المحروسة

gravatar

أثرياء مصر زمان..والآن (2): نفيسة البيضاء.. أم المماليك



في زمنٍ مضى، كان أغنى أغنياء مصر: جارية شركسية

اشتهرت باسم نفيسة البيضاء، وأطلق عليها آخرون اسم نفيسة المرادية، نسبةً إلى زوجها الثاني مراد بك

في البداية كانت مجرد أمَة حين جُلِبَت إلى مصر، لا يعرف أحدٌ محل ميلادها - فمن قائل إنها من الأناضول، أو بلاد القرم أو حدود القوقاز- أو أوصافها سوى أن اسمها يوحي بأنها كانت بيضاء البشرة


ومن الواضح أنها كانت بارعة الجمال لدرجة أن "سيدها" الأول علي بك الكبير، لم يعتقها فقط، وإنما تزوجها أيضاً، وأنها كانت الجائزة التي طلبها أحد أشهر المماليك ثمناً لخيانته


وهنا نقرأ ما كتبه عبد الرحمن الجبرتي كما جاء في كتاب "دراسات في تاريخ الجبرتي"، ومؤلفه هو محمود الشرقاوي،‏ الذي يقول إن ظهور أمر نفيسة بدأ عندما دخلت في حريم علي بك الكبير‏،‏ فأحب الأخير هذه الجارية الشركسية وأُعجِبَ بها‏، وبنى لها داراً تطل على بركة الأزبكية في درب عبد الحق


غير أن المملوك مراد وقع بدوره في هوى نفيسة‏،‏ فلما أراد محمد أبو الدهب خيانة علي بك الكبير وتحدث إلى المملوك مراد في ذلك،‏ اشترط عليه الأخير نظير موافقته على الخيانة أن يسمح له بالزواج من هذه الجارية‏. فلما قُتِلَ علي بك الكبير عام 1773 تزوج مراد هذه الحسناء


وهكذا كانت الرشوة التي نالها مراد بك على خيانته هي‏:‏ نفيسة البيضاء


ولكن التاريخ له مفارقاتٌ عجيبة‏،‏ فبقدر ما كان مراد بك من كبار الخونة، كانت نفيسة امرأة رائعة في جمالها وقوية في شخصيتها


وفي حياة زوجها مراد بك الذي حكم مصر مع إبراهيم بك بعد موت أبو الدهب لمدة تزيد على عشرين سنة، نالت نفيسة في المجتمع المصري مكانة كبيرة‏. عاشت نفيسة تلك الفترة كواحدة من أثرى أهل مصر، بما امتلكته من القصور والجواري، إضافة إلى أن المصادر التاريخية تؤكد أنها كانت من أثرى نساء عصرها نتيجة استثمار أموالها وتجارتها في الأسواق وإدارة وكالة خاصة بها



ويجب ألا ننسى أنها دخلت منزل مراد بك وقد ورثت عن علي بك الكبير ثروة طائلة، وزادت هي ثراء فوق ثراء بعد هذه الزيجة الجديدة، وعاشت معه حياة الترف بما جلبته له من ميراثٍ شمل إلى جانب البيوت والقصور والتجارة جيشاً خاصاً يتألف من 400 مملوك وأسطولاً من السفن على النيل، وستاً وخمسين جارية واثنين من الخصيان في حاشية نفيسة الخاصة


وحين أعادت نفيسة بناء وكالتها التجارية، أضافت إليها سبيلاً وكُتاباً خلف باب زويلة‏ عام 1796م / 1211 هـ. ونُقِشَت على واجهة السبيل أبياتٌ شعرية تمتدح فضائل تلك السيدة، تقول كلماتها:


