مطعم الفراعنة
كنتُ جائعاً للفوز
قبل المباراة، يداعبني صديقي السعودي فارس في رسالة نصية يقول لي فيها: "دقائق قبل المعركة..بسم الله رب السبعين مليون مصري"
أثناء سير المباراة، بدا لي قائد منتخب الفراعنة أحمد حسن أطول قامةً وكان يحرق عشب الملعب برجولة وفدائية، ولمحت وائل جمعة يخرج صامويل إيتو من جيبه وينظر إليه وهو يبتسم بعد أن حوَّل نجم برشلونة الإسباني إلى ساعة جيب. ورأيت حسني عبد ربه يصحح معلومةً وردت في كتب التاريخ حول مكتشف "طريق الحرير"، بفضل قدرته على التمرير المتقن وتعطيل محركات منتخب الكاميرون. وشاهد كثيرون المهاجم عمرو زكي يجري كأنه نمرٌ لمح وجبة العشاء أمامه..أما حارس المرمى عصام الحضري فقد كان جاهزاً لأداء رقصة الفوز التي يتفاءل بها عشاق الكرة المصرية بعد كل فوز كبير
وفي لحظةٍ توقف الزمن
كانت المباراة في دقيقتها السابعة والسبعين حين وصلت الكرة إلى قائد منتحب الكاميرون المدافع المخضرم ريغوبير سونغ لاعب غالاطا سراي التركي. أراد سونغ التحكم في الكرة، لكن محمد زيدان مهاجم نادي هامبورغ الألماني كان في انتظار تلك الفرصة
شم زيدان الكرة المصرية رائحة فريسة..وكانت الفريسة هذه المرة هي أسد عجوز فقد كثيراً من بريقه القديم كمدافعٍ صلد
"حالاً بالاً سأصارع. . أسد إنما إيه؟..متوحش
وحخلي وجهه شوارع
تصقيفة يا ناس ميصحش"
وبمجرد إطلاق صافرة انتهاء المباراة، احتفل المصريون في كل مكان: فوزٌ كانوا في حاجة إليه
فوزٌ يشبه حاجة منتخب العراق للنصر وحمل لقب كأس أمم آسيا عام 2007..كي يشعر العراقيون بإنجاز كبير يستحق الفخر ويمنح الأمل
اشتعلت عقب المباراة احتفالات جنونية ..لوح مشجعون بأعلام مصر ووضعها آخرون على سياراتهم وشرفات منازلهم، وقفز البعض في قلب مياه نافورة في ميدان رئيسي، فيما أشعل البعض نيراناً وأطلقوا الألعاب النارية وامتلأت الأجواء بأصوات أبواق السيارات احتفالاً بالانتصار
يعود فارس برسالةٍ نصية قصيرة للتهنئة يقول لي فيها: "إن الله يحب السبعين مليون مصري"
وهكذا بات من حقهم تسجيل هذه الأصناف الجديدة من الأطعمة الإفريقية باسمهم في كتبٍ ومراجع قد تحمل أسماء من عينة " الدليل الموعود في طهي لحم الأسود" و"" لذة الكمال في ركوب الأفيال"
والفراعنة تخصصوا في إثبات أن فوزهم مستحق..ففي كأس أمم إفريقيا عام 2006 التي استضافتها القاهرة، فازوا على منتخب كوت ديفوار مرتين، الأولى في تصفيات المجموعات بنتيجة 3-1 ثم كرروا وعززوا الفوز في النهائي بركلات الجزاء الترجيحية
وفي كأس أمم إفريقيا عام 2008 في غانا سحقوا الكاميرون 4-2 ضمن تصفيات المجموعات ثم عادوا ليفوزوا على منتخب الأسود التي لا تُقهر في نهائي مثير بهدف أبو تريكة
ها هو منتخب الفراعنة يختال وحيداً في المقدمة
فقد عزز المنتخب المصري رقمه القياسي في عدد الألقاب بكأس سادسة بعد أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 وكرر بالتالي إنجازه عام 1959 عندما نجح في الاحتفاظ باللقب.. إنجازٌ لم يحققه سوى ثلاثة: الفراعنة، وغانا (1963 و1965) والكاميرون (2000 و2002)
ختامٌ رائع للمباراة النهائية السابعة لمصر بعد أعوام 1957 و1959 و1962 و1986 و1998 و2006. كما أنها المرة الثانية التي تتفوق فيها مصر على الكاميرون في نهائي العُرس القاري، بعد الأولى عام 1986 بركلات الترجيح في القاهرة
