أثرياء مصر زمان.. والآن (7): أرنب الماضي..وجوهرة التاج

كما اشتهر اليهود في تجارة الأقمشة والملابس والأثاث حتى أن شارع الحمزاوي والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا، وهي محال شهيرة أسسها كليمان شملا كفرع لمحال شملا باريس، وقد تحولت إلى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري

Les Grands Magasins Cicurel & Oreco S.A.E
ذات رأس المال البالغ 600 ألف جنيه والتي كانت تعد جوهرة التاج في شارع فؤاد الذي أصبح الآن شارع 26 يوليو، وسط القاهرة..الذي كان
وتبرز أيضاً شركة "بونتبوريمولي" أشهر شركات الديكور والأثاث، وأسسها هارون وفيكتور كوهين، و"غاتينيو" وهي سلسلة محال أسسها موريس غاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديد. وكانت عائلة عدس من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد وأسست مجموعة شركات مثل بنزايون، هد، ريفولي، هانو، عمر أفندي
ورئس فيكتور هراري (1857-1945) – الذي جاء والده إلى مصر في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر قادماً من بيروت- عدداً من الشركات التي أُقيمت بالتعاون بين كاسل ومجموعة قطاوي ـ سوارس ـ منَسَّى ـ رولو، وانتخب عام 1929 عضواً بمجلس إدارة البنك الأهلي المصري. وحصل على لقب سير عام 1928 تقديراً للخدمات التي قدَّمها للحكومة البريطانية
كما احتكر اليهود صناعات أخرى مثل صناعة السكر ومضارب الأرز التي أسس سلفاتور سلامة شركة تحمل اسمها عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طناً من الأرز يومياً، وشركة الملح والصودا التي أسستها عائلة قطاوي عام 1906
وتزوج الابن الأكبر نسيم (بك) موصيري (1848 ـ 1897) من ابنة يعقوب قطاوي، وأصبح نائب رئيس الطائفة الإسرائيلية في القاهرة وهو منصب توارثته العائلة من بعده. ولم تحقِّق عائلة موصيري انطلاقتها الحقيقية إلا في أوائل القرن العشرين (1904) عندما أسَّس إيلي موصيري (1879ـ 1940) ابن نسيم (بك)، بالتعاون مع إخوته الثلاثة يوسف (1869 ـ 1934) وجاك (1884 ـ 1934) وموريس، بنك موصيريومن أهم هذه الشركات شركة أراضي الشيخ فضل، وشركة وادي كوم أمبو التي تأسست في 24 مارس آذار 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه أسترليني، وكان كبار المساهمين السير إرنست كاسل والسير إلوين بالمر والخواجات سوارس إخوان وشركاهم وفليكس سوارس ورافائيل سوارس ويوسف أصلان قطاوي بك وروبيرس رولو. امتلكت هذه الشركة 30.000 فدان في كوم أمبو، بخلاف 21.000 فدان وشقت 91 كيلومتراً من المصارف والترع و48 كيلومتراً من السكك الحديد
كذلك برزت شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو حزيران 1881 برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120 ألف فدان
ويمكن تقدير مدى مساهمة أعضاء الجماعات اليهودية في مصر في الشركات والقطاعات الاقتصادية المختلفة من خلال عضويتهم في مجالس إدارة الشركات المساهمة التي سيطرت على أهم قطاعات الأعمال في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن اليهود احتلوا 15,4% من المناصب الرئاسية و16% من المناصب الإدارية عام 1943، وانخفضت هذه النسبة إلى 12,7% و12,6% عامي 1947 و1948، وإلى 8,9% و9,6% عام 1951. وتشير إحصاءات أخرى إلى أن نسبة اليهود في مجالس إدارة الشركات المساهمة كانت 18% عام 1951. والواقع أن هذه نسب مرتفعة إذا ما قورنت بنسبتهم لإجمالي السكان والتي بلغت عام 1950 نحو 0,4% فقط. (د. عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج 6، ص 378)



( د. محمد أبو الغار، يهود مصر من الازدهار إلى الشتات، دار الهلال، القاهرة، 2004)
واليوم يُثار بين فترةٍ وأخرى ملف التعويضات عن ممتلكات اليهود المصريين، التي تقدر منظمات يهودية قيمتها بنحو 5 مليارات دولار وهي قيمة التعويضات في 3500 قضية مرفوعة على الحكومة المصرية في الولايات المتحدة ودول أوروبية، وتدعم واشنطن هذه الحملة اليهودية المطالبة بالتعويضات عبر برنامج الحريات الدينية التابع للخارجية الأميركية، إذ سبق لوفد من "لجنة الحريات الدينية الأميركية" أن وضع على أجندة مطالبه من مصر قضية "ممتلكات اليهود المصريين"، وسلم الوفد عام 2006 الحكومة المصرية ملفاً كاملاً عن أملاك اليهود في مصر وأماكنها (أنس مصطفى كامل، الرأسمالية اليهودية في مصر، ميريت للنشر والتوزيع، 1999)

ومن أشهر القضايا التي أقامها يهود مصر لاسترداد ممتلكاتهم، قضية ورثة جوزيف سموحة والتي قيدت برقم 146 لسنة 8 قضائية أمام محكمة القيم ضد هيئة الإصلاح الزراعي ووزير المالية ورئيس جهاز تنمية وتعمير منطقة سموحة، والتي طالبوا فيها برد مساحة 37 فدانا من أرض منطقة سموحة. كما أقام ورثة الثري ألبرت ميتزغر الذي ينحدر من عائلة أتت من منطقة الألزاس-اللورين شرق فرنسا دعوى قضائية عام 1978 لاسترداد فندق "سيسل" الشهير بمحطة الرمل، الذى أنشيء عام 1929 وصدر القرار الجمهوري رقم 5 لسنة 1956 بتأميمه لدواعٍ أمنية
وفي نوفمبر تشرين ثانٍ 2007 قال رئيس الشركة المصرية القابضة للسياحة والفنادق والسينما إنه تم التوصل إلى تسوية نهائية مع ورثة الفندق الأصليين وسداد ثمنه بالكامل،في حين أشارت وسائل الإعلام إلى أن باتريشيا وريثة ميتزغر نالت نحو 10 ملايين دولار لتسوية الموضوع
ومن القضايا الشهيرة أيضا قضية أملاك بيجو، التي رفعها رافال بيجو اليهودي الكندي ذو الأصول المصرية (حفيد نسيم بيجو) وآخرون ضد شركة "كوكا كولا"، التي اتهمها بالاستيلاء دون وجه حق على أملاك أسرته بالقاهرة، بعد قيام الحكومة المصرية في عهد جمال عبد الناصر بفرض الحراسة على ممتلكات أسرة الخواجة بيجو الجد إثر قيامها بتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى اليهود في إسرائيل بالتعاون مع الوكالة اليهودية
وفي عالم المال، الماضي أرنبٌ يقفز دوماً إلى الحاضر، وإن ساعدته قوائمه امتدت القفزة إلى المستقبل أيضاً









عاشت في الظل.. ماتت في الذل
انها ذاكرة الوطن التى كثيرا ما تنسى من اهدى اليها معوفا او ساعدها
*********************************
وهكذا تكون النهايات لائقة بأعمال أصحابها
وفي مصر، يصنع المال المنهوب والأملاك المصادرة ونهج الاحتكار والاحتقار، سداً عالياً بين الحاكم والمحكوم
ليتهم يفهمون تلك الكلمات بعد قرائتها عسى ان يتوقفوا عن ما يفعلونه
********************
لى سؤال عن تقييمك لتجربة حكم محمد على لمصر
وسؤال عن من اين يمكن ان احصل على كتبك
سرد اكثر من رائع لمعلومات غزيرة
تحياتى واعتذارى عن الانقطاع
اللي لاحظته من كلام حضرتك إنهم كان محتكرين حاجات كتير قوي وقتها
بس يا ترى هل كانوا وطنييين و ولاءهم الأول لمصر و لا إستغلوا ثرواتهم ضد المصلحة الوطنية ؟
الأزهري
ذاكرة البعض تعاني من الضعف
هناك من ينسى دروس التاريخ، لكن التاريخ نفسه لا ينسى، وإنما يكمل دورته ويكرر أحداثه بأسماء جديدة وتفاصيل مختلفة
الكتب موجودة في عمر بوك ستورز في شارع سليمان باشا في وسط البلد ومقر دار ميريت بشارع قصر النيل، ومكتبة سنابل ودار ليلى للنشر، والعديد من مكتبات القاهرة
مهندس مصري
مثل أي فئة أخرى، كان اليهود في مصر يملكون في صفوفهم من يتمسك بالوطن وقضاياه، مثلما أشرت إلى بعض النماذج في سياق الموضوع، كما ظهر من يبدي ولاءه للخارج، وخصوصا الحركة الصهيونية
غير أن الثابت أن اليهود في مصر كانوا أصحاب دور وثقل اقتصادي شديد التأثير، وأن بعضهم مثل يوسف أصلان قطاوي كان لهم دور سياسي ووطني مهم
تأثير اليهود على مصر اقتصاديا كان واضحا للغاية فى هذه الفترة ، لا أعرف إن كان جلاءهم كان بمثابة خطوة ذكية أم لا ، لكننى أرى أن وجودهم بمصر كان يمثل خطرا سياسيا ..ـ
ترددت فى الآونة الأخيرة أن ما بيع من شركات و بنوك فى حركة " الخصخصة " أصبح للعرب ، اسما أو ككوموفلاج لكن هو فى حقيقته لرجال أعمال يهود
أنا لا أعلم صحة الأمر ، لكنى لا أستبعده تماما .. ـ
دمت بخير سيدى
فريدة
لست متأكداً من أن دفعهم إلى مغادرة مصر كان قراراً سليماً
ولا أبالغ إن قلت إن مثل هذا الموقف السياسي سقط في فخ التعميم، خصوصاً أن مواقف اليهود من التطورات السياسية والاقتصادية إقليمياً ومحلياً قد تفاوتت وتباينت إلى حد كبير
وبالتالي، فإن البعض يرى أنه كان من الحكمة تجنب القرارات التي تساوي بين الجميع من دون تفرقة
فى الواقع الحقائق اصبحت غامضة. و كل من علق قبلى افاد بعدم تحققه فى صحة طرد اليهود من مصرنا الحبيبة.
و لكن....
هذا تم من أجل اسباب كثيرة و من اهمها:
1- الامن القومى و الامن السياسى.
2- ما نسميه بالعروبة.
و ان تكلمت عن العروبة ( عدواليهود ). فانكل العر الآن يصفونا بالخونة و العملاء.
و هذا كان واضح جداً مؤخراً فى ابسط المواقف وهو مبارة المنتخبين المصرى و الجزائرى. و كذلك الذيع التونسى الذى تطاول على نادر السيد بعدمباراة مصر و نيجيريا 2010.والمحصلة اننا خونة و عملاء فى عيون العرب والعروبة التى ندافع عنها.
اما من ناحية الامن القومى و السياسى: فإذا نظرنا الى امريكا او الصين فهما دولتان بهم مسلمين ومسيحيين و يهود و مجوس و عيره الكثير.
ومع ذلك فهما انجح دولتين سياساً و اقنصا دياً
و الحقيقة ان طرد اليهود من مصر كان اكبر غلطة فى حق مصر لانه تعبير عن فشل الدولة و السيطرة آنها مع اليهود و فشلها الان فى الوفاق مع العرب الذىن تم طرد اليهود من أجلهم.
بالاضافة الى الخسارات الاقتصادية الواضحة جدا.
شكرا يا عرب
شكرا يا مصر
Atta
الأمور تحسب بعواقبها، ولذا أرى أن طرد اليهود من البلاد العربية لم يكن صائباً ولا حكيماً، مثلما أرى أن كثيراً مما جرى في مصر تحت ستار التأميم تسبب في أضرار كبيرة وعمليات سرقة بغير حق لمتلكات وأموال آخرين
أما واقعنا الآن، فهو يتحدث عن نفسه.. للأسف الشديد
رائع...
سمراء النيل
شكرًا جزيلاً لك على المتابعة والتعقيب
Post a Comment