سبيلُ سعادةٍ ومرادٌ عزٍ وإقبال لمحسنة رئيسة


يُسرُك منظرٌ وصنع بديع وتَعجبُ من محاسنِه الأنيسة


جري سلساله عذبٌ فرات فكم أحيت به مهجا بئيسة


نؤرخه سبيل هدى وحسُنَ لوجه الله ما صنعت نفيسة


تقع واجهة السبيل والكُتاب على القصبة العظمى للقاهرة، وهي من الواجهات نصف الدائرية، التي تطل على الشارع بثلاثة شبابيك، توجد في دخلات معقودة ترتكز على أربعة أعمدة ملتصقة بالواجهة. وهذه الشبابيك مغشَّاة بأشكال زخرفية نباتية متشابكة كقطعة الدانتيلا. ولعل ما يسترعي الانتباه زخرف الجزء العلوي المعقود من هذه الشبابيك، حيث إنها تشبه نهدَيْ امرأة، وهذا النوع من الزخرفة أراد به الفنان أن يعبر أو يشبه عطاء الأم لطفلها الحنان والحياة من ثديها، لعطاء السبيل لوارديه العطاشى والظامئين للماء الذي هو مصدر الحياة


وهذا السبيل أحد المكونات المعمارية لمجموعة خيرية أنشأتها نفيسة البيضاء تتكون من سبيل يعلوه كتاب ووكالة تجارية بها محالٌ تؤجر ويستغل ريعها للصرف على السبيل والكتاب، إضافة إلى حمامين يُستَغلُ ريعهما لأوجه الخير. ويعلو الوكالة والحمامين ريعٌ لإسكان فقراء المسلمين بمبالغ رمزية. وقد عٌرِفَت هذه المجموعة باسم السكرية، وهي المنطقة نفسها التي تحدث عنها الأديب نجيب محفوظ في ثلاثيته الروائية


كان الغرض من السبيل تقديم ماء الشرب المجلوب من النيل للمارة كعملٍ خيري، وكان الكُتّاب مدرسة أولية لأطفال الحي. وحين بُني هذا السبيل كان واحداً من أكثر من 300 مبنى من نوعه بالقاهرة، لم يتبق منها الآن إلا نحو 70 مبنى. ويتميز كل سبيل بنوافذ مغطاة بقضبان مزخرفة جميلة تربط بها أكواب الشرب بسلاسل، وكان العاملون بالسبيل يملأون الأكواب من أحواض رخامية ويسلمونها للناس في الخارج. وكان الماء يأتي من صهريج تحت الأرض مليء بماء النيل الذي كانت تجلبه الجمال. ويختلف هذا السبيل في أن صهريجه لا يوجد أسفله وإنما أسفل مبني مجاور، ويعتبر هذا السبيل نموذجاً ممتازاً للطراز المعماري العثماني في أواخر عهده بالقاهرة

ومن الجلي أن نفيسة اختارت بعنايةٍ موقع السبيل، إذ إنه يقع في الطرف الجنوبي لشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقرب من بوابة المدينة، وهو مَعلَمٌ تاريخي يحدد الأسوار الجنوبية للمدينة كما أنها ظلت منطقة تجارية مهمة لمدة تسعة قرون. وأهمية الموقع تنبع أيضاً من أن السبيل والكُتاب اللذين شيدتهما في مبنى من طابقين يلاصق وكالتها، أقيما على شارعٍ رئيسي بالقرب من باب زويلة، حيث كانت ينطلق موكب الحج السنوي إلى بيت الله الحرام


كان لهذه السيدة مكان الاحترام والتقدير عند العلماء والأمراء‏، وعند الشعب أيضاً، إذ كانت نبيلة وكريمة وموهوبة وذكية، حتى ذكر كاتبٌ معاصر لها "أنها كانت تعرف كتابات شعراء العربية كما لو كانت العربية لغتها الأصلية برغم أنها لم تتعلمها إلا في وقت متأخر من حياتها"، وربما كانت تعرف الفرنسية إلى جانب قدرتها على القراءة والكتابة بالتركية والعربية


ويتعين القول إن نفيسة تمتعت باستقلالية في إدارة تجارتها وثروتها، ولعبت أيضاً دور السند والمستشار لزوجها مراد بك في الشأن العام، وحاولت في أكثر من مناسبة الحد من آثار المظالم التي ارتكبها زوجها بحق المصريين، إذ يحكي عبد الرحمن الجبرتي ("عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، الجزء الثاني) أن مراد بك "أخذ الشيء من غير حقه وأعطاه لغير مستحقه‏"


ويقول الجبرتي‏:‏ كانت نفيسة تعارض زوجها مراد بك وهو مطلق السلطان على مصر‏،‏ في مصادرة أموال التجار الأوروبيين وإرهاقهم بالضرائب والغرامات. وكانت هذه التصرفات من أسباب أو ذرائع الحملة الفرنسية على مصر‏


وحين هُزِمَ جيش مراد بك أمام القوات الفرنسية في موقعة الأهرام في 21 يوليو تموز عام 1798، فر مع فلول قواته إلى الجيزة، فصعد إلى قصره وقضى بعض أشغاله في نحو ربع ساعة، ثم هرب إلى الصعيد ليبدأ في شن حرب عصابات ضد الجيش الفرنسي. أما نفيسة فظلت في القاهرة وسط ظروفٍ اقتضت منها أعلى قدر من الكياسة والدبلوماسية والاتزان، وهو عبءٌ غير يسير على امرأة هرب زوجها

عملت نفيسة بذكاء على حماية الأملاك الضخمة الخاصة بها وبزوجها، وبسطت حمايتها على كثير من نساء المماليك المنكوبين،‏ وواست عدداً كبيراً من الفقراء الذين نُكِبوا في الحملة الفرنسية من أهل القاهرة‏،‏ ودفعت كثيراً من الغرامات التي فرضها الفرنسيون على المصريين ولم يستطع غالبيتهم دفعها‏،‏ ونالت بذلك احترام المصريين والأجانب


في الوقت نفسه، حافظت تلك السيدة على علاقة مجاملة مع إدارة الحملة الفرنسية، حتى إنها سمحت بتمريض جرحى الجنود الفرنسيين في قصرها. وقد استضافت نابليون بونابرت على العشاء في قصرها، وتلقت في تلك المناسبة هدية عبارة عن ساعة مرصعة بالألماس


كما كان قواد نابليون ورجاله كلهم يرعون جانبها ويحملون لها في تقديرهم حساباً كبيراً. بل إن‏ ديجنت كبير أطباء الحملة الفرنسية عندما ألف كتابه باللغة العربية عن مرض الجدري في مصر أهداها خمسين نسخة منه


غير أن العلاقات بينها وبين نابليون تراوحت بين المد والجزر، فقد تَعيّنَ عليها أن تدفع فدية ضخمة تعادل نحو مليون فرنك مقابل حق الاحتفاظ بممتلكاتها. واضطرت إلى إدراج الساعة المرصعة بالألماس كجزء من هذه الغرامة، فأهداها نابليون إلى عشيقته. وبالرغم من هذه المواقف الشائنة، فإن نابليون أعلن حتى بعد مغادرته مصر سعياً وراء المجد الإمبراطوري في باريس، أنه "سيظل صديقاً إلى الأبد" لهذه المرأة، حتى إنه بعث وهو في قمة مجده‏،‏ أمراً إلى قنصل فرنسا في مصر، بأن يبذل كل جهده لحمايتها‏ ورعاية أمرها


وينقل الكاتب الفرنسي لاكروا عن المذكرات التي أملاها نابليون في منفاه في جزيرة سانت هيلانة أن مراد بك لما عاد من البحيرة إلى الجيزة منهزماً أمام الحملة الفرنسية‏، صعد إلى قمة الهرم الأكبر، وأخذ يتبادل الإشارات الضوئية بالفوانيس مع زوجته نفيسة وهي فوق سطح منزلها في الأزبكية - ومن الواضح أن‏ هواء القاهرة كان في ذلك الوقت أقل تلوثاً مما هو عليه اليوم- وتناقل الناس ذلك حتى سمعت به، فخشيت على نفسها من الفرنسيين، فذهبت إلى منزل نابليون، وطلبت مقابلته‏، فاستقبلها بكل احترام‏،‏ وأكد لها أنه لا يحفل بهذه المسألة‏،‏ وأنها لو أرادت أن تلتقي بزوجها لما تردد في مهادنته يوماً وليلة حتى يلتقيا، وكان الزوج مراد بك آنذاك هارباً من وجه الحملة الفرنسية.‏ ولعل نابليون أراد بهذه المجاملة أن يتخذ من السيدة نفيسة وسيلة للتأثير على زوجها ليقبل الصلح مع الفرنسيين ويتوقف عن مقاومتهم في الصعيد‏


أما مراد فقد سئم القتال ضد الفرنسيين في الصعيد، إذ لم يكن معتاداً على هذا النوع من المعيشة، بعيداً عن قصوره وجواريه وحياة الرفاهية التي يعيشها، فبدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا على أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كليبر بحمايته إذا تعرض لهجوم أعدائه عليه، وتعهد مراد بك من جانبه بتقديم النجدة اللازمة لمعاونة القوات الفرنسية إذا تعرضت لهجوم عدائي أياً كان نوعه، وأن يمنع أي قوات أو مقاتلين من أن يأتوا إلى القاهرة من الصعيد لمحاربة الفرنسيين، وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم


على أن ذلك الاتفاق لم يدم طويلاً، إذ أصاب الطاعون مراد بك، ومات به في 22 إبريل نيسان عام 1801 ودُفَِن في سوهاج

وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر في وقت لاحق من ذلك العام، نجحت نفيسة بمهارة في الحصول على حماية البريطانيين الذين بسطوا نفوذهم لفترة قصيرة. ومع تعزيز العثمانيين سيطرتهم على مصر، واصلت نفيسة بثبات سياسة حماية المماليك وأسرهم من النظام الجديد -الذي كان شديد العدائية تجاههم- مثلما فعلت في ظل الاحتلال الفرنسي. وباتت تعرف في تلك الفترة باسم "أم المماليك"


وحين تولى حكم مصر الوالي العثماني أحمد خورشيد باشا عام 1804، أساء إليها إساءاتٍ بالغة‏، وطلبها يوماً إلى القلعة مقر حكمه ووجّه إليها بعض التهم الباطلة، بينها اتهام بالتدبير لثورة في مصر،‏ وأنها استعانت بكثير من الجواري يوزعن المنشورات ضده‏،‏ وضد حكم المماليك والباشوات. وكان رد نفيسة عليه بالقول‏:‏ إن السلطان وعظماء الدولة رجالاً ونساء يعرفونني‏، ويعرفون قدري‏،‏ حتى الفرنسيون‏،‏ أعدائي وأعداؤك‏،‏ لم أر منهم إلا التكريم والاحترام‏،‏ أما أنت فلم يوافق فعلك فعل أهل دولتك ولا غيرهم‏


غضب أحمد خورشيد باشا من تلك السيدة، فاقتادها إلى السجن‏،‏ الأمر الذي أثار غضب من يدينون لها بالفضل وبالمال‏،‏ إذ كانت غاية في الكرم والشهامة‏.‏ وقد ظلت هذه السيدة،‏ حتى في أيام محنتها‏،‏ ترعى بمعروفها وبرها‏،‏ أسراً كثيرة أصابها العناء والفقر بعد أن كانت كريمة ميسورة‏. وامتدحها مؤرخنا عبد الرحمن الجبرتي خلقاً وسلوكاً وشجاعة‏.‏ وعندما اعتُقِلَت في بيت السحيمي حاولت الهرب ليلاً‏،‏ لكنها لم تفلح‏،‏ وظلت تنتقل من عذابٍ إلى هوان إلى فقر حتى نسي الناس اسمها ورسمها‏


لقيت نفيسة بعد ذلك أشد المحن والكوارث على يد محمد علي بعد أن تولى حكم مصر عام ‏1805،‏ فقد صادر محمد علي ما بقي لها من مال وعقار‏،‏ وعاشت بقية أيامها في فقر وجهد‏،‏ لكنها واجهت ذلك كله بصبر وقوة عزيمة‏،‏ ولم تفارقها مروءتها ولا علو نفسها ولا إباؤها‏‏

وماتت نفيسة البيضاء عجوزاً‏ فقيرة‏،‏ بعد أن كانت ملكة على مصر، وذلك في يوم الخميس ‏19‏ إبريل نيسان عام ‏1816‏ في بيتها الذي بناه لها علي بك الكبير‏.‏ ووريت نفيسة الثرى إلى جوار قبر زوجها الأول علي بك الكبير في الإمام الشافعي. ‏وبعد موتها استولى محمد علي باشا على هذا البيت وأسكن فيه بعض أكابر دولته


وفي دار الوثائق القومية المصرية، توجد وثائق بالغة الأهمية تخص تلك السيدة، بينها "كشفٌ يحتوي بيان ثمن المصوغات والمجوهرات المضبوطة لوفاة المرحومة الست نفيسة البيضا معتوقة وحرم المرحوم علي بك رضا الجهادي المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك" (بتاريخ 17 إبريل 1895)، و"دفتر يحتوي حصر وتثمين تركة المرحومة الست نفيسة هانم حرم ومعتوقة المرحوم علي بك رضا المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك علي المعتوه والمعين عليه حسن أفندي رسمي قائماً شرعياً" (بتاريخ 13 مايو 1896)



تبدلت أحوال سبيل وكُتاب نفيسة البيضاء مثلما حدث لهذه المرأة. فقد أصبح السبيل خارج الخدمة في وقت مبكر من القرن العشرين بعد دخول المياه الجارية إلى المنطقة. وفي خمسينيات القرن الماضي حل النظام التعليمي الجديد محل الكتاب ومدارس حفظ وتعليم القرآن، وبالتالي لم يعد المبنى يستخدم كمدرسة، بالرغم من أن الكثير من كبار السن في الحي يتذكرون كيف كانوا يحضرون الدروس هناك. وسرعان ما انتشر الحطام في ذلك المبنى المهجور الذي فقد جزءاً من سقفه، وانهارت درجاته، وتداعت جدرانه، ليصبح على وشك الانهيار


هكذا كانت الصورة في عام 1995 عندما تضافرت جهود مركز البحوث الأميركي في مصر بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار لتنفيذ مشروع بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية- للحفاظ على هذا الأثر التاريخي. استغرق الترميم المعماري لسبيل وكتاب ووكالة نفيسة البيضاء نحو ثلاث سنوات، كجزءٍ من مشروع أكبر لترميم عدد من المواقع المهمة في القاهرة التاريخية. على أن مشروع الترميم افتتح رسمياً في 29 مارس آذار 2005 في حفل صغير حضره مسؤولون مصريون وأجانب



وأثناء ترميم السبيل عُثِرَ على مجموعة من قطع الفخار التي تنتمي إلى فترات تاريخية مختلفة وأتى معظمها من أماكن بعيدة بعضها. ومن ذلك أوان فخارية مملوكية محلية وبعضها واردٌ من الصين ووسط آسيا وأوروبا، وكثير من الخزف الأوروبي عبارة عن فناجين قهوة. كما عُثِرَ على مجموعة غلايين تبغ عثمانية، ومجموعة أحجبة على صيغ دينية وسحرية وجدت ملتصقة بشقوق الحوائط، كان الغرض منها حماية المبنى من الانهيار ودفع الأذى عمن يرتادونه

وبسبب حكايتها المليئة بالأحداث المثيرة، نسجت الكاتبة الفرنسية فرنسواز برتوليه تفاصيل حياة وموت نفيسة البيضاء في قصةٍ عنوانها:‏ عاشت في الظل.. ماتت في الذل

gravatar

الله على دى حكاية لشخصية منسية يا دكتور ياسر
الست دى نمموذج فريد لم تتعلم فى جامعة او تدرس السياسة الا انها لعبت باقتدار
شكرا يا دكتور على قصة نفسية بالفعل
اظن ان نفسية و شجرة الدار بيشتركان فى العديد من الصفات بغض النظر عن الحرملك

gravatar

العزيز الدكتور ياسر / تحياتى لك
اخير اسبق الاخرين واكون اول من يعلق على تدوينة رائعة كهذه التدوينة . ما لفت نظرى هذه المرة هو كم الاحداث التى من النادر ان يمر بها انسان وايضا نوعية الاحداث واثارتها وهو ما يجعلنى انظر لهذا النموذج الانسانى وانحنى له احتراما واجلالا ليس فقط لنواحى الكرم والاغداق المفرط لنفيسة البيضاء ولكن لتماسكها المذهل امام هذه الحوادث والخطوب . جارية تتزوج عاهل مصر وتترقى لتكون السيدة الاولى ثم يغتال زوجها وتتزوج احد المتأمرين على اغتيال زوجها الراحل . وتتعامل مع الفرنسين بهذا الشكل الراقى الذى يجبر قواد الحملة على احترامها واجلالها . ثم انتكاسه مع والى عثمانى يسجنها غير عابىء بتاريخها ونكبة اخرى هى الاخيرة تقضى على مالها وجاهها على يد محمد على لتقضى حياة من فقر وذل كما قضت حياة من عز وجاه . وتنتهى المليودراما التاريخية بالوفاة والاندثار فى صمت . ترى من اى معدن كانت نفيسة وكيف تحملت كل هذه التغيرات والاحداث التى نادرا ما تصادف انسان .
تدوينة رائعة ووجبة تاريخية دسمة كالمعتاد حملت معلومات جديدة بالنسبة لى
مودتى وحبى
وحيد جهنم

gravatar

جميلة جدا هذه الحكايه
شكرا يا دكتور ياسر
استمتعت بها جدا!!

gravatar

جميل منك يا دكتور أن تذكر مثال لغنى رجل و امرأة ، من ذات الحقبة ، وما كان فضل الأخلاق لكليهما ،من أثر على من حولهم .. ـ
صدقنى إن كان من شئ يفتقد ، هو كرم الأصالة فى الشخوص
أن الغث أصبح عملة رائجة و الخائن أو المرتشى أو .. أو ..هم أصحاب " السعادة " !!ـ

وفى كل مرة مزيد من الإمتنان سيدى

gravatar

دكتور مشكور على هذا السرد.. قصة تاريخية انسانية جديرة بالتفحص لكن اود الاستفسار:

بما ان نفيسة كانت زوجة لمراد بك ومراد بك مات بالطاعون ودفن في سوهاج فكيف ووريت نفيسة الثرى بجوار زوجها في الامام الشافعي-القاهرة، هل نقل جثمانه؟

ووارد هنا تاريخين لوفاة نفيسة واحد 1816والاخر في وثائق الدار القومية عام 1894

الاول هو الصحيح؟ والثاني خطا في الوثائق التاريخية؟ ام ان الثاني تاريخ لامر اخر غير ف نص الوثائق؟

gravatar

Zeinobia

هذه قصة امرأة تمكنت من التعامل بواقعية مع عصرها، وكانت قادرة على الاحتفاظ بشخصية مستقلة في السياسة والتجارة معاً
ربما كان هناك بعض التشابه بينها وبين شجر الدر، فالاثنتان نجحتا في لعب دور مؤثر ورئيسي في عصريهما

gravatar

وحيد جهنم
بالفعل، هي شخصية متماسكة وقوية بالرغم من الأحداث والخطوب التي مرت بها والتي يمكن أن تهز أي شخص. ولعل المثير للانتباه هو أنها احتفظت بمواقفها الذكية والكريمة مع من حولها حتى النهاية

تحياتي لك ولتعليقاتك الذكية

gravatar

مياسي


أشكرك، فالفائدة والمتعة لنا جميعاً نتقاسمها مثل خبز المحبة

gravatar

فريدة

لم تكن النساء بعيدات عن أحداث العصر في تلك الفترة من تاريخنا، وربما كن يحركن الكثير من الأحداث من وراء ستار

فريدة البيضاء لم تنل حقها من الاهتمام في تاريخنا، لأن قصتها مليئة بالحكايات المهمة التي لم أشأ أن أتوسع فيها
مودتي الخالصة

gravatar

Ghafari

سؤالان مهمان من قارىء نابه

بالنسبة إلى السؤال الأول فإن المقصود بكلمة "زوجها" هنا كان علي بك الكبير زوجها الأول، الذي كنا نقول إنها ماتت في البيت الذي أقامه لها. وزيادة في التوضيح أضفنا ذلك إلى النص

أما السؤال الثاني، فإن هذا هو نص الوثائق الموجودة في دار الوثائق القومية، ونفيسة البيضاء ماتت بالطبع في التاريخ الذي أوردناه (1816)، أما التاريخ الثاني فهو تاريخ تحرير الوثيقة وليس تاريخ الوفاة..ولقد أوردت نص عناوين الوثائق رغم ما بها من أخطاء إملائية ونحوية وركاكة فيرالأسلوب، قد تعود إلى ظروف ذلك العصر ومن يحررون تلك الوثائق

gravatar

كأنك تقرأ افكارى يا دكتور...قبل يومين فقط كنت احكى لوالدى عن هذه السيدة العظيمة اثناء حديثنا عن دولة المماليك...رحمها الله و اسكنها فسيح جناته

gravatar

تدوينه رائعة
شخصية درامية عبقرية ثابته امام كل ما حل بها من مصائب
بالفعل
كانت فى يوم ملكة مصر و في اخر فقيرة

موضوع جميل ولكن لي سؤال بسيط ارجو الأجابة عليه

هو انت وقعت فى الموضوع ده ازاي يعني مثلا قريت عنها فى كتاب وبعد كدة جمعت معلومات ام الموضوع كان منشور فى مجلة
ارجو الأجابة لأني مهتم بتاريخ القاهرة المملوكية والعثمانية
شكرا

gravatar

White-Rabbit

موضوع الثروة والمال في مصر يشغل ذهني منذ فترة، وقصة نفيسة البيضاء أثارت اهتمامي منذ قراءتي بعض التفاصيل عن ثروتها أثناء كتاباتي عن زوجها مراد بك في إطار سلسلة "أشهر الخونة ف تاريخ مصر" والتي نشرتها هنا في أكتوبر 2007

وجدت في دار الوثائق القومية معلومات مهمة ومفيدة، وجمعت معلومات عنها في تاريخ الجبرتي وباحثين أجانب، علماً بأن المكتوب عنها باللغة الإنجليزية مثلاً لا يقل أهمية عما هو مكتوب عنها باللغة العربية

أرجو أن يكون هذا مفيداً لك
مع الشكر

gravatar

آخر أيام الخريف

الحديث عن هذه السيدة ودورها يطول، فقد كانت حاضرة ومؤثرة في عصرها

جميل أن حدث هذا التوارد في الأفكار وهو أمر يسعدني

gravatar
Anonymous في 8:33 AM

عزيزي الدكتور / ياسر
البعض أسقط تقريبا التاريخ من التصنيف كعلم جدير بالتدريس , ها أنت تنقب بالكلمات لتعيد التاريخ حيا
مجسدا بأسلوب الحدوتة أو الراوي هذا الفن الذي أظنه مصرياخالصا , ليس بهدف التسلية وإن كان أكثر
من مسلي ولكن لإيقاظ وعي أمة كادت ان تنسي تحت ضغط اللحظة الحاضرة أن لها تاريخا.
ربما لاتكون محتاجا لان تجهد عينيك مُقٍلبا بالكتب لتجد شخصا هنا وشخصية هنا لنقف على فارق اليوم والأمس الذي كان.
فجولة صغيرة ربما في أصغر قرية مصرية ستجد بها مسجدا أو مدرسة , أو سبيلا أو مصحة , بناها أو تكفل
بها أحد أثرياء هذا العهد الذي كان يوما يدرس لنا بمدارس الحكومة بإسم العهد البائد. بل أنه كانت
مازالت بالقاهرة لمسة جمال أو ذوق في مبنى أو معمار فأنها تنتمي لهذه العهود. والأن قل لنا فضلا ماذا
يفعل أثرياء هذا الزمان ؟ لا.. لا تقل ماذا مايفعلون فهو مفضوح الذكر ونتن الرائحة يصدمنا صباح
مساء بكل صحيفة.. لكن دعنا أولا نقف على من أين أتوا بهذه الثروات الميليارية؟
بمصر ياسيدي حسب ماأتذكر 11 ميلونيرا , ساستثني منهم واحدا فقط -قبطيا- أقول انه ربما صنع ثروته بعمله .. وأما الباقون
, فالله تعالي أعلى وأعلم وجهاز المحاسبات والمباحث أعلم وأخرس..
تحياتي وشكرا لجهدك الرائع , وبه نقول مازال بالميدان رجال

محمد عبيد

gravatar

عزيزي الدكتور / ياسر
البعض أسقط تقريبا التاريخ من التصنيف كعلم جدير بالتدريس , ها أنت تنقب بالكلمات لتعيد التاريخ حيا
مجسدا بأسلوب الحدوتة أو الراوي هذا الفن الذي أظنه مصرياخالصا , ليس بهدف التسلية وإن كان أكثر
من مسلي ولكن لإيقاظ وعي أمة كادت ان تنسي تحت ضغط اللحظة الحاضرة أن لها تاريخا.
ربما لاتكون محتاجا لان تجهد عينيك مُقٍلبا بالكتب لتجد شخصا هنا وشخصية هنا لنقف على فارق اليوم والأمس الذي كان.
فجولة صغيرة ربما في أصغر قرية مصرية ستجد بها مسجدا أو مدرسة , أو سبيلا أو مصحة , بناها أو تكفل
بها أحد أثرياء هذا العهد الذي كان يوصف لنا ذات يوم "بإسم العهد البائد". بل بقي بالقاهرة لمسة جمال أو ذوق في مبنى أو معمار فأنها تنتمي لهذه العهود. والأن قل لنا فضلا ماذا
يفعل أثرياء هذا الزمان ؟ لا.. لا تقل ماذا مايفعلون فهو مفضوح الذكر ونتن الرائحة يصدمنا صباح
مساء بكل صحيفة.. لكن دعنا أولا نقف على من أين أتوا بهذه الثروات الميليارية؟
بمصر ياسيدي حسب ماأتذكر 11 ميلونيرا , ساستثني منهم واحدا فقط -قبطيا- أقول انه ربما صنع ثروته بعمله .. وأما الباقون
, فالله تعالي أعلى وأعلم وجهاز المحاسبات والمباحث أعلم وأخرس..
تحياتي وشكرا لجهدك الرائع , وبه نقول مازال بالميدان رجال
عبيد

gravatar

محمد عبيد

أيها الصديق العزيز: حين يغيب التاريخ نسقط في بئر المجهول

ولأنه لا رأي بدون معلومة صحيحة، فإن إحدى الثغرات التي نعاني منها الآن هو أن الآراء أصبحت لا تقف بأقدام ثابتة على أرض المعرفة

تاريخنا الضائع لعنة نكتوي بنارها يوماً بعد يوم
وما أكتبه يا عزيزي ليس سوى محاولة متواضعة لسد جزء من هذا النقص، لعل وعسى

أما الفارق بين عطاء ودور أثرياء الأمس ..وما يقدمه - أو لا يقدمه- أثرياء اليوم، فهو الدافع الرئيسي وراء كتابة هذه السلسلة

لك مني كل الود والتقدير على طرحك الرائع للقضية

gravatar

نشكر سعادتك يا دكتور ياسر على هذه المعلومات القيمة التي أثرت معلوماتنا وزادتنا علما واطمع منك في المزيد بان تدركنا بمعلومات عن ابراهيم بك الكبير خاصة انه جدي السابع وابنه علي جلبي الذي هو جدي السادس خاصة ان المعلومات التي حصلت عليها من الكتب التي اتيح لي قراءتها غير واضحة ومتضاربة مع بعضها البعض واهمية ذلك يعود الى ان ابراهيم بك كان الصديق والرفيق لمراد بك و اشكرك جزيل الشكر
عميد بالمعاش احمد عباس احمد جلبي

gravatar

Palm

شكراً لك يا أخي الفاضل، وتأكد يا أستاذ أحمد أن تقديرك أمر أعتز به كثيراً.

إن شاء الله سوف ألبي طلبك قريباً، وأقدم معلومات لعلها تكون ذات فائدة لك ولجميع القراء

مع خالص المودة

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator