المحروسة

gravatar

أثرياء مصر زمان..والآن (14): أبو رجيلة.. إمبراطور الأتوبيس





ارتبط اسمه بالعصر الذهبي لحافلات النقل العام في مصر

إنه عبد اللطيف أبو رجيلة

ابن مدينة إسنا الصعيدية، المولود في أم درمان في السودان، والذي تعلم وعمل في البداية في القاهرة، واكتسب الخبرة العلمية والعملية في لندن وروما، فكانت الصفقة الأولى في إيطاليا، ثم حقق الشهرة والنجاح في القاهرة من جديد، قبل أن يتوزع نشاطه بعد التأميم بين إيطاليا والسودان، لتنتهي الرحلة في مصر وسط الحسرة على الحلم الضائع

رحلةٌ زاخرة بالتفاصيل المثيرة

بعد التعليم الأولي في السودان، جاء أبو رجيلة إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية. وفي الجامعة التحق بكلية التجارة، وكان يعول نفسه بممارسة عمل تجاري على نطاق ضيق مع بعض أقاربه
عمل عبد اللطيف أبو رجيلة بعد تخرجه في بنك مصر، وأخذ يتعلم ويستفيد من تجربة أستاذه: طلعت حرب
كان أبو رجيلة يعتبر نفسه تلميذاً في مدرسة طلعت حرب -الذي لم يصل يوماً إلى قائمة أغنى أغنياء مصر بالرغم من دوره الاقتصادي الكبير- وكان يؤمن بأن النجاح، كهدف، ينبغي أن يسبق جمع الثروة، لدى أي رجل أعمال، وأن المال يجب أن يجري في مشروعات طول الوقت، ولا يتكدس في البنوك لحظة واحدة!
بدأ رحلة الاستيراد والتصدير برأسمال متواضع: 34 جنيهاً

اشترى أبو رجيلة آلة كاتبة ومكتباً وطوابع بريد، وعيّن موظفاً ليعاونه بمرتبٍ لا يزيد عن خمسة جنيهات في الشهر، وانطلق في مشروعه الجديد

يقول في حديثٍ له مع سكينة السادات (مجلة المصور، مارس آذار 1959): "كانت السنة الأولى في هذا العمل سنة كفاح بل سنة حرب، واجتزت معارك السنة الأولى، وبدأت معارك السنة الثانية، وبعد ثلاث سنوات أخرى، سارت سفينة العمل في الطريق الصحيح، وبدأت تتجه إلى بر الأمان
"ومضيت في طريقي هذا حتى غمرتني الملايين كما يقولون، وما زلت – وأنا في غمرة ملاييني- أذكر رأسمالي العظيم الذي تدفقت منه هذه الملايين. لقد كانت أربعة وثلاثين جنيهاً عظيمة حقاً، لأنها أنبتت أضعاف أضعافها، كأنها الحبة المباركة التي وصفها القرآن الكريم بأنها أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة"

عملٌ شاقٌ ونجاح وصعود، ثم إفلاس وهبوط. كانت ثروة أبو رجيلة كلها في موانيء إيطاليا ممثلة في كميات كبيرة من البضائع، وضاع كل شيء في غارات الحرب العالمية الثانية التي طالت بالدمار الأغلب الأعم من الأراضي الإيطالية. أصبح وفق تعبيره الساخر "على الحديدة"، لكنه لم يعرف اليأس، وعاود الصعود إلى القمة (مصطفى بيومي، عبد اللطيف أبو رجيلة "إمبراطور الأتوبيس"، سلسلة رواد الاستثمار، مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال، وزارة المالية، مصر، 2008)

عاش أبو رجيلة في إيطاليا سنواتٍ طويلة قبل ثورة يوليو 1952، وتزوج من إيطالية تدعى لندا، كانت صديقة دراسة لابنة أسرةٍ مصرية تعيش هناك. ويشير أبو رجيلة إلى أن لندا صعيدية إيطالية مثلما هو صعيدي مصري، فهي من منطقة كالابريا Calabria جنوب إيطاليا
ظل أبو رجيلة من العازفين عن الزواج إلى أن التقى المرأة التي تعلق بها قلبه فتزوجها، ولكن لم يرزقهما الله بأطفال

عاد إلى مصر للمرة الأولى عام 1949 قبيل نهاية عام 1949، بعد انقطاع تجاوز 12 عاماً. اشترى قطعة أرضٍ في وسط القاهرة، تبلغ مساحتها ستة آلاف متر تحيط بها شوارع سليمان ومعروف وشمبليون وعبد الحميد سعيد، كما اشترى مزرعةً تبلغ مساحتها 400 فدان حدائق في منطقة عين شمس، لكنه عاد إلى إيطاليا من جديد في نهاية عام 1952، بعد شهورٍ قليلة من ثورة يوليو
استدعاه عبد اللطيف البغدادي، وزير الشؤون البلدية عام 1954، وطلب منه أن يتولى أتوبيس القاهرة، فوصل المرفق على يديه إلى مستوى غير مسبوق من النمو، والنظام، والنظافة، والكفاءة في الأداء، وبلغ حداً لم يكن يتخيله أحد، وكان ينقل ١٣ مليون راكب شهرياً، من خلال شركة كانت تضم ٤ آلاف موظف

ولا بد أن الذين عاشوا تلك الأيام، يذكرون جيداً، كيف كان مرفق النقل الداخلي في العاصمة وقتها، على يد الرجل، ثم كيف أصبح الآن، وكيف تحول الأتوبيس من وسيلة لنقل المواطن، إلى أداة لتعذيبه!

بعد عامين من بدء العمل، كان لدى خطوط القاهرة أكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة- ولم يكن الزمن الفاصل بين كل سيارتين في الخطوط المزدحمة يتجاوز ثلاث دقائق- ينفذها سائقون ومحصلون ومُدرَبون. وكان هناك تفتيشٌ صارم يحول دون الاستهانة بالراكب والإساءة إليه وإهدار وقته، وجراجات حديثة لإيواء السيارات وصيانتها في ورشات متطورة
بنى أبو رجيلة أكبر جراجين في مدينة القاهرة، أولهما عند مدخل القبة على مساحة 13 فداناً، وثانيهما بالقرب من نفق الجيزة، فضلاً عن جراج ثالثٍ كان مِلكاً لشركة أمنيبوس العمومية بشارع إسطبلات الطرق في حي بولاق، اشتراه أبو رجيلة لينضم إلى شركته العملاقة

وكان أبو رجيلة يتخفى ويركب الأتوبيس مرة كل شهر، ليرى كيف يتعامل موظفو شركته مع الركاب، واحتد ذات مرةٍ على سائق تجاوز محطة من المحطات المقرر له أن يقف فيها

كانت أنظف حافلات في مصر، كما نراها في فيلم "الكمساريات الفاتنات" بطولة إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي ونجاح سلام.. وبالفعل كان أبو رجيلة - الذي سُمي علي اسمه المدرب محمود عبد المنعم الذي كان يعمل لديه في جراج الأميرية، فأصبح مشهوراً باسم محمود أبو رجيلة - يعين مُحَصِلات في أتوبيساته ويختارهن بدقة وعناية لجذب الركاب من شركتي مقار وسوارس المنافستين له، وبسبب هذا تم صنع هذا الفيلم

ونقرأ عند سامي شرف، الذي عمل سكرتيراً للمعلومات لدى الرئيس جمال عبد الناصر أنه بعد ثورة يوليو 1952 عرض المليونير المعروف أبو رجيلة على والد عبد الناصر أن يعينه بمرتب كبير عضواً في مجلس إدارة إحدى شركاته للأوتوبيس. ولما علم عبد الناصر بهذا العرض قال لوالده: "يا والدي دول عايزينك عضو مجلس إدارة.. إزاي وإنت راجل بتاع بوستة وتلغراف؟! دول عايزين يشتروني من خلالك". ورفض جمال هذا العرض كما رفضه الحاج عبد الناصر حسين (سامي شرف، سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر.. شهادة سامي شرف، الفرسان، القاهرة، 2005)

وحين تولى عبد اللطيف أبو رجيلة رئاسة نادي الزمالك عام 1956، حصل النادي على بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه، منذ نشأ عام ١٩١١. وفي تلك الفترة ارتفعت ميزانية النادي من 6000 جنيه إلى 18000 جنيه ودخل الزمالك مرحلة جديدة انتعش فيها وتوسعت المنشآت بشكلٍ ملحوظ
تبرع أبو رجيلة بمبلغ كبير لبناء مقر نادي الزمالك في ميت عقبة عام 1958، بعد أن كان الزمالك مجرد ثلاث غرف ومدرج خشبي مكان مسرح البالون وإلي جواره نادي الترسانة مكان السيرك القومي على فرع النيل الصغير بالعجوزة. وعندما بدأ الإعداد لبناء الاستاد حدث عجز في الميزانية المقررة للبناء، فلجأ أبو رجيلة إلى طريقة ذكية

فقد كانت هناك شركتان تتنافسان على توريد البنزين والسولار إلى أسطول شركة أتوبيسات القاهرة التي يمتلكها عبد اللطيف أبو رجيلة، فبادر إلى الاتصال بقيادات هاتين الشركتين في محاولة لتخفيض سعر البنزين ونجح في تخفيض المبلغ بمقدار 50 مليماً في سعر اللتر، ليتوفر من خلال الملاليم مبلغ وصل إلى أكثر من عشرة آلاف جنيه، ليتم بناء مدرجات الدرجة الثالثة في النادي، ويفتتح ملعب الزمالك بلقاء مع فريق دوكلا براغ التشيكي في مباراةٍ امتلأت فيها مدرجات الزمالك عن آخرها، وانتهت بفوز الزمالك بثلاثة أهداف نظيفة

جعل أبو رجيلة من مقر النادي قطعة من الجنة، وسط حقول ميت عقبة ومنازلها العشوائية آنذاك. وعندما أدخل المياه إلى نادي الزمالك لم ينسَ أن يمد المياه لسكان ميت عقبة الفقراء مجاناً على نفقته
بعد حرب فلسطين عام 1948، لم يتردد في تقديم الدعم للجيش المصري، وكتب في مذكرةٍ رفعها للوزيرين عبد اللطيف البغدادي وحسن إبراهيم، رداً على اتهاماتٍ باطلة وُجِهَت إليه: "لا شك أنه يعز على أي مواطن صالح أن يجد نفسه موضع التشكيك والاتهام، وخصوصاً إذا كان هذا المواطن من رجال الأعمال الذين يعتمدون على الثقة باسمهم"

وعندما طلبت منه وزارة الحربية تمويل صفقات الأسلحة التي كان الحظر مفروضاً عليها بعد الحرب، بادر بالاستجابة. وعندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي عام 1956، بادر إلى وضع حافلات شركته تحت تصرف القوات المسلحة وتكفل بمسؤولية تموينها ودفع أجور سائقيها
وفي 26 أغسطس آب 1957، كتب إقراراً قدمه إلى الحكومة المصرية، جاء فيه:
"بما أنني سبق أن تقدمت إلى السلطات المختصة في إيطاليا بطلب تحويل إيراداتي إلى مصر ولكن هذه السلطات رفضت هذا الطلب بحجة أنني لم أقم باستيراد باقي المبالغ المطلوبة لي من وزارة الحربية والناشئة عن العقود التي أبرمتها معها بشأن استيراد أسلحة من إيطاليا والتي كنت مُموِلاً فيها
"وبما أنني قد أعدت السعي للموافقة على إجراء هذا التحويل في صورة بضائع أقوم بتصديرها إلى مصر وقد قمت فعلاً باستيراد ماكينات لأعمال الطرق في حدود مبلغ خمسة وثلاثين ألف جنيه في عام 1955. وما زلت أسعى لإتمام هذا التحويل في صورة بضائع على نطاق أوسع وقدمت بذلك طلباً إلى السلطات الإيطالية والمصرية لاستيراد بضائع في حدود مئة ألف جنيه بدون مقابل
"وبما أنني سبق أن أثبتُ في إقرارات الضريبة على الإيراد العام إيراداتي في الخارج
"وإظهاراً لتعاوني الكامل فإني أقرر بموجب هذا أنني على استعداد لتحويل جميع إيراداتي في إيطاليا إلى مصر. وإذا لم ينجح مسعاي في ذلك فإني سأطلب من السلطات المصرية معاونتي لدى السلطات الإيطالية للحصول على هذا التحويل"
والإقرار واضحٌ في دلالته على موقف رجل أعمال يملك حساً وطنياً عالياً، ويضع المصلحة العامة فوق مصالحه الشخصية
غير أن كل ذلك لم يشفع له في شيء، حين عصفت به قرارات التأميم، في مطلع الستينيات، فانتقل للإقامة في روما وهو يقترب من سن الخمسين. وأثناء سنوات غربته، قدم أبو رجيلة تجربة ناجحة في الخرطوم، واستدعى بيت خبرة بلجيكي الجنسية ليضع حلولاً عملية لمشكلة المرور التي تعاني منها العاصمة السودانية

عاد إلى مصر في منتصف السبعينيات، وعاش بقية عمره حزيناً على إهدار تجربته، كفرد، وإهدار تجربة بلد بكامله، وهي تجربة كانت في مطلع الخمسينيات لا تزال تتلمس الطريق، وقد كانت هناك بدايات قطاع خاص ينمو، وبدايات أحزاب تتحرك، فجاء مَن وأدها في مهدها، لنعود إلى المربع الأول!

كانت وصية عبد اللطيف أبو رجيلة أنه لا نجاح لهيئة النقل بمعزلٍ عن محاربة الرشوة والسرقة والإهمال والتسيب. وظل يردد بثقةٍ أن أزمة المواصلات في القاهرة يمكن أن تُحل قبل أن ينتهي من قهوته

لكن قهوته انتهت، وهو رحل، لتبقى مشكلة المرور والنقل في أعناقنا جميعاً

gravatar

اللهم لا حسد يا دكتور...انا بجد مش ملاحقة على الموضوعات القيمة المتتالية كالقذائف الصاروخية الموجهة....الف الف شكر

gravatar

من المدهش حقاً أن تنتهي تجربة ثرية لرجل عصامي كهذا دون أن تستفيد البلد من وطنيته واخلاصه وتتكرر تجربته بدل من قصفها بالتأميم!!

غريب جداً أن يتم تأميم أموال شخص كادح وعصامي مثله قدم الكثير من الخدمات لبلده ويكون جزاءه هذه المعاملة!!!

كانت الثورة بحق مقبرة لكل ماهو جميل في هذا البلد مع الأسف

كلما عرضت لنا قصة شخصية كلما تشوقت لمعرفة المزيد

بانتظار باقي السلسلة

تحياتي

gravatar
Anonymous في 2:50 AM

هذه التدوينة حلت لي لغزا من ألغاز طفولتي فطالما حاولت معرفة من هو أبو رجيلة الذي تذكر باصاته في مقطع قصير من أغنية يتغنى بها الأطفال في السودان..."الليلة و الليلة باصات أبو رجيلة"

:D

gravatar
Anonymous في 7:07 AM

عرض وطرح جميل يا ياسر ، سأقرأ المواضيع السابقة سابقا والتي تناولت فيها مثل هذه الشخصيات
اشكرك شكرا جزيلا ، وتابع لنستفيد
تحياتي

gravatar

آخر أيام الخريف

أحاول الاستفادة من إجازتي السنوية، حتى أستكمل هذا الملف، قبل العودة إلى ضغوط العمل اليومي ومطالبه التي لا تنتهي

بعد هذه السلسلة، قد أضطر إلى التوقف قليلاً لالتقاط الأنفاس

gravatar

Bella


كل الشكر والتقدير لك
عبد اللطيف أبو رجيلة وغيره ممن تحدثنا عنهم ليسوا سوى نماذج لحالة عامة سادت مصر في عقدي الخمسينيات والستينيات

إنها حكايات ينبغي أن نقرأها ونستوعب دروسها، حتى لا تتكرر بشكل أو بآخر

gravatar

إسماعيل محمد

أتمنى لك قراءة ممتعة ومفيدة، وأرجو أن تتواصل متابعتك لهذه المدونة

gravatar

Dena

سعيد بأن أكون سبباً في تفسير تلك الأغنية التي تنام في ركن ما من ذاكرتك

تأكدي أن ثقافتنا الشعبية حفظت بالكلمة والأغنية والمثل كثيراً من تاريخنا وأيامنا التي خلت

فقط..لو نقرأ
:)

gravatar
Anonymous في 4:31 AM

د.ياسر ..المدهش انك تكتب عن قصص ناس من بلادى عاشوا نفس تجربة الارتفاع بمصالح الوطن فوق مصالحهم الشخصية لتنتهى تجاربهم الثرية بالتأميم والافلاس او الانهيار والبداية فى بلدان اخرى بعيدا عن أوطانهم الاصلية مانحى أماكن اقامتهم الجديدة خبرات ذهبية ، كقصة الناشر الليبى السيد محمد الفرجانى الذى لم يكتف بالاستثمار فى مجال الكتب ، وأيضا فى صالة لعرض الاعمال الفنية ومشاريع اقتصادية تخدم حركة التنمية فى بلادى الخارج من حرب عالمية مدمرة واحتلال اوربى بغيض .. قراءتى لهذه السلسلة كلما اتيح لى الوقت لذلك يجعلنى اقارن واحلل محاولاً الوصول لصورة اشمل لانها ظاهرةربما متكررة فى دول عربيةاخرى .. متعك الله بالعافية ، سأطالع كل تدويناتك بشغف ، لك مودتى وعميق تقديرى ..ايناس المنصورى

gravatar

إيناس المنصوري

الشيء الأكيد هو أن الصورة متشابهة في عالمنا العربي مع اختلاف الأسماء وبعض التفاصيل؛ لأن التاريخ يحمل في طياته خطاً عاماً يتكرر هنا وهناك مع اختلاف المكان والزمان

سعيد باهتمامك ومتابعتك لهذا الجهد في مدونتي
لك الشكر والتقدير

  • Edit
  • إشهار غوغل

    اشترك في نشرتنا البريدية

    eXTReMe Tracker
       
    Locations of visitors to this page

    تابعني على تويتر

    Blogarama - The Blog Directory

    قوالب بلوجر للمدونين

    قوالب بلوجر للمدونين

    تعليقات فيسبوكية

    iopBlogs.com, The World's Blog Aggregator