في المقابل، فشل المنتخب الكاميروني في إحراز اللقب القاري الخامس ومعادلة الرقم القياسي للفراعنة بعد أعوام 1984 و1988 و2000 و2002. كما فشل في الثأر لخسارته نهائي 1986 والدور الأول لكأس أمم إفريقيا في غانا 2008
هذه إذاً المرة السادسة التي يفوز فيها منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية وهو رقم قياسي كما أنها المرة الثالثة فقط التي ينجح فيها فريق في الدفاع عن لقبه، وأصبح المدير الفني لمنتخب مصر "المعلم" حسن شحاتة ثاني مدرب في تاريخ البطولة يحرز اللقب مرتين متتاليتين
واللافت للانتباه هو جمال مراسم تسليم الكأس إفريقية جميلة، حيث حمل شبابٌ مفتولو العضلات فتاة صغيرة تحمل كأس البطولة الذهبية على أكتافهم، في مشهدٍ هو أقرب للحدوث في كوماسي حيث قبائل الأشانتي منه للمستطيل الأخضر في أكرا
مواسم الفرح على الطريقة الإفريقية دفعت لاعبي منتخب مصر إلى الاندماج، فتطوعوا لقرع الطبول في الملعب، ليقدم الفراعنة إيقاعهم الخاص وسط تشجيع جمهور المباراة النهائية
وداعاً غانا..وأهلاً بالكأس الإفريقية في بلدها المفضل: مصر
105682000000000 مبروك
وعقبال الكاس اللى جاى
بارك الله للشعب المصري و في الشعب المصري
وبارك الله في أقدام أبو تريكه و قلبه الذي حمل غزة معه
محمود الدوح:
مبروك لنا جميعاً الفوز..طعم النصر جميل يا عزيزي محمود
Diala
سلمت يا عزيزتي من كل سوء
مبروك النصر لأنه يحمل الأمل
محمد أبو تريكة كان أيضاً هو من ارتدى في نهائيات إفريقيا في مصر عام 2006 فانلة كتب عليها "إلا رسول الله" احتجاجا على الرسوم المسيئة للرسول الكريم
"الشيخ" أبو تريكة..يرتدي مسوح قديس وهو في الملعب وخارجه
مبروك الفرح لمصر
انا حسيت ان جوعنا الحقيقى كان للفرحة . وهما دول اللى عرفوا يجيبوها للشعب الطيب ده
MMM!
نعم، كان الجوع الحقيقي لفرحةٍ..أو لحظة سعادة مختلسة، في ظل ظروف وأوضاع مرتبكة وضاغطة على المصريين
ما حدث يعد أمراً يستحق التأمل من هذه الزاوية، قبل أي شيء آخر
Lots of contradiciting feelings surrounded the victory moments ,inspite of all the hard times the egyptians are facing now through all their lives ,yet all these hinders couldn't succeed to stop them to cover the streets all around Egypt,carrying the egyptian flags ,drums , whistles and spending the whole night in the streets celebrating ,to go forward in the early morning to receive at the airport the champions who succeeded to do what lots and lots of politicians failed in .
Celebrations parades were all over the arab countries ,this victory proved that all arabs are in a great need and they are hungry to happiness and truimph ,not only the egyptians.
Shou3la
ٍShou3la
صدقت.. كان المصريون بحاجة شديدة إلى مذاق الفرح، ربما كي يواصلوا رحلة الحياة وسط عقبات وعراقيل وأزمات لا تحصى
حتى فرحة العرب بهذا النصر الكروي تستحق التأمل..فالجميع نظروا إليه على أنه فوز يوحد الجمهور العربي، وانتصار ينسيهم بعض الذي يعيشونه من مشكلات
Post a Comment