام مجلس الشعب. غير أن هؤلاء قد لا يعلمون أن الرئيس مبارك أدهش الحاضرين عندما توقف أمام العدد الأول من الأهرام‏..‏ وقال‏:‏ "كويس قوي أنكم مازلتم تحتفظون بنسخة من العدد الأول من الأهرام‏..كنت أتصور أنه غير موجود‏..‏ ولو كان قد فقد كنت سأشعر بالحزن"

لم يعلق أحد من أعضاء اللجنة التي عكفت على اختيار المانشيتات - وهي لجنة من مركز دراسات التاريخ بالأهرام برئاسة الدكتور يونان لبيب رزق- على هذه التصريحات، مع أنه يفترض برئيس مصر أن يدرك أن "الأهرام" تبيع في معرض القاهرة للكتاب منذ ما لا يقل عن عشرين عاماً نسخاً مصورة من العدد الأول للجريدة.. فالتكنولوجيا المتطورة تتيح ذلك وتجعله أمراً سهلاً وميسوراً

لقد توقف البعض عند النعي الذي رثى فيه الرئيس مبارك أديبنا الكبير نجيب محفوظ، فلاحظوا أنه لم يذكر كلمة واحدة عن أدب نجيب محفوظ ولا تحدث عن أي من قصصه ورواياته..وعقد كثيرون مقارنات بين الكلام العام المنسوب لرئيس مصر في رثاء محفوظ وبين ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء فرنسا دومينيك دى فيلبان ووزير خارجية ألمانيا فالتر شتاينماير وسفير المكسيك في القاهرة


مقارنات كانت كافية لكي يزعم فريق من هؤلاء أن مبارك لم يقرأ رواية واحدة لصاحب الثلاثية و"أولاد حارتنا" و"الشحاذ" و"حضرة المحترم" و"ثرثرة فوق النيل". لقد وصف بوش الأديب نجيب محفوظ بأنه كاتب الروايات والقصص والسيناريوهات التي لا تعرف القوالب الجاهزة، واعتبره فنان الرواية النادر الذي نقل روح المجتمع والشارع المصري وتاريخه إلى العالم كله..أما رئيس الوزراء الفرنسي فقد تحدث عن أدب نجيب محفوظ الذي تحدى في كل رواياته فكرة الخوف وحطم صور التخويف التي اعتاد الكثير من الأدباء استخدامها في صياغة أعمالهم. وذكر سفير المكسيك بالقاهرة بالاسم رواية "زقاق المدق" التي يعشقها المكسيكيون لدرجة أنهم حولوها إلى فيلم سينمائي نال العديد من الجوائز

أما مبارك فلم يذكر أي معلومة تدل على أنه قرأ نجيب محفوظ أو التقط زاوية من زوايا إبداعه وتأثيراته على المجتمع المصري

وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الفرنسي
جاك شيراك في إطار جولته الأخيرة، سأل صحفي الرئيس مبارك عن رأيه في توصيات لجنة بيكر-هاملتون الأمريكية بخصوص حل الأزمة العراقية، فما كان من مبارك سوى أن رد بالقول إنه لم يقرأ التقرير بعد ليعلق عليه. وحين يقول رئيس أكبر دولة عربية إنه لم يقرأ فحوى التقرير الذي أقام الدنيا وأقعدها بشأن الوضع في العراق، بعد مرور نحو أسبوع من صدور التقرير، فإن ذلك يعني شيئاً واحداً: الرئيس لا يقرأ

إن الشواهد تقول إن الرئيس عبد الناصر قرأ الكثير من أدبيات الإخوان المسلمين، لكنها لم تكن مقنعةً له في نهاية الأمر.. واهتم أيضاً - كما يقول محمد حسنين هيكل- بما كان يكتبه محمد مندور وعزيز فهمي الذي كان يمثل اليسار الوفدي أو الطليعة الوفدية.. وكانت هذه الكتابات تمثل بالنسبة له ثقافة اليسار عامة. وقرأ عبد الناصر بعض المؤلفات التي أعطاها له أحمد فؤاد في ذلك الوقت
.. وكما قال لهيكل بنفسه إنه توجد أفكار كثيرة جيدة عندهم.. لكنه اختلف معهم في أمرين: في موقفهم من الدين.. وفي فكرة الأممية بالتحديد تجاوز الوطنية بدعوة الأممية

ويوضح عبد الناصر في حديث منشور له مع مراسل " الصنداي تايمز" البريطانية ديفيد وين مورغان نشر في يونيو عام ألف وتسعمئة واثنين وستين كيف أنه أقبل "على الاطلاع بنهم والتهمت كتب المفكرين من أمثال : لاسكي ونهرو، بل وانيورين بيفان، وبدأت الأفكار الاشتراكية تتكون شيئاً فشيئاً "

والسؤال هنا: هل قرأ الرئيس مبارك شيئاً من أدبيات الإخوان المسلمين؟ وهل طالع ما كتبه أقطاب الحركات اليسارية في مصر؟ وهل منح لنفسه وقتاً في فترة من حياته كي يقرأ مؤلفات أدبية وفكرية وعلمية صاغت أفكاره؟ وإذا كان هذا قد حدث فعلاً لماذا لم يتحدث عنه الرئيس مبارك يوماً؟

إن الذي نعرفه يقيناً أن الرئيس يملك ثقافة عسكرية بحكم الدراسة التي نالها والتدريب الذي خضع له، لكننا نحار في
أمر ثقافته العامة والمعارف التي قرأها أو أثرت في تنشئته الفكرية وشكلت رؤيته. ومثلما لم نعهد اهتماماً يذكر لمبارك بالكتاب، فإننا لم نعرف يوماً أنه تحدث عن أحد الفنون البصرية كالسينما أوالفن التشكيلي ولم يصل إلى علمنا أنه تحدث عن فن المسرح أو شاهد عرضاً غنائياً راقياً – باستثناء عروض المناسبات التي تتردد فيها أغنيات من عينة رائعة صفاء أبو السعود "إديها كمان حرية"!

وفي المرات التي يجتمع فيها الرئيس مبارك مع العلماء والمفكرين والفنانين.. نجده يتكلم أكثر مما ينصت.. كأنهم التلاميذ في حضرة الأستاذ.. مع أن الإنصات فريضة في حضرة من يعلم ويفهم ويبدع ويكتشف

لم نعرف أن الرئيس مبارك جمع نخبة من العلماء المصريين في الداخل والخارج وقال لهم: "أريد أن أستمع إليكم" أو سألهم عن أفضل السبل للنهوض بمصر وأخذ يدون ملاحظاته على ما يقولونه ويقترحونه. وفي أعياد العلم والإعلاميين والفن ومعرض القاهرة للكتاب.. نجد الرئيس يلتقي لفيفاً من هؤلاء الذين يفترض أنهم يمثلون هذا المجال أو ذاك..فيحدثهم عن سياساته ولا يتيح لهم المجال كي يقترحوا عليه طريقاً أفضل وسبيلاً أمثل وحلولاً أنجع لإصلاح حال الوطن وأحوال المواطنين

لقد كان الرئيس أنور السادات من هواة مشاهدة الأفلام حتى إنه أخذ معه إلى مفاوضات
كامب ديفيد مجموعة من الأفلام التي يحبها ومن بينها أفلام كوميدية.. لكننا لا نعرف ما هي ثقافة مبارك السينمائية؟ ما الذي يشاهده من أفلام وهل هو مهتم بتيار سينمائي معين أم أنه يعشق أداء تمثيلياً لفنان بعينه؟

لا أحد يعرف.. وربما لا يوجد مثل هذا الاهتمام لأن الرئيس مبارك مشغول لدرجة أنه لا يقرأ عن السينما ولا يشاهد الأفلام

وإذا جئنا إلى تحقيقات الصحف ونتائج استطلاعات الرأي وقياسات الرأي العام ودراسات المراكز السياسية والاستراتيجية تواجهنا معضلة تحديد بوصلة اهتمامات وقراءات مبارك.. فهو لا يستشهد عادةً بنتائج استطلاع من الاستطلاعات.. ويتجاهل أي أرقام تفيد بقياسات محددة للرأي العام، ولا يتكلم عن جهد بحثي رصين لأحد المراكز البحثية أو المجالس القومية المتخصصة
.. أو كشف مهم للمركز القومي للبحوث أو أكاديمية البحث العلمي

وربما يفسر هذا سبب تراجعنا

فالرئيس مبارك يتكلم في خطب أعدها له معاونوه عن أرقام قالوا له إنها صحيحة وموضوعات لم يقرأ عنها بما يكفي.. اللهم إن كان البعض يرى في التقارير والملخصات الرسمية الخير والبركة

في كتابه "محاوراتي مع السادات" يقول أحمد بهاء الدين: "وفي صحفنا، لا تخلو صحيفة على الإطلاق من "محررين نشطين" يعكفون على كتابة التقارير إلى أصحاب السلطة مع اختلاف في المستويات: بدايةً ممن يرتفع مستواه على الكتابة إلى المباحث. وهي كتابات أثرت كثيراً في حياة الصحافة والصحفيين وعلاقات المهنة بالسلطة"

لكن الكاتب الكبير الراحل لم يكن يدرك أن كُتاب التقارير من صحفيين ورؤساء تحرير في عصر مبارك سيفشلون في الكتابة إليه..ببساطة لأن الرئيس مشغول بأشياء كثيرة ليس من بينها القراءة. ومن هنا يشعر بعض كتبة التقارير بخيبة الأمل فينتقلون من الرئيس إلى مستشاريه والمقربين منه..الذين يوزعون عليهم حبوب الطمأنينة قائلين إن الرئيس قرأ لهم وأعجبته مواقفهم المستميتة في الدفاع عن هيبة الدولة ومكانة النظام وصورة الرجل الكبير

وهؤلاء للأسف الشديد لا يفهمون أن الرئيس لديه أولويات كثيرة تتجاوز القراءة والثقافة

أولويات يجادل البعض بأنها لم تحقق للمواطن حلمه بحرية أكبر ومستقبل أفضل وأمان أكثر

يراهن هؤلاء على أن الرئيس هو قارئهم الوحيد.. وينسون أن التاريخ هو الفيصل في هذا الرهان الخاسر
تابع القراءة

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator