المحروسة

gravatar

قصة الرجل الغامض في حكم مصر (4): حاكم على ميل مربع









معجزات حسن التهامي في أثناء مفاوضات كامب ديفيد لا تعدُ ولا تُحصى

يقول وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية الدكتور بطرس غالي في كتابه "طريق مصر إلى القدس: قصة الصراع من أجل السلام في الشرق الأوسط" (ص 140) إن التهامي أُعطيَ في كامب ديفيد كوخاً صغيراً على مسافة بعيدة بعض الشيء. كان التهامي هو الوحيد من بين أعضاء الوفد المصري الذي خصصوا له كوخاً منفصلاً في حين تقاسم الوزراء والدبلوماسيون من أعضاء الوفد باقي الأكواخ

الطريف حقاً أنه عندما عاد د. غالي إلى كامب ديفيد لاستكمال المفاوضات في فبراير شباط عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين خصص الأمريكيون لكل من الوزير المصري والسفير أشرف غربال الكوخ الصغير الذي سبق تخصيصه للتهامي في الخريف الماضي. ويقول د. غالي (ص 196): "وقلت لأشرف غربال إن شبح التهامي سوف يطاردنا في هذا المكان ليل نهار"

كان الوقت يمضي ثقيلاً مملاً على وفد التفاوض المصري حتى يفرغ التهامي من جولاته المجهولة وينضم إليهم في الاستراحة..وكان هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الوحيدين اللذين يصران على ارتداء الملابس الرسمية كاملةً مع ربطة العنق طوال المفاوضات

وما إن يعبر التهامي مدخل الاستراحة حتى يتلاشى في لحظةٍ جو الملل والتثاؤب والقلق وكأنه ضغط على زرٍ إلكتروني وينقلب إلى جوٍ من البهجة والمرح والدعابة وتدب الحياة بين المجتمعين بعد أن يشد التهامي انتباههم وأسماعهم ويبدأ بإبلاغهم آخر "الأخبار"..فيقول مثلاً إن وزير الخارجية الإسرائيلي موشي ديان قد وافقه منذ ساعةٍ على عودة القدس إلى العرب..ثم يتكلم عن التصوف وعن تفسير الأحلام وينتقل إلى القصص والروايات ويحكي كيف حل مشكلة المسلمين في الفلبين..وكيف استطاع أن يؤجل قيام الثورة في الملايو لمدة ثلاث سنوات..وكيف عالج نفسه من السم الزعاف الذي دس له في الطعام في أثناء إحدى زياراته لدولٍ عربية.. فانسحب إلى غرفته يتلوى من الألم وأغلق عليه الباب بالمزلاج لمدة ثلاثة أيامٍ لا يأكل ولا يشرب..وراح يعالج نفسه بترياق السموم الذي يحمله دائماً معه.. ثم يتكلم عن فوائد العنبر الذي يستخرج من كبد الحوت وعن مزايا عسل ملكات النحل.. ثم يتوقف فجأة ويخاطب وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل قائلاً" القدس أمانةٌ في عنقك يا أخ محمد فحذار أن تفرط فيها"

من جهته يقول د. غالي (ص 141): "وقام التهامي بتوزيع قطع صغيرة من العنبر على أعضاء الوفد المصري، شارحاً بأن علينا إذابتها في الشاي وبأنها ستمنحنا القوة على مواجهة الإسرائيليين. ولم تكن هذه المادة الفوّاحة المستخرجة من أمعاء الحيتان الكبيرة لتناسبني، غير أن بعض أعضاء الوفد المصري استعملها"

من كان يصدق أن العنبر دخل على خط المفاوضات في كامب ديفيد؟

غير أن التهامي كان مصراً على ما يبدو على أن يكون للعنبر هذا الدور

إذ يقول د. غالي (ص 145): " وأصر حسن التهامي على إعطائي مزيداً من العنبر، وطلب إليّ مرة أخرى إذابته في قهوتي. لا بد أنه لاحظ عليّ علامات الإجهاد، وأراد تقويتي على مواجهة المفاوضين الإسرائيليين"

لكن حسن التهامي كان مسلياً بحيث أنه شغل نفسه بمحاولة دفع وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية إلى اعتناق الإسلام

وفي هذا يقول د. بطرس غالي: "وعندما بدأ التهامي في شرح الشريعة الإسلامية، قلت له إنني درست الشريعة الإسلامية لمدة أربع سنوات بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وإنني بحثت وكتبت عدة دراسات في الفكر السياسي الإسلامي. لم يصدقني التهامي. وطلب أن أسرد عليه أسماء الفقهاء المسلمين الذين قرأت لهم. ذكرت عدداً منهم، من أعمق المفكرين وأوسعهم شهرةً إلى أكثر المغمورين منهم. وقدمت للتهامي ملخصاً للإنجازات الفكرية لكلٍ منهم وقرأت عليه بعضاً من آيات القرآن. وانبهر التهامي وأصر على أن أتحول إلى اعتناق الإسلام. وقال إنه لا بد لي من التحول للإسلام في كامب ديفيد، وإن عملي هذا ستكون له قيمةٌ رمزية عظمى لمستقبل الشرق الأوسط. وعندما تناهى ذلك إلى أسماع بقية أعضاء الوفد المصري، شجعوني على مواصلة الحديث مع التهامي لصرف اهتمامه عن المفاوضات. ووافقت وقمت أنا والتهامي بالمشي مسافات طويلة في الأحراش، نناقش العقيدة الإسلامية بإسهاب. وشعرت بالغرابة إزاء ذلك، ولكن كان من الأهمية بمكان جذبه بعيداً عن الآخرين، وكنتُ أنا الطُعم"

ويصف د. غالي أعضاء الوفد المصري في كامب ديفيد بعبارةٍ دالة وموجزة يقول فيها (ص 141): "وكان محمد كامل متوتراً، وحسن التهامي حالماً، بينما أسامة الباز يشع بالذكاء والطاقة". ثم عاد ليقول (ص 142) إن "السادات لا يمكن التنبؤ بأفعاله. وبدا التهامي في حالة عدم توازن"
ولأن الرجل مثير للاهتمام بحركاته وتصرفاته الغريبة فإن محمد إبراهيم كامل يقول في كتابه "طريق مصر إلى القدس" يقول (148): "واستمر حسن التهامي في تصرفاته بالطريقة الباطنية. ففي الصباح طلع علينا ساعة الإفطار ليعلن أنه أمضى الليل كله "في الاتصال". وتساءلنا "مع من؟". وأشار بأن الرسالة السماوية أكدت أن السادات يسير على الطريق الصحيح. وبعدها جاءني ليحاول مرة أخرى هدايتي إلى الإسلام. فأجبته قائلاً: "إن مثل هذا القرار الحاسم يحتاج إلى مداولاتٍ كثيرة"

الطريف أنه عندما أبلغ د. غالي الرئيس المصري أنور السادات بحكايته مع التهامي كان رد فعل السادات ساخراً..إذ يقول غالي (ص 148): ونظر السادات إلى التهامي مسروراً وقال: "لا تقلل من شأن بطرس يا حسن، إنك ستهتدي إلى المسيحية قبل أن يهتدي هو إلى الإسلام!"

ويضيف غالي قائلاً: "واغتاظ التهامي. وأدى مزاح السادات إلى تعقيد علاقاتي مع التهامي"


وفي كامب ديفيد.. تجاوز الاهتمام بكرامات حسن التهامي ومعجزاته دائرة الوفد المصري

يروي د. غالي في كتابه (ص 140) حكاية طريفة أوردها بصيغة مشابهة وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم كامل في كتابه "السلام الضائع في كامب ديفيد"..إذ يقول غالي: " وعندما انتهى العشاء أخبرنا حسن التهامي بأنه توصل إلى طريقة لإيقاف قلبه عن النبض لبضع ثوانٍ ثم إعادته إلى النبض. وجذب حديث التهامي طبيب بيغن الإسرائيلي وطبيباً أمريكياً آخر إلى مائدتنا. وتساءل الأمريكي ما إذا كان التهامي قد استخدم اليوغا لوقف نبضات قلبه. وأثار ذلك غضب التهامي الذي قال إن أسلوبه لا علاقة له باليوغا. غير أنه فضلَّ ألا يكشف عن وسيلته السرية إلى ذلك"

وبهدف تسلية الوفود المشاركة في مفاوضات كامب ديفيد..نظم الجانب الأمريكي زيارة لحديقة غيتسبرغ العسكرية القومية التي تمثل ساحة معركة مهمة في تاريخ الحرب الأهلية الأمريكية. وهنا يقول د. غالي (ص 145): "وقد وجدت نفسي ونحن نسير على أرض القتال بين ديان وحسن التهامي. وسأل التهامي غير المتسق وزير خارجية إسرائيل: "هل أنت المناهض للمسيح (يقصد المسيخ الدجال)؟" وكانت الإجابة بلا. وعندئذٍ أعلن التهامي عن عزمه دخول القدس على ظهر جواد أبيض وأن يتولى منصب محافظ مدينة القدس. وابتسم ديان في أدب ولكنه لم يعلق، الأمر الذي شجع التهامي على الانغماس في أوهامه"

وفي أحد أيام المفاوضات ذهب إبراهيم كامل إلى السادات وكان معه حسن التهامي..وفجأة قال السادات: "إنه يكون شيئاً عظيماً حقاً لو استطعنا تنفيذ فكرة الميل المربع" فسأله وزير الخارجية عن ماهية حكاية الميل المربع.. فقال التهامي شارحاً: "أن تنسحب إسرائيل من مساحة ميلٍ مربع من القدس ونرفع عليها علماً عربياً أو إسلامياً"

غير أن هذه القصة الغامضة تظل لغزاً محيراً وسراً مغلقاً حتى لإبراهيم كامل نفسه وهو الذي كان وزير خارجية مصر في تلك الفترة.. فلماذا ميل مربع؟ هل لا تتجاوز مساحة القدس هذا القدر؟ وإن كانت لا تتجاوزها فهل من المعقول أن تكون هذه المدينة التاريخية العريقة قد أقيمت هندسياً في نطاق ميلٍ مربع؟ وإذا لم تكن كذلك فماذا عن النتوءات والأحياء التي تكون خارج حدود هذا الميل هنا أو هناك؟

الفكرة كانت طبعاً من بنات أفكار حسن التهامي الذي قال للسادات خلال هذا اللقاء: "فقط أرجوك يا ريس أن تكون عند اتفاقنا بتعييني حاكماً عاماً على القدس (الميل المربع) فأنا لم أطلب منك في حياتي شيئاً وليس لي مطلبٌ آخر.. فهذا هو حلم حياتي الذي أدعو الله أن يحققه قبل مماتي"!.. وتمتم السادات ساعتها بشيء غير واضحٍ

ولا بد أن نتخيل مع إبراهيم كامل صورة التهامي وهو يرتدي زي الحاكم العام ويجلس على كرسيه وسط الميل المربع في حين تحتشد الجموع من حوله تلتمس تنفيذ الحكم الإلهي

يقول د. بطرس غالي في كتابه المذكور (ص 155) إنه في حفل التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد "اختار بيغن أن يخص حسن التهامي بالذكر، وذلك في إشارةٍ واضحة للحط من قدر "عصابة" وزارة الخارجية. وتألق التهامي، وأسعده أن القدس وردت في الخطابات المتبادلة. ولم يهمه بقية ما جاء في اتفاق كامب ديفيد. فالقدس وحدها هي كل ما يعنيه"

عاد التهامي بأكاليل الغار بعد كامب ديفيد وألبسه السادات ريش الطاووس في الاحتفالات العسكرية وبوأه مكانة عالية بحيث كان يوازي أو يتخطى نائب رئيس الجمهورية.. كما يقول عبد الفتاح أبو الفضل في مذكراته "كنت نائباً لرئيس المخابرات"

على أن السادات لم يكتف بذلك بل إنه أوفد التهامي إلى السعودية ليتحدث إلى المسؤولين هناك عن كامب ديفيد ولكن من دون جدوى. ثم ذهب بطرس غالي إلى السعودية واجتمع مع الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز مستشار الملك وسفيره لدى الولايات المتحدة (بين عامي ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين وألفين وخمسة). يقول د. غالي (ص 168): "وفي ختام لقائنا، همس مستشار سعودي في أذني قائلاً: "أشكرك على تحليلك الواضح. لقد جاءنا التهامي قبل أسبوعين ولم نستطع فهمه. لقد قال لنا إن هناك نصوصاً سرية حول عدة مسائل بما في ذلك القدس". وأكدت له بحزمٍ عدم وجود اتفاقات سرية. وأبلغته بأنني أوضحت أمام البرلمان المصري عدم وجود أي نصوصٍ سرية"

ولعل أطرف ما في شخصية التهامي أنه يتحدث دائماً استناداً إلى ما يسميه "مصادر خاصة"..فقد أكد للسادات خلال سير المفاوضات أن العاهل الأردني الملك حسين سيتنازل عن العرش لأخيه الأمير الحسن بعد أسبوعٍ واحد وأن الأخير سيعلن فور توليه الحكم عن انضمامه إلى المفاوضات.. لتنتهي المشكلة الخاصة بالجهة التي ستتولى الإشراف على إدارة الضفة الغربية إذا ما وافقت إسرائيل على تنفيذ الانسحاب

غير أن هذا الرجل بدا لكثيرين لغزاً يستعصي على الفهم.. فهو جادٌ في مظهره وعبثي في تصرفاته.. يقول ما يدفع على الضحك لكنك إن فعلت ذلك أمامه فإنه لم يكن ليتردد في إبداء استغرابه واستهجانه

في كتابه "طريق مصر إلى القدس" يقول د. بطرس غالي (ص 162) إنه في رحلة العودة من العاصمة الأمريكية واشنطن في سبتمبر أيلول عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين توقف السادات في العاصمة المغربية الرباط واجتمع مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. وفي وداع السادات على أرض المطار لم يتردد التهامي في احتضان العاهل المغربي وتقبيل وجنتيه. ويضيف قائلاً: "وأثناء الرحلة الجوية حاولت تخفيف الجو بالمزاح، قائلاً إن التهامي جرح الملك الحسن بلحيته الطويلة، وإن الملك أصدر قراراً ملكياً بأن يحلق التهامي ذقنه فوراً. وعندما نقلوا ذلك إلى التهامي لم يضحك"

وفي الفترة التي سبقت اغتيال السادات ساءت العلاقات بين السادات والتهامي بسبب تصريحات الأخير لبعض الصحف العربية التي اعتُبِرت نقداً لاتفاقية كامب ديفيد.. لكن التهامي بقدرة قادرٍ استمر في موقعه كنائب رئيس وزراء في رئاسة الجمهورية إلى أن أحيل إلى التقاعد في عهد الرئيس المصري حسني مبارك

وكان طبيعياً في ظل الغموض الذي يحيط بشخصية التهامي أن يختفي فجأة بعد أن كان شاغل الساحة السياسية بقصصه وحكاياته و"بطولاته" الخارقة.. ولم يظهر الرجل في السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام ..ربما منذ الحوار التليفزيوني المطول الذي أجراه معه عماد أديب على قناة "أوربت" الفضائية في عام ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين وأدلى فيه بتصريحات مثيرةٍ للجدل استدعت استضافة عماد أديب كلٍ من المهندس حلمي السعيد وسعد زايد وسامي شرف للرد على التهامي في حواره المشار إليه

ولم يتردد اسم التهامي كثيراً في العقدين الأخيرين باستثناء ما نُشِرَ في الخامس والعشرين من مارس آذار عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين حول إلقاء القبض على اللصوص الستة الذين سرقوا الفيلا الخاصة به في قرية أجهور الرمل التابعة لمركز قويسنا في محافظة المنوفية..ربما كان وقوع اللصوص في قبضة الشرطة هو آخر "بركات" و"معجزات" التهامي الذي اتهمه موشي ديان ذات مرة بأن" ثمانون في المئة من كلامه كذبٌ.. أما العشرون في المئة الأخرى فهي تحتاج إلى مراجعة لمدى دقتها"

gravatar

لا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم
راجل زيّ ده في حكم اكبر دولة في المنطقة طوال ما يقرب من 30 سنة؟؟؟
و طبعا كل دولة فيها زيّه
و الحقيقة احنا اللي مالناش زيّ
صباح الفل يا دكتور ياسر
اسامة

gravatar

العزيز ابدا ياسر
بقلم رشيق يختار من الكلام انفذة للقلب وعبارات واضحة ومحددة المعنى رسمت صورة واضحة المعالم لشخص ليس اكثر من مهرج السلطان او بونبونة القعدة فلم يعرف عنة يوما انة كان مضطلعا بمهام حقيقة او منفذا لتكليف محدد ووجودة مساوٍ بالضبط لغيابة وهذا ليس انتقاصا منة او ذما فية فلقد ادى الرجل دورة ببراعة وقدم المطلوب منة بحرص على شعرة كان يعرف كيف يرخيها ويبسطها فلا اعتقد انة كانت لدية قدرة على الشد
ولا تستغرب استمرارة فى اداء دورة خلال عقودناصر والسادات ربمااجد فى هذا الاستمرار تفسيرا لدى علم النفس وليس السياسة فالرجل كان لعبة عبد الناصر ومع كثرة العقد الشخصية التى كان يعانى منها السادات خاصة تجاة ناصرفلم يكن من السهولة ان يتنازل عن لعبة كان يلعب بها ناصر فتقليد الاعداء سلوك معروف وموصوف
هذا عن حسن التهامى
ماذا عن الاخرين
هل اختصرت الثورة _يحلو للبعض تسميتها انقلاب_ فى شخص حسن التهامى او حتى شخص عبد الناصر شخصيا
للاسف اتخذ البعض من تلك الاضاءات التى القيتها على شخص حسن التهامى وسيلة لكيل التهم والانتقاص من ثورة انجزت لهذا الوطن الجميل الكثير
هل تلك النقلة الحضارية الهائلة التى وضعت مصر فى مكانها الصحيح بين الامم دولة مهابة ويخشى جانبها كانت فقط بواسطة نموذج حسن التهامى
الم يكن هناك غيرة الكثيرين ممن ضحوا وعملوا فى صمت من اجل وطن عرف الاعداء قدرة ولم يفهم بعض الابناء سرة وعبقريتة
هل يجب ان ننسى هؤلاء الذين صنعوا المعجزة وحطموا الاساطير ونتذكر فقط من كانوا بدون دور حقيقى او حتى سبب للوجود
يا سيدى تحل يوم التاسع من مارس ذكرى ذكرى استشهاد رجل من رجال مصر الاساطير هؤلاء الذين يأتون مع الفجر لنشر النور وايقاد شعلة الحماس ويرقدون حتى يحين موعد الفجر من جديد فياتون ولا يتعبون
هل يتذكرة احد سوى هذا الميدان البسيط يحمل اسمةولا يحمل سمتة
ينقسم اعداء الثورة شيعا وشلللا ومذاهب واجناسا وفصائل بعدد انجازاتها وانتصاراتها وحتى هزائمها
فلم يكن القائمين بها وعليها سوى رجال يأكلون الطعام ويمشون فى الاسواق
فمنهم من يعاير بان الثورة استلمت مصر من غزة الى السودان وسلمتها محتلة فى سيناء وتلك حجة الاخوانجى
ومنهم من يرى ان الثورة اقامت السد العالى فمنعت عن شعب مصر السردين النيلى الجميل وتلك تلكيكة الوفدى

واخرين يتوحدون مع اعداء البلد فى مازوخية ليست عجيبة ولا نادرة فى ادعاء ان مصر كانت ستحصل على القناة بعد انتهاء عقد الايجار فى سنة تسعة وستين وبدون حرب ولا غيرة
وهؤلاء لا اجد لهم وصفا ولا تفصيلا
وبعضهم مصاب بحول تاريخى ويرى الاعداء خلف النهرين و يتعامى عن نصل السهم المسدد لما بين العينين
عذارا على الاطالة فلم يكن لدى ابدا وقتا للاختصار

gravatar

العزيز ياسر
حكاوى التهامى التى لا تنتهى
البعض منها مضحك والبعض حقا غريب
ويالا المسكين الضحية بطرس غالى اشفقت عليه من دور الطعم

لم اكن بصراحة اعرف انتمائه الى الطائفة المنوفية ربما يفسر هذا العلاقة العجيبة بينه وبين السادات والاحتلال المنايفى للحكومة

من مجمل الحديث عنه لا اجدنى فعلا اشعر بوجود دور محدد له قيمه لعبه الدرويش التهامى بمعنى دور سياسى محنك لكن فقط دوره ككاريزما انسانية مشتتة غريبة الاطوار
كان الله فى عون مصر وفى عون من يعرف هذا التاريخ ولا يشفق عليها

اشكرك على دوام اثرائك لنا بكل هذه المعلومات والمجهود المبذول للحصول عليها
تحياتى

gravatar

مالك:

دائماً عند الحديث عن أهل السلطة أتذكر قوله تعالى "ويخلق ما لا تعلمون"

المهم يا صديقي العزيز أن بقاء الدراويش في السلطة أو الحكم يدل في جانبٍ من جوانبه على غياب وعي كثيرين من السلطة وخارجها بهؤلاء الذين يصيبون سياساتنا وحقوقنا وربما أحلامنا في مقتل
لنا الله يا دكتور أسامة

gravatar

أدهم:

أشكرك على كلماتك الرقيقة

نأتي إلى موضوع ثورة يوليو.. لست شخصياً مشغولاً بتسمية ما جرى هل هو ثورة أم انقلاب أم هو شيء ثالث.ز علماً بأن كاتباً في قامة وتأثير محمد حسنين هيكل كتب مراراً وتكراراص عن موضوع تحفظه على تسميتها بالثورة وقال إنه تحدث في هذا الشأن مع الرئيس جمال عبد الناصر شارحاً وموضحاً رؤيته.. حتى قال له عبد الناصر: "خلاص.. خليها حركة".. ويقصد حركة يوليو أو الضباط الأحرار
لكن ما يهمني الآن هو أن نقول ما هو حق لثورة يوليو وأن نناقش ما عليها.. فلا يصح أن نبشر بها كأنها الإنجاز الذي ما بعده إنجاز.. ولا يجوز أيضاً أن نهيل عليها وعلى رجالاتٍ مخلصين فيها التراب

والرأي عندي أن هناك من أراد فعلاً تخليص مصر من الاحتلال والفساد ورسم صورة أفضل للوطن.. لكن الأدوات كانت قاصرة والبعض لم يكونوا عند مستوى المسؤولية..خاصة أن الديمقراطية لا تتفق عادةً مع حكم العسكر ولا تظهر إلا في مناخ يسمح بتعدد الأحزاب وحرية العمل السياسي
في عقدي الخمسينيات والستينيات ظهرت في مصر أعمال ثقافية وفنية وفكرية رصينة وأنشئت مشروعات قومية ومصانع ضخمة..لا نستطيع اليوم تجاهلها..وفي هذين العقدين أيضاً تراجع مستوى الحرية السياسية وارتفع صوت الأمن وجرى تغييب الآراء المعارضة ووضعت الدولة يدها الثقيلة على عجلة الإنتاج وسقطت قيادات كبيرة في لعبة الفنانات والسهرات الماجنة..وهذا أيضاً لا يمكن إنكاره

فلنحاول إذاً أن نكون موضوعيين فلا نسقط في فخ التعميم أو الاستهانة بكل ما تحقق.. ولا نقول إن كل شيء كان تمام

دعونا نناقش في هدوء وبأسلوب موضوعي ما شهدته مصر من دون حساسيات أو تصورات مسبقة.. من أجل الخلاص لمصر والعرب

gravatar

توتا:

شكراً لك يا عزيزتي

كل ما يهمني هو أن نعرف تاريخنا وأن نعمل معاً على فهم ما جرى بعيداً عن الحكايات الناقصة والقصص المختلقة والمعلومات الغائبة

والأوطان السليمة تحتاج دوماً إلى قراءة موضوعية لشخصياتها وتاريخها وأحداثها

gravatar

نحن لن نغير الكون ولكن فقط سنكسب احترامنا لانفسنا
حاولنا بما نستطيعة وفشلنا المهم المحاولة
بالضبط مثل التلميذ المتأكد من الفشل والمصمم على النجاح
http://www.maroc2007.info/archive/2007/2/157254.html

gravatar

I can't describe my admiration about this Series or find words to say thank you for this wonderful time in revealing some aspects in this surely strange personality
I guess El-Tohamy likes to play the role of fool ,it is not his real character ,he is much wiser and the evidence is the relations of the Americans and Israelis ,you know I remember my grand father told me that this man is a weirdo ,I didn't believe him that much but after reading those posts ,I am certian from this now
The problem with these kind of characters,they know too much yet they are wise enough to hide it under te cover of fool and clown mask
I am sorry for writing in English by IE 7 is giving me some hard time with Arabic

gravatar

أدهم:

شكراً لك يا عزيزي


زنوبيا:

أحييك على اهتمامك الدائم بقراءة أحداث التاريخ..وهذا أمر يدعو إلى السعادة لأنك من جيل شاب حريص على أن ينهل من بحور التاريخ.. وبهذا يتشكل الوعي والفهم

جدك كان على حق بشأن حسن التهامي وشخصيته غريبة الأطوار

الأغرب من ذلك أنه لم يكن الوحيد من رجالات السلطة في مصر والعالم العربي الذي كان غريب الأطوار.. والأسماء كثيرة وسبق لصديقي الدكتور أسامة القفاش أن أشار إلى عددٍِ منهم في التدوينة الأولى حول حسن التهامي

المهم أن نستوعب التاريخ وألا تفلت الذاكرة من بين أيدينا

gravatar

قرأت عن التهامى قبلا..ولكن الملخص المركز يطرح أسئله عل أهمها حجم تأثيره
الفعلى من الواضح أن كل من حوله

never took him seriously
فهل كان مجرد بهلول الحكام ؟؟حتى لو كان
هذا صحيح لماذا يحتاج حكامنا الى بهاليل..!! أم أن كان له تأثير حقيقى وأثر..عموما لاأصدق كلمه واحده عن بطولاته أمام عبدالناصر بالذات..وبالتالى أشك فى كل مايقوله ..أتاحت لى الظروف أن أستمع ﻷثنان من الصف التانى أو الثالث من الضباط اﻷحرار عمل أحدهما فى جهاز المخابرات والتانى فى مكتب رئيس الجمهوريه أيام عبدالناصر ..وقد أجمع اﻷثنان على الشخصيه الكاريزميه لعبد الناصر والهيبه الطبيعيه المحيطه به مما يتنافى مع حكاوى أراجوز مثل التهامى..
وعموما لاتحزن ياعزيزى احد ملوك العرب المتوفين قريبا كان لايبرم أمرا الا بعد أستشاره عراف قابله فى المغرب وكان يسلفر له عذه مرات سنويا فكلنا فى الشرق هم...ننتظر المزيد لنتعلم..شكرا ..تحياتى..خالد

gravatar

أبو فارس:

من الواضح طبعاً أن حسن التهامي لم يكن يحكي سوى قصص وقعت في رأسه وليس على أرض الواقع.. لكن ما يؤرقني هو كيفية توليه مناصب مهمة في المخابرات والحكومات المتعاقبة والسلك الدبلوماسي والمفاوضات الدبلوماسية مع إسرائيل
إن شخصاً يتقلب في مناصب رفيعة لا بد أن يكون ذا قدرات ومؤهلات تتناسب مع تلك المواقع التي شغلها. غير أن التهامي لم يكن في يوم من الأيام مناسباً لأي من تلك المناصب المهمة التي اختير لها

وهذا في حد ذاته يفتح باباً من الأسئلة والشكوك

أشكرك على حضورك الجميل يا دكتور خالد

gravatar

بعد الف عام ستكتب هذه القصة في كتاب "الف دولة عربية (بعد تناسلها)ودولة (يهودية)".لماذا انا عربي؟ ما ذنبي؟ فيرد احمد مطر انها تهمة لا ذنب!!!

مشكور اخي

gravatar

المطالع بن الكتاب:

حكايات ألف ليلة وليلة ليست مثيرة ولا مدهشة مثل حكايات واقعنا المؤلم
بهلوانات وأراجوازات يظهرون في دائرة الضوء..ليصبحوا رموز السلطة والأدب والفن
وإذا وسِدَ الأمر لغير أهله فانتظر الساعة

gravatar

استمتعت جدا بقرائة الحلقات ..
لأنها سهلة اولا ..
ودمها خفيف ثانيا !!!

بس هو سؤال على بالى ..

مادام كل الناس (من وزراء وشخصيات سياسية) شايفين انه (فضيحة) !!! طب ما فى احد قال اى شىء للرئيس !!!

يعنى .. لو فرضا تخيلنا .. ان كان لرئيس ما خليلة موقعاه فى مشاكل ؟؟ هل من المعقول ان لا يتجرى احد ان يقول شىء !

طيب لو قلنا ان الخليلة لها موقع معين فى حياة شى حاكم ولا رئيس .. شخص مثل حسن التهامى موقعه ايه !!!!

لا اعى فى سؤالى اى اهانة لا تصريحة ولا ضمنية .. انما هو سؤال !

تحياتى استاذ ياسر

gravatar

emanff:

تطرحين سؤالاً مهماً على بساطته: لماذا سكت القادة على حسن التهامي؟ ولماذا اختاروه في الأساس لتولي مناصب رفيعة مثل تلك التي شغلها؟

لكن الإجابة على ذلك ليست سهلة.. على الأقل نحن نعرف أن جمال عبد الناصر أبعد حسن التهامي عن المخابرات لكنه عاد أقوى من ذي قبل إلى مناصب سياسية مهمة.. أما أنور السادات فمن الواضح أن هناك علاقة صداقة نشأت بين الاثنين كما أسلفنا وأن هذه الصداقة دفعت السادات إلى الوثوق به والاعتماد عليه.. استناداً غلى فكرة الاعتماد على أهل الثقة والولاء وليس أهل الكفاءة.. فكان ما كان
هناك بالطبع أكثر من رؤية حول الموضوع وأسباب بقاء حسن التهامي في مواقع السلطة.. غير أن ما يهمنا هنا هو أن نشير إلى نموذج التهامي ليس يتيماً. فهناك أمثلة كثيرة لمسؤولين ووزراء مصريين عرب نالوا من الحظوة والمكانة ما لم ينله غيرهم.. مع أن علامات الاستهام والريبة تتراقص حول أسمائهم

أرجو أن تتاح لي الفرصة للحديث في يومٍ ما عن نماذج أخرى من الرجال الغامضين في مواقع القرار ..في مصر وباقي الأمصار :))

gravatar
Anonymous في 1:26 AM

دكتور بعد قراءة السلسله التي جذبتني - بصراحه سبب أنجذابي هو أسلوبك الجاد في عرض هذا الهزل - وردت في ذهني آية كريمه فالرجل يذكرني بمن أستخف قومه فأطاعوه
ولكن المصيبه تكمن في أن من أطاعوه لم يكونو عامة القوم بل من يسيرون مصائر القوم
كنت أبتسم أحيانا وأتعجب أحيانا وحينما أنتهيت شعرت بمرارة شديدة

تحياتي

gravatar

Basma

سعادتي كبيرة بإقبالك على قراءة هذه السلسلة من التدوينات عن حسن التهامي وغرائبه، كما أشكرك على إعجابك بمضمون ما كتبته

نعم، حسن التهامي استخف قومه فأطاعوه..وهذا دليل على خلل كبير في التركيبة السياسية في نظام الحكم في بلادنا

أدام الله ابتسامتك، وحفظك من كل شعور بالضيق والمرارة

gravatar
Anonymous في 6:34 AM

Muy agradable de hecho probablemente voy a descargarlo. Gracias

gravatar
Anonymous في 1:33 AM

Great posting. Tidak sabar untuk membaca yang berikutnya:)

gravatar
Anonymous في 12:29 PM

Este fue siempre bastante que hay un montón de ahí a la espera de la derecha.

gravatar
Anonymous في 2:40 AM

hola, Chicos, Esta será una excelente página web, podría estar interesado en hacer una entrevista sobre cómo se creó? Si me lo e-mail!

gravatar
Anonymous في 12:37 AM

Gracias por la gran información! Yo no habría descubierto esto de otra manera!

